بعد أن بدأت القيادة الجديدة في سوريا بتعيين وزير للدفاع وحل كافة الفصائل المنضوية تحت مظلة الوزارة، إضافة إلى تسمية عناصر سابقين في صفوف فصائل “المعارضة السورية” ضباطا في الجيش، قال مصدران سوريان لـ”رويترز” إن حكام سوريا الجدد ضموا بعض “المقاتلين الأجانب” ومن بينهم أويغور وأردني وتركي إلى القوات المسلحة في وقت تحاول فيه دمشق تشكيل جيش محترف من خليط من جماعات المعارضة.

وتقول وكالة “رويترز” للأنباء، إن هذه الخطوة التي تهدف إلى منح أدوار رسمية، بما في ذلك أدوار رفيعة المستوى، لعدد من “الجهاديين” قد تثير قلق بعض الحكومات الأجنبية والمواطنين السوريين الذين يخشون نوايا الإدارة الجديدة، رغم تعهداتها بعدم تصدير “الثورة الإسلامية” والحكم بالتسامح تجاه الأقليات الكبيرة في سوريا.

ونشرت القيادة العامة الجديدة عبر حسابها على منصة “تليغرام”، الأحد، مرسوما تضمن قائمة بـ49 اسما لـ”ترفيعهم” إلى رتب لواء وعميد وعقيد، بينهم مقاتلون سوريون وضباط انشقوا عن القوات العسكرية النظامية بعد اندلاع النزاع في البلاد عام 2011، والتحقوا لاحقا بصفوف “فصائل إسلامية” التوجه.

سوريا.. مقاتلين أجانب بصفوف الجيش

ولم يرد متحدث باسم الحكومة السورية الجديدة على طلب التعليق لـ”رويترز” على الهدف من هذه التعيينات.

“لواء خالد”، جزء من “هيئة تحرير الشام”، يقيم عرضًا عسكريًا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، في دمشق، سوريا، 27 ديسمبر 2024. رويترز/أحمد جاد الله

وقالت المصادر إن من إجمالي نحو 50 وظيفة عسكرية أعلنت عنها وزارة الدفاع، يوم الأحد الفائت، ذهبت ستة منها على الأقل إلى أجانب. ولم تتمكن “رويترز” من التحقق بشكل مستقل من جنسيات الأفراد المعينين.

هذا وانضم آلاف المسلمين السنة الأجانب إلى صفوف فصائل “المعارضة” في سوريا في وقت مبكر من الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاما للقتال ضد حكم بشار الأسد والميلشيات الشيعية المدعومة من إيران، مما أعطى الصراع صبغة طائفية.

وشكل بعض “المقاتلين الأجانب” مجموعات مسلحة خاصة بهم بينما انضم آخرون إلى تشكيلات راسخة مثل تنظيم “داعش” الإرهابي الذي اجتاح العراق وسوريا وأعلن لفترة وجيزة ما يسمى بـ”دولة الخلافة” قبل أن تهزمه القوات الأميركية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).

وانضمت مجموعات أخرى من “الجهاديين الأجانب” إلى “هيئة تحرير الشام”، التي نفت صلاتها السابقة بتنظيمي “القاعدة” و”داعش” وخاضت معارك دامية ضدهما قبل أن تستمر في قيادة الهجوم الخاطف الذي أطاح بنظام الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الجاري، طبقا لـ”رويترز“.

أحمد الشرع والملقب بـ”أبو محمد الجولاني”، زعيم “هيئة تحرير الشام” والحاكم الفعلي لسوريا، قام بتطهير البلاد من العشرات من المقاتلين “الجهاديين الأجانب” كجزء من حملة لسورنة مجموعته وتعديلها.

بينهم “مقاتلين أجانب”

وفي تصريحات أذيعت يوم الأحد الماضي، قال الشرع إن سوريا الجديدة “لا يمكن إدارتها بعقلية الجماعات والميلشيات”، وفق ما نقلته “رويترز”.

الصفحة الأولى من المرسوم الذي أصدرته القيادة العامة الجديدة في سوريا لترفيع ضباط في الجيش السوري

وأشار حكام سوريا الجدد، الذين ينتمون معظمهم إلى “هيئة تحرير الشام”، إلى أن “المقاتلين الأجانب” وعائلاتهم قد يحصلون على الجنسية السورية ويسمح لهم بالبقاء في البلاد بسبب مساهماتهم في القتال ضد نظام الأسد.

وأعلنت وزارة الدفاع الجديدة، الأحد، عن 49 تعيينا جديدا في الجيش، من بينهم قادة فصائل مسلحة سورية رئيسية.

ومن بينهم عدد من “المقاتلين الأجانب”، ثلاثة منهم برتبة عميد وثلاثة آخرين على الأقل برتبة عقيد، بحسب مصدر عسكري سوري.

وقال مصدر في “هيئة تحرير الشام” لوكالة “رويترز” “هذا رمز صغير للاعتراف بالتضحيات التي قدمها الجهاديون الإسلاميون في نضالنا من أجل الحرية من قمع الأسد”.

الصفحة الثانية من المرسوم الذي أصدرته القيادة العامة الجديدة في سوريا لترفيع ضباط في الجيش السوري

وقال بيان “للحزب الإسلامي التركستاني” الانفصالي إن “المتشدد الصيني الأويغوري عبد العزيز داوود خدابردي، المعروف أيضا باسم زاهد وقائد قوات الحزب في سوريا، تم تعيينه عميدا”، وأكد المصدر العسكري السوري ذلك.

وذكر “الحزب التركستاني” في بيان نشره على موقعه الإلكتروني أن مقاتلين آخرين من الأويغور، هما مولان ترسون عبد الصمد وعبد السلام ياسين أحمد، حصلا على رتبة عقيد، وهنأهما والمجتمع الأويغوري على التعيينات.

وتظهر كافة الأسماء في إعلان وزارة الدفاع الصادر يوم الأحد، على الرغم من أن الجنسيات لم تتضمنها.

ويعتقد أن “الحزب الإسلامي التركستاني” لديه مئات المقاتلين في سوريا ويهدف إلى إقامة “دولة إسلامية” في أجزاء من الصين وآسيا الوسطى، حيث يعيش عدد كبير من المسلمين الأويغور.

وتصنف الصين “حزب تركستان الإسلامي” باعتباره منظمة إرهابية مسؤولة عن التخطيط لمهاجمة أهداف صينية في الخارج. وقالت بكين إن “حزب تركستان الإسلامي” يهدد بشكل خطير مصالح الصين وأمنها في الخارج وإن مكافحة الجماعة كانت “الشغل الشاغل” للصين في جهودها لمكافحة الإرهاب.

تركي وأردني ومصري

وقال المصدر العسكري السوري ومصدر “هيئة تحرير الشام” إن المواطن التركي عمر محمد جفتشي والمواطن الأردني عبد الرحمن حسين الخطيب تم ترفيعهما أيضا برتبة عميد.

وقال المصدر العسكري إن عبدل يشاري، وهو مقاتل ألباني الأصل يعرف أيضا باسم “أبو قتادة الألباني،” تم تعيينه برتبة عقيد في الجيش السوري الجديد.

ووفق “روتيرز” يترأس يشاري جماعة “Xhemati Alban” الجهادية الألبانية وتم تصنيفه كإرهابي من قبل وزارة الخزانة الأميركية في عام 2016.

وأضاف المصدر أن المصري علاء محمد عبد الباقي حصل أيضا على رتبة عسكرية (عقيد). فيما لم ترد وزارة الخارجية المصرية على طلب التعليق فورا.

المرصد: “جهاديين أجانب” ضباطا بالجيش

إلى جانب مصادر وكالة “رويترز” للأنباء، أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” وخبراء أن من بينهم “جهاديين أجانب”.

وضمن هذا السياق، لفت مدير “المرصد السوري”، رامي عبد الرحمن، لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”، إلى أن “الترقيات تضمّنت خصوصا شخصيات من الدائرة الضيقة لأحمد الشرع”.

ونوّه “المرصد السوري” إلى أن من بين الأسماء الـ49 الواردة في المرسوم، ستة “جهاديين أجانب” بينهم ألباني وأردني وطاجيكي وآخر من الإيغور ينتمي إلى “الحزب الإسلامي التركستاني”، وتركي كان قائد لواء في “هيئة تحرير الشام”.

من جهته، حدّد الخبير في الجماعات المتطرفة والشؤون السورية أيمن التميمي ثلاثة أجانب من بين من وردت أسماؤهم، هم شخص من الأيغور، وأردني وتركي “قاد كتيبة مقاتلين أتراك في هيئة تحرير الشام ومنح رتبة عميد”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات