يبدو أن هناك بوادر حلحلة لأزمة الوقود وانفراجة للشعب السوري، بعد أن وصلت اليوم الأحد أول ناقلة نفط محمّلة بمادة الغاز المنزلي إلى ميناء بانياس على الساحل السوري، للمرة الأولى عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

تأتي تلك الناقلة الأولى من نوعها في ظل أزمة وقود تشهدها البلاد حالياً، والتي ألقت بظلالها على كل القطاعات الاقتصادية والخدمية وغيرها، وخصوصاً قطاع الكهرباء.

شحنة ضخمة قادمة من دولة عربية

وفقًا لـ”التلفزيون السوري” فإن الشركة السورية لنقل النفط ستعمل على تفريغ الناقلة، ذلك لبدء عملية ضخها في الشبكة القومية للغاز من أجل إعادة تشغيل مصفاة بانياس، التي توقفت نتيجة لانقطاع إمدادات النفط.

ناقلة نفط
ناقلة نفط

ولم تفصح الجهات الرسمية عن الكميات التي تحملها الناقلة من الغاز، إضافة إلى موعد ضخ تلك الكمية في الشبكة القومية للغاز  في سوريا.

وكان موقع “الطاقة” المتخصص في أخبار الطاقة والنفط قد ذكر قبل أيام أن شحنة نفط ضخمة ستصل إلى سوريا خلال الأيام القليلة المقبلة، وتُقدَّر بحوالي مليون برميل من النفط الخام، قادمة من إحدى الدول العربية.

تجهيزات لتعزيز كفاءة المصفاة

مع بداية الشهر الجاري بدأت وزارة النفط السورية بصيانة بعض معدات مصفاة بانياس، بهدف ضمان استمرارية عملها وتعزيز كفاءتها التشغيلية.

بحسب وزير النفط السوري، غياث دياب، فإن أعمال الصيانة تشمل تنظيف وصيانة وعاء نازع الأملاح في وحدة التقطير الجوي، وإعادة تأهيل المبرد المائي لمنتجات أعلى برج وحدة التقطير الجوي.

وأكد دياب في تصريحات سابقة أن قطاع النفط في سوريا يعاني بعد سقوط النظام السابق من عدة صعوبات وتحديات، تشكل عائقاً في تأمين المشتقات النفطية.

تحديات يواجهها القطاع

من ضمن التحديات التي يواجهها قطاع النفط والبترول في سوريا، وجود عدد من الآبار النفطية خارج إدارة الدولة السورية، وهو ما يعد من أكبر تلك العوائق وأبرزها، ويزيد من معاناة الأهالي، إضافة إلى وجود العقوبات التي تمنع استيراد النفط، وفقًا لوزير النفط السوري.

تاقلة نفط
ناقلة نفط

وتُنتج سوريا النفط من منطقتين رئيسيتين، شمال شرقي البلاد، خصوصاً في الحسكة، والشرق الممتد على طول نهر الفرات حتى الحدود العراقية قرب دير الزور، مع وجود حقول صغيرة جنوبي الرقة، في حين تتركز الموارد الغازية في المناطق الممتدة حتى تدمر وسط البلاد.

وحوّلت الحرب سوريا إلى مستورٍد للنفط، إذ استوردت في السنوات الأخيرة 90% من نفطها الخام من إيران، في حين أنّ 10% فقط كانت تأتي من حقول النفط المحلية في سوريا، بحسب تصريحات سابقة لمدير “مصفاة بانياس”.

بحسب تقديرات رسمية تستورد سوريا نحو 5 ملايين برميل شهرياً، أو ما يزيد على 160 ألف برميل يومياً، بعدما كانت تصدّر 150 ألفاً من الخام يومياً قبل عام 2011.

توقف الإمدادات وتأثيرها على المصفاة

وفقًا لمدير عام شركة “مصفاة بانياس” إبراهيم مسلم، أنه بعد 8 كانون الأول/ديسمبر وسقوط نظام الرئيس بشار الأسد على يد المعارضة بقيادة “هيئة تحرير الشام”، توقفت مصفاة بانياس عن العمل بسبب توقف إمدادها بالنفط الخام من إيران.

المصفاة كانت تعتمد بشكل شبه كامل على الخام الإيراني بسبب تصميمها، حيث كان يورد حوالي مليوني برميل شهرياً نفطاً ائتمانياً، وحوالي 500 ألف إلى مليون برميل يتم شراؤها، وتدفع الدولة ثمنها بالعملة الأجنبية عن طريق مكتب تسويق النفط، وفقًا لتصريحات لمدير عام شركة “مصفاة بانياس”.

وعن الأوضاع بعد 8 كانون الأول/ديسمبر وسقوط الأسد، أوضح أن المصفاة أصبحت بدون نفط خام، بسبب توقف إمداد إيران، كما أن الآبار النفطية الموجودة في سوريا حالياً هي خارج سيطرة الإدارة الجديدة، وكانت خارج سيطرة النظام السابق.

وأشار إلى أن بعض الآبار والنفط الخام المنتج من الآبار التي كانت تحت سيطرة النظام السابق، وحالياً تحت سيطرة الإدارة الجديدة هي نفط خام ثقيل لا يمكن تكريره في مصفاة بانياس.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
5 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات