بينما لمحت طهران، باحتمال إرسال قوات “استشارية” من “الحرس الثوري” الإيراني إلى حلب، سيطرت فصائل “المعارضة السورية” المدعومة من تركيا، اليوم الأحد على مدينة تل رفعت شمال حلب.

والتقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الأحد مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، وقال له: “مستعدون لتقديم شتى أنواع الدعم لدمشق”.

فيما أكد الأسد خلال استقباله عراقجي أن “سوريا دولة وجيشا وشعبا ماضية في محاربة التنظيمات الإرهابية بكل قوة وحزم وعلى كامل أراضيها”، وفق وكالة “سانا”.

ويأتي ذلك في ظل التطورات الراهنة التي تشهدها سوريا، حيث شنت “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا) مع فصائل سورية أخرى، الأربعاء، هجوما “مباغتا”، يعتبر الأعنف منذ سنوات على محافظة حلب. وتمكنت من التقدم بالتوازي مع سيطرتها على عشرات البلدات والقرى في ريف محافظتَي إدلب وحماة المجاورتين.

حلب.. الفصائل تسيطر على تل رفعت

بعد اشتباكات عنيفة مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، سيطرت فصائل “المعارضة” قبل قليل على مدينة تل رفعت شمال حلب، وفق مراسل “العربية/الحدث”.

وأوضح، أن “هيئة تحرير الشام” لا تشارك في المواجهات، بل “فصائل مسلحة موالية لتركيا”، تحت اسم “عمليات فجر الحرية”.

https://twitter.com/Roaastudies/status/1863261525391048870

وكان مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، رامي عبد الرحمن، قد أوضح بوقت سابق من اليوم الأحد، أن أكثر من 300 ألف نازح كُردي متواجدون في تلك المنطقة.

إلى جانب ذلك، أعلنت “هيئة تحرير الشام” والفصائل الأخرى المنضوية تحت “الجيش الوطني”، حظر التجول في حلب من السابعة مساء وحتى السابعة صباحا.

في غضون ذلك، أعلنت الفصائل السيطرة على قرية شعالة والرادار وقرية النيربية بريف حلب الشرقي.

ويتزامن ذلك مع غارات جوية روسية تستهدف حي الحمدانية بمدينة حلب، فضلا عن استهداف مناطق في محافظة حماة.

وبحسب ما قاله “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن قوات الجيش السوري تحاول استعادة السيطرة على بلدات في حماة بغطاء جوي روسي.

وأضاف المرصد السوري لـ “العربية/الحدث” أن غارات روسية مكثفة على مواقع “هيئة تحرير الشام” في حلب ومحيطها.

هذا ودعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الدول الإسلامية، لحل المشكلات في سوريا، وقال في جلسة للبرلمان الإيراني: “يجب ألا تسمح الدول الإسلامية بأن تكون النزاعات الداخلية في البلدان سببا لتدخلات الأجانب بشكل أكبر في المنطقة”، وفق موقع الرئاسة الإيرانية.

وبحسب ما نقلته وكالة “فارس” الموالية لـ”الحرس الثوري” الإيراني، عن بزشيكان قوله للمشرعين: “نأمل ألا تسمح دول المنطقة لأميركا وإسرائيل بأن تستغل النزاع الداخلي لأي بلد إسلامي”.

فصائل المعارضة يحتفلون حول طائرة عسكرية تابعة للنظام السوري في مطار كويرس العسكري في 1 ديسمبر 2024. (تصوير عارف تماوي/ وكالة الصحافة الفرنسية)

وحذّرت طهران، الولايات المتحدة، من استغلال الوضع في سوريا، وأرسلت إشارات باحتمال إرسال مستشارين إلى حلب، إذا ما تطلبت التطورات الميدانية.

آخر التطورات الميدانية

قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن حصيلة هجوم فصائل “المعارضة السورية” في شمال سوريا ارتفع إلى 412 قتيلا.

وكان “المرصد السوري”، قد أكد في وقت سابق من اليوم الأحد، أن الفصائل سيطرت على مدينة حلب بالكامل، باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الكُردية، ما يجعل المدينة لأول مرة خارج سيطرة قوات حكومة دمشق منذ اندلاع النزاع” عام 2011.

هذا وسيطرت فصائل “المعارضة” على مطار “منغ” العسكري في ريف حلب من الجهة الشمالية، بالإضافة إلى مطار كويرس بريف حلب الشرقي، ومطار أبو الضهور العسكري الواقع في ريف المحافظة، وأخيرا مطار حلب الدولي، ثاني أكبر المطارات في سوريا بعد مطار دمشق الدولي.

تحذير من مبعوث الأمم المتحدة

في ضوء ذلك، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، الأحد، إن ما يحصل هناك “علامة على الفشل الجماعي في تحقيق ما كان مطلوبا بوضوح منذ سنوات عدة”، أي تنفيذ قرار مجلس الأمن لعام 2015 رقم “2254”.

وحذّر في بيان له من أن القتال الدائر حاليا في هذا البلد “تترتب عنه عواقب وخيمة على السلام الإقليمي والدولي”، وفق وسائل الإعلام.

https://twitter.com/Charles_Lister/status/1863263015648325855

وشدد بيدرسون على أن الأطراف السورية والدولية الرئيسية “بحاجة إلى الانخراط بشكل جدي في مفاوضات هادفة وجوهرية لإيجاد مخرج من الصراع”.

ومن دون ذلك، تابع المبعوث الأممي، فإن “سوريا معرضة لخطر المزيد من الانقسام والتدهور والدمار”، طبقا لما نقلته وسائل الإعلام عن المبعوث الأممي.

وفي ختام بيان بيدرسون دعا “جميع الأطراف للعمل على منع إراقة الدماء والتركيز على الحل السياسي وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254″، مضيفا “سأكون على استعداد لاستخدام مساعيي الحميدة لعقد محادثات سلام جديدة وشاملة بين الأطراف الدولية والسورية بشأن سوريا”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة