بعد أزيد من أسبوع من الإطاحة بنظام حكمه، عاد الرئيس المخلوع، بشار الأسد، ليبرر سقوط نظامه، الذي حكم سوريا لأكثر من 5 عقود، وُصفت بأنها الأكثر دموية في تاريخ البلاد، إذ أصدر بياناً، نُسب إليه، اليوم الاثنين.
البيان الذي أصدره من العاصمة الروسية موسكو، يتحدث فيه عن كواليس تركه للحكم وخروجه من دمشق، إذ نشرت البيان، قناة الرئاسة السورية على “تلغرام”، دون صدور تأكيد بعد.
“تنصيب الإرهاب”
الأسد واصل في البيان، اتهام المعارضة السورية بأنها “إرهاب”، إذ قال: “مع تمدد الإرهاب في سوريا، ووصوله العاصمة دمشق مساء السبت 7 كانون أول/ديسمبر 2024 بدأت الأسئلة تطرح عن مصير الرئيس ومكانه، وسط سيل من اللغط والروايات البعيدة عن الحقيقة وبما شكل إسناداً لعملية تنصيب الإرهاب الدولي ثورة تحرر السورية”.

وأضاف: “في لحظة تاريخية فارقة من عمر الوطن ينبغي أن يكون فيها للحقيقة مكان، فإن ثمة ما يستدعي توضيحه عبر بيان مقتضب، لم تسمح تلك الظروف وما تلاها من انقطاع تام للتواصل لأسباب أمنية بالإدلاء به، والذي لا يغني بنقاطه المختصرة عن سرد تفاصيل كل ما جرى لاحقاً، حين تسنح الفرصة”.
بحسب البيان، فإن الأسد لم يغادر الوطن بشكل مخطط كما أشيع، كما أنه لم يغادر خلال الساعات الأخيرة من المعارك، إذ ادعى أنه بقي يتابع مسؤولياته في دمشق حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد، 8 كانون أول/ديسمبر، أي يوم إعلان سقوط النظام.
“مع تمدد الإرهاب إلى دمشق، انتقلت بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها، وعند الوصول إلى قاعدة حميميم صباحا، تبين انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش”، وفق البيان.
وأضاف الأسد، أنه مع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسير.
وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه، طلبت موسكو من قيادة القاعدة تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 كانون الأول/ديسمبر. أي في اليوم التالي لسقوط دمشق وبعد سقوط آخر المواقع العسكرية وما تبعه من شلل باقي مؤسسات الدولة، وفق البيان.
طرح اللجوء أو التنحي
وقال الأسد، إن خلال تلك الأحداث لم يطرح موضوع اللجوء أو التنحي من قبله أو من قبل أي شخص أو جهة، والخيار الوحيد المطروح كان استمرار القتال دفاعاً في مواجهة “الهجوم الإرهابي”.

“في هذا السياق، أوكد على أن من رفض منذ اليوم الأول للحرب أن يقايض خلاص وطنه بخلاص شخصي، أو يساوم على شعبه بعروض وإغراءات شتى، وهو ذاته من وقف مع ضباط وجنود جيشه على خطوط النار الأولى، وعلى مسافة عشرات الأمتار من الإرهابيين في أكثر بؤر الاشتباك سخونة وخطراً، وهو ذاته من لم يغادر في أصعب سنوات الحرب وبقي مع عائلته وشعبه يواجهان الإرهاب تحت القصف وخطر اقتحام الإرهابيين للعاصمة أكثر من مرة خلال 14 عاما من الحرب.”
“من لم يتخلَّ عن غير السوريين من مقاومة في فلسطين ولبنان. ولم يغدر بحلقاته الذين وقفوا معه، لا يمكن أن يكون هو نفس الشخص الذي يتخلى عن شعبه الذي ينتمي إليه، أو يغدر به وبجيشه”.
وأكد الأسد في البيان أنه لم يكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي، بل اعتبر نفسه صاحب مشروع وطني استمد دعمه من شعب آمن به، و”قد حملت اليقين بإرادة ذلك الشعب وبقدرته على صون دولته والدفاع عن مؤسساته وخياراته حتى اللحظة الأخيرة ومع سقوط الدولة بيد الإرهاب، وفقدان القدرة على تقديم أي شيء يصبح المنصب فارعاً لا معنى له، ولا معنى البقاء المسؤول فيه”.
وختم البيان أن “هذا لا يعني بأي حال من الأحوال التخلي عن الانتماء الوطني الأصيل إلى سورية وشعبها، انتماء ثابتاً لا يغيره منصب أو ظرف انتماء ملؤه الأمل في أن تعود سورية حرة مستقلة”.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
الأكثر قراءة

وصفت بـالتاريخية لحظة تصديق الشرع على الإعلان الدستوري

هل تستفيد المصارف السورية من تعليق العقوبات عن “البنك المركزي”؟

هجوم لفلول النظام على حاجز للأمن العام بدمشق

نزوح الآلاف من الساحل السوري باتجاه لبنان.. تفاصيل

ميليشيات عراقية تعتدي على سوريين وتعتقلهم

ميليشيا عراقية تعتدي على السوريين.. دمشق تندّد والسوداني يأمر باعتقال المتورّطين
المزيد من مقالات حول سياسة

مصرف سوريا المركزي.. إسقاط الملاحقة القضائية عن هذه الفئات

سوريا.. ما احتمالية تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟

توغل إسرائيلي في القنيطرة وغارات على تدمر.. ماذا استهدفت بوسط سوريا؟

واشنطن قلقة من الإعلان الدستوري: نراقب سلوك سلطات دمشق

“قتل وحرق ودمار”.. شهادات جديدة توثق مجازر الساحل السوري

استمرار الاعتصام المفتوح لموظفي شركة كهرباء السويداء.. ما المطالب؟

وزيرة الخارجية الألمانية في دمشق: بداية سياسية جديدة؟
