أعلن وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال السورية، التزام الحكومة باستعادة الأموال التي استولت عليها رموز النظام السابق وأذرعه الاقتصادية.
وقال الوزير، باسل عبد العزيز عبد الحنان، أمس الإثنين، إنه يتم إجراء عملية إحصاء لشركات وعقارات كان يستولي عليها رامي مخلوف وسيتم البتّ بها قريبا، لافتا إلى أنه تم تشكيل لجنة لإحصاء شركات ومصالح اقتصادية محسوبة على رجالات النظام المخلوع.
على مدار أكثر من خمسة عقود نجح نظام الأسد في نهب أموال السوريين، من خلال السيطرة على القطاعات الأساسية في البلاد على رأسها النفط والاتصالات والمقاولات والبنوك، على سبيل المثال منذ ثلاث سنوات تم تضمين المديرية المالية بـ “القصر الجمهوري”، حيث كان يتم تحويل جميع النقد الأجنبي مباشرة إلى تلك الإدارة المالية ما يسهّل عملية نهب تلك الأموال.
سنوات من نهب المليارات
ووفقًا لتقارير غربية، كان الأسد يستغل أيضًا الدعم الأممي الإنساني المُقدم إلى سويا، ويحوّل أمواله إلى الخارج في صورة مشاريع، إلى أن تراوحت قيمة الأصول والأموال المرتبطة بعائلة الأسد بين مليار و12 مليار دولار، وفق تقرير صُدر عن وزارة الخارجية الأميركية عام 2022.

وبحسب موقع “فرانس 24” تتوزع الأموال والأصول المهرّبة بين شقق فاخرة في روسيا وأصول مالية في موسكو ودول عربية عدة، إضافة إلى أملاك في بريطانيا ودول أوروبية بقيمة 31 مليون يورو، فضلًا عن ملاذات ضريبية وشركات بأسماء مقربين من النظام.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن أندرو تابلر، المسؤول السابق في “البيت الأبيض” الذي حدد أصول أفراد عائلة الأسد من خلال العمل على العقوبات الأميركية، قوله: “ستكون هناك مطاردة لأصول النظام دوليًا”. “كان لديهم الكثير من الوقت قبل الثورة لغسل أموالهم. كان لديهم دائمًا خطة بديلة وهم الآن مجهّزون جيدًا للمنفى”.
أما بالنسبة للممول الرئيسي للنظام رامي مخلوف، بحسب ما وصفته صحيفة “التايمز” الأميركية، فإن قيمة الأموال المنهوبة من قبله بلغت ما يصل إلى 10 مليارات دولار.
وكانت الحكومة الأميركية قد فرضت عقوبات على مخلوف في عام 2008 بتُهم الاستفادة من الفساد العام لمسؤولي النظام السوري ومساعدتهم.
تحديات كبيرة
الحكومة الجديدة في سوريا أمامها تحدٍّ كبير لاستعادة تلك الأموال التي من الممكن أن تساهم في استعادة الاستقرار الاقتصادي في سوريا، ومن أبرز تلك التحديات صعوبة حصر الممتلكات وعدم القدرة على التنسيق مع الدول المهرّبة إليها وكذلك المؤسسات الدولية.
تقول التقديرات إن 6% فقط من الأصول المنهوبة عادة ما تعود إلى الدول التي تم نهبها منها، وتستغرق تلك العملية ما بين عشرة إلى خمسة عشر عامًا.
من خلال الإجراءات القانونية والتعاون مع المحامين الدوليين، إضافة إلى استخدام القنوات الدبلوماسية والسياسية التي تُعد أنجح من المسألة القانونية، من خلال استثمار العلاقات الدبلوماسية مع الدول المهرّب إليها الأموال.
وفي السياق نقل موقع “فرانس 24″، عن سكوت لوكاس، المتخصص في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في جامعة “بيرمنغهام” البريطانية، تأكيده أن مهمة حصر ممتلكات آل الأسد ستكون معقدة جدا، إضافة إلى صعوبة فتح ملفات قضائية وتنظيم التنسيق الدولي، ومن ثم إيجاد وسيلة مثلى لكي يستفيد الشعب السوري منها، ليس الأمر بالمستحيل، لكنه سيتطلب وقتا طويلا فيما تحتاج سوريا للمال بشكل عاجل”.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة
الأكثر قراءة

وصفت بـالتاريخية لحظة تصديق الشرع على الإعلان الدستوري

هل تستفيد المصارف السورية من تعليق العقوبات عن “البنك المركزي”؟

هجوم لفلول النظام على حاجز للأمن العام بدمشق

نزوح الآلاف من الساحل السوري باتجاه لبنان.. تفاصيل

ميليشيات عراقية تعتدي على سوريين وتعتقلهم

ميليشيا عراقية تعتدي على السوريين.. دمشق تندّد والسوداني يأمر باعتقال المتورّطين
المزيد من مقالات حول اقتصاد

وسط الغلاء وتآكل القدرة الشرائية.. كيف يشتري السوريون “كسوة العيد”؟

متى تتسلم الإدارة السورية آبار وحقول النفط من “قسد”؟

بعد ملاحقة المكاتب غير المرخصة.. هل تنتهي فوضى “بسطات الصرافة” في سوريا؟

لغز توقف إعادة الربط الكهربائي بين سوريا والأردن.. هل قطر السبب؟

مسؤول يكشف حقيقة السفن القطرية والتركية.. سوريا بلا كهرباء إلى أجل غير مسمى

“وزارة الاقتصاد” تستعرض انجازاتها.. هل انعكست على معيشة السوريين؟

ضوابط ورسوم جديدة تهدد بانهيار قطاع التخليص الجمركي في سوريا.. ما علاقة الاحتكار؟
