لم تتخذ القاهرة موقفا رسميا من الإدارة السياسية الجديدة في دمشق، إذ اكتفت إلى الآن بأخذ موقف المترقب من التطورات في سوريا، إذ اكتفت مصر بإعلان دعمها لوحدة البلاد وطلبها إدارة منتخبة. 

وكشفت مصادر صحفية عن استعداد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، لزيارة مرتقبة إلى العاصمة السورية خلال الأيام المقبلة، للقاء القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع.

مخاوف مصرية 

هذه الخطوة تأتي عقب اتصالات أُجريت عبر قنوات وسيطة على مستوى أمني، لتعزيز التعاون بين القاهرة والإدارة السورية الجديدة، وفق المصادر. إذ قالت إن القاهرة منفتحة على مد جسور التعاون مع الإدارة السورية الجديدة، لكنها وضعت شروطاً رئيسية تتعلق بالمخاوف الأمنية المصرية.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي

المخاوف المصرية تتمحور حول وجود مصريين يقاتلون ضمن صفوف “المجموعات المسلحة” في سوريا، إلى جانب العلاقات المحتملة بين هذه المجموعات وأطراف داخل مصر. 

“تحيط بزيارة بدر عبد العاطي لسوريا خشية القاهرة من أن تصبح الأراضي السورية تحت الإدارة الجديدة ملاذاً للمعارضين المصريين أو منصة لانطلاق هجمات ضد الدولة المصرية”، بحسب المصادر الصحفية.

الجانب التركي تعهد للقاهرة بالتدخل لدى القيادة السورية الجديدة لضمان عدم انتقال أي معارضين مصريين إلى الأراضي السورية في الفترة المقبلة.

وشددت المصادر على أن التطمينات التركية لعبت دورا كبيرا في تغيير الموقف المصري وتسهيل اتخاذ قرار التواصل مع الإدارة السورية الجديدة.

يأتي ذلك بينما يستعد وفد من الجامعة العربية لزيارة دمشق ومقابلة الشرع، بهدف التعرف على الوضع في سوريا عن قرب واللقاء مع الإدارة السورية الجديدة، وفق مصادر صحفية.

شرط مصري

قبل زيارة عبد العاطي المرتقبة إلى دمشق، وضعت القاهرة شرطا واضحا لإقامة علاقات دبلوماسية مع الإدارة الجديدة في سوريا.

القائد الفعلي المؤقت لسوريا، أحمد الشرع، والمعارض المصري محمود فتحي، وياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي- انترنت

ويُتوقع أن تكون زيارة وزير الخارجية المصري بداية لمرحلة جديدة من التعاون المشروط بين القاهرة ودمشق، في ظل المتغيرات الإقليمية والتفاهمات الدولية. 

الشرط المصري يتمثل في ضمان عدم استخدام الأراضي السورية ملاذاً للمعارضين المصريين أو قاعدة لانطلاق أي هجمات ضد مصر، بحسب المصادر. 

تذهب تقديرات المراقبين إلى أن انتشار صورة، على مواقع التواصل الاجتماعي بمصر تجمع أحمد الشرع مع المصري محمود فتحي، المطلوب أمنيا في مصر، ومستشار الرئيس التركي رجب طيب أروغان، ياسين أقطاي، أثارت الجدل. 

إذ اعتُبرت هذه الصورة عدائية، خاصة وأن فتحي، الذي حصل على الجنسية التركية لاحقا، حسب تقارير عدة، مدرج على قائمة الكيانات الإرهابية التي أصدرتها مصر مؤخرا.

خلال الأسبوعين الماضيين، أجرى وزير الخارجية المصري، اتصالات مكثفة لمناقشة الأوضاع في سوريا، مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية، خلال هذه الاتصالات دائما ما تؤكد مصر على دعم استقرار سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، ورفض المساس بسيادتها أو تقسيمها. 

وشاركت مصر في 14 كانون أول/ديسمبر الجاري في اجتماعات لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي عُقدت بمدينة العقبة الأردنية، حيث استعرض الوزير عبد العاطي محددات الموقف المصري من التطورات في سوريا التي تستند إلى ضرورة دعم الدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
1 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات