بعد أن أثارت تصريحات رئيسة مكتب شؤون المرأة في حكومة تصريف الأعمال، عائشة الدبس، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، غرّد وزير الخارجية، أسعد الشيباني، اليوم الأحد، لتهدئة الناشطين والناشطات، الذي وجهوا انتقادات للدبس.

وكانت الدبس ظهرت في لقاء تلفزيوني، وتحدثت عن رؤيتها لدور المرأة في المرحلة المقبلة في سوريا، إذ قالت إن الإدارة الجديدة تسعى إلى صنع نموذج يناسب واقع المرأة السورية وظروفه، وإن الشريعة الإسلامية ستكون المرتكز الأساسي لأي نموذج.

دعم المرأة

وزير الخارجية، في حكومة تصريف الأعمال، أسعد الشيباني، قال في تغريدة عبر منصة “X”، إن الحكومة ستعمل على الوقوف إلى جانب قضايا المرأة ودعم حقوقها.

وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال السورية، أسعد الشيباني – انترنت

وقال الشيباني في تغريدة على منصة “إكس”: “‏ناضلت المرأة السورية عبر سنين طويلة لأجل وطن حر تُحفظ فيه كرامتها ومكانتها، سنعمل على الوقوف إلى جانب قضايا المرأة وندعم حقوقها كاملة”.

تعليق الشيباني عن قضايا المرأة وحقوقها، هو ليس من اختصاصه، لكنه يحاول ترقيع الثغرات التي وقعت بها الدبس في مقابلتها المتلفزة.

إذ يبدو أن تغريدة الشيباني جاء كرسالة إلى المنظمات الحقوقية المعنية بشؤون المرأة، في هذه المرحلة الحساسة، التي ما زالت فيها الإدارة السورية الجديدة، على رأسها أحمد الشرع، تحت المجهر.

الدبس قالت إن الإدارة الجديدة لن تتبنى نماذج جاهزة أو مستوردة، بل ستصنع نموذجا خاصا “يناسب تقاليدنا وحضارتنا”، بينما تساءلت: “لماذا نتبنى النموذج العلماني أو المدني؟”.

وفي حديثها عن المنظمات الحقوقية، أكدت الدبس عدم وجود تعارض مع النظام الدولي ما لم يتم “تسييس الملف”. وأشارت إلى رفضها أي دعم يتعارض مع النموذج الذي تعمل الإدارة الجديدة على صياغته.

وقالت: “لن أفتح المجال أمام من يختلف معي فكريا. عانينا سابقا من برامج تدريبية لمنظمات أجنبية ألحقت أضرارا بأطفالنا ونسائنا”، وزعمت أن تلك التدريبات أدت إلى زيادة نسبة الطلاق في المجتمع.

الدبس اعتبرت أي جهة ترغب في العمل بمجال المرأة يجب أن تتوافق مع “النموذج الجديد”، بينما شددت على أن المرأة “معنية أولا بأسرتها وزوجها وأولوياتها”.

انتقاد واسع

هذه التصريحات لقيت انتقادا واسعا بين السوريين، بكافة أطيافهم وتوجهاتهم، إذ اعتبر البعض أن هذا لا يتناسب مع المرأة السورية التي دفعت ثمن الحرية بعد الإطاحة بالنظام السابق، بينما تمتلك خبرات ومهارات عالية المستوى، اكتسبتها في السنوات السابقة من الثورة.

رئيسة مكتب شؤون المرأة، عائشة الديس – انترنت

وذهب البعض الآخر إلى أن الدبس ليست مؤهلة لتكون في هذا المكان، إذ يجب أن تكون ذات رؤية ورسالة تتناسب مع المجتمع السوري المتنوع، إضافة إلى امتلاكها المؤهلات والقدرات.

الكاتب مالك داغستاني، قال عبر حسابه في موقع “فيس بوك”: استمعت لمقابلة السيدة عائشة الدبس كاملةً. رغم أني أساساً معترض جذرياً على تكوين اتحاد نسائي بلون جديد، وأعتبر أن ترك قضايا المرأة لمنظمات المجتمع المدني هو الطبيعي.

 وأضاف: “اعتراضي الأساسي هو على من اختارها فهي لم تكن متمكنة، وبدت متواضعة الثقافة والقدرة على التعبير عن أفكارها، عدا عن عدم إلمامها بهذا الملف. أما بالنسبة لما طرحته من أفكار فيها الكثير مما يعبّر عن التيار الذي تنتمي إليه فلن أفندها، لقناعتي الراسخة أنها لن تستطيع تجسيدها على أرض الواقع، فالموجة أقوى منها وممن عينها في منصبها.”

بينما قال عمر الحريري عبر منصة “X”، إن “مقابلة عائشة الدبس التلفزيونية على TRT كارثية ولا تصلح أبدا لمنصبها عدا عن الشبهات التي انتشرت عنها سابقا مع شهادات ضدها، سوريا مليئة بالخبرات التي أفضل منها بمراحل كثيرة”.

وعادت الدبس لتؤكد عبر حسابها في موقع “X”، بعد موجة الانتقاد الواسعة، على عدم تنبني نماذج جاهزة، إذ قالت: “لن نرهق أنفسنا بتجارب لا تناسبنا أو قوالب جاهزة لا تلبي احتياجاتنا ولا تحقق أهدافنا”.

وأضافت: “همّنا هو العمل مع المرأة السورية ولأجلها، وهمّتنا أن نعمل بعزم لا يعرف التوقف. مهمّتنا هي صناعة نموذج فريد لامرأة سورية استباقية، بنّاءة، ومعطاءة. سنمحو بحريتنا عقودًا من الظلم والاضطهاد والتهميش”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات