مثّل تقدم فصائل “المعارضة السورية” السريع في حلب، وسيطرتها عليها بأيام وجيزة، صدمة لم تستوعبها حكومة دمشق بعد، لكن ما سر مسيّرات “الشاهين” في تغيير خارطة حلب، وكيف ساهمت في حسم الأمور؟
مسيّرات “الشاهين” امتلكتها فصائل “المعارضة” لأول مرة منذ اندلاع الأزمة/ الحرب السورية في 2011، ومن خلالها سيطرت الفصائل المدعومة من تركيا على حلب بسرعة كبيرة، اضطرت الجيش السوري للانسحاب بلا مقاومة تذكر.
ما لا تعرفه عن “الشاهين”
هذه المسيّرات دمّرت أكثر من 20 موقعا عسكريا دفاعيا في مدينة حلب، وعدة مواقع قيادية تابعة للفوج 46 التابع للقيادة السورية، بحسب الإدارة العسكرية لعملية “ردع العدوان”.
كذلك تمكنت فصائل “المعارضة السورية”، من اغتيال قائد الأمن العسكري في الجيش السوري بمدينة حماة، العميد عدي غصة، كما نشرت الكثير من المشاهد لاستهداف مواقع حيوية.
وبحسب برنامج “شبكات” الذي تبثه قناة “الجزيرة”، فإن مسيّرات “الشاهين” هي صاحبة الدور الأبرز في تقدم فصائل “المعارضة السورية المسلحة”، وسيطرتها على حلب وإدلب، والوصول إلى تخوم مدينة حماة.
“الشاهين” هي طائرة مسيّرة محلية الصنع، طورتها فصائل “المعارضة” بقدرات وخبرات عناصرها، وأدخلتها الخدمة رسميا مع بداية عملية “ردع العدوان” في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
هناك نوعان من “الشاهين”، المسيرة الأولى تُطلق آليا بواسطة محرك نفاث من فوق منصة أرضية خاصة، والنوع الثاني من المسيّرات يُطلق بواسطة الدفع اليدوي في الهواء، وفق تقرير لموقع “الجزيرة نت”.
وأشار التقرير، إلى أن جميع مسيّرات “الشاهين” مذخرة، “منها ما يحتوي على حشوة متفجرة، وتسمى بالمسيرة الانقضاضية أو الانتحارية، ونوع آخر يحمل قنابل وقذائف تُسقطها على الأهداف مباشرة”.
“قدرة عالية في إصابة الأهداف”
يقف خلف السلاح الإستراتيجي الجديد لفصائل “المعارضة السورية”، وحدة عسكرية أنشئت حديثا، تُسمى “كتيبة شاهين”، هي المسؤولة عن تشغيل وإدارة وتنفيذ الهجمات الجوية.
وتمتلك “الشاهين” قدرة عالية في إصابة الأهداف، فهي مزودة بكاميرات ذات جودة عالية، ومروحيات وأجنحة، أما عن قدرتها التدميرية، فهي تنفجر بقوة شديدة في أهدافها المختلفة.
منذ فجر 28 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلنت فصائل “المعارضة السورية” المدعومة من قبل تركيا، بدء عملية عسكرية سمّتها “ردع العدوان”، وفي مساء الـ 30 من الشهر نفسه، أعلنت دخول مدينة حلب، قبل فرض سيطرتها عليها وعلى مطارها الدولي بشكل كامل.
كما بدأت فصائل في ريف حلب معركة “فجر الحرية”، وسيطرت من خلالها على مناطق بريف حلب لتتوسع رقعة المناطق التي صارت تحت قبضة فصائل “المعارضة السورية” المدعومة من تركيا.
كذلك سيطرت فصائل “المعارضة السورية”، على عشرات المدن والقرى بمحافظتَي إدلب وحماة، فيما انسحب الجيش السوري من مواقعه “بشكل مؤقت”، تمهيدا لـ “هجوم مضاد” بهدف استعادة السيطرة على حلب والمناطق الأخرى، كما يقول.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.