تستمر التصريحات المتسارعة بين الإدارة الجديدة في سوريا و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بشأن وضع العلاقة بين دمشق والكرد، واللافت أنها بدأت تشتد مع تصريحات وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، فكيف ردت “قسد”؟ وهل سيكون قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع في الحسكة؟

في أحدث تصريح لها، ردت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، على وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، وذلك على لسان نائب المتحدث الرسمي، صايل الزوبع، فكيف جاء الرد؟

جولة ثانية بحضور الشرع في الحسكة؟

الزوبع قال في مقابلة مع قناة “العربية”: “خرجنا بنقاط إيجابية من جولة المفاوضات الأولى مع الإدارة السورية الجديدة”، مضيفا أن هناك جولة ثانية من المفاوضات مع إدارة دمشق.

وأردف نائب المتحدث الرسمي باسم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أنه “قد نوجه دعوة لأحمد الشرع لعقد جلسة المفاوضات الثانية في شمال شرقي سوريا”.

إلى ذلك شدّد الزوبع قائلاً: “لن ننزع سلاحنا بالقوة”، فيما أوضح خلال المقابلة مع “العربية”: “لن نلجأ لسلاحنا طالما لم يستخدموا القوة ضدنا”.

وأردف أبو قصرة في لقاء مع صحافيين في دمشق بينهم مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية”: “باب التفاوض مع (قسد)، التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، في الوقت الحاضر قائم، وإذا اضطررنا إلى القوة فسنكون جاهزين”.

ولفت أبو قصر، إلى أنه حتى اليوم “الرؤية غير واضحة” في التفاوض مع “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة أميركياً والتي تسيطر على مناطق واسعة شمال شرقي البلاد.

وأكد أبو قصرة، بأن “قوات سوريا الديمقراطية لا يمكنها الدخول كجسم في وزارة الدفاع لأن ذلك لا يخدم المصلحة العامة”، مشددا على أنه “يجب على جميع الفصائل الانتقال إلى الدولة المؤسسية بما فيها هيئة تحرير الشام”.

مظلوم عبدي ورفض مشاريع التقسيم

قبل أيام وجيزة، أعلن قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، في لقاء متلفز، أن “قسد” لم تقرر تسليم السلاح ولا حل نفسها، بل أعلنت نيتها الانخراط في جيش سوريا المستقبل، مُحذّرا، من أن أي طريق غير التفاوض في مسألة دمج القوات بوزارة الدفاع سيؤدي إلى مشاكل كبيرة.

وأشار مظلوم عبدي، إلى أن الاتفاق مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق، أكد على رفض “أي مشاريع تقسيم تهدد وحدة البلاد”، وذلك بحسب وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب).

ولقت عبدي، إلى أن لقاءً وصفه بالإيجابي جمع قيادتي “قسد” والسلطة الجديدة في سوريا نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي في دمشق، مشددا على وجود اتفاق على وحدة وسلامة الأراضي السورية.

القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي- “وكالات”

وتنتشر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في مناطق شمال وشرق سوريا، ذات الغالبية الكردية، والتي تُعرف بـ “الإدارة الذاتية” التي تأسست بعد اندلاع “الثورة السورية’ عام 2011، وانسحاب قوات نظام بشار الأسد منها وقتذاك.

وبالتزامن مع سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، على إثر عملية “ردع العدوان” التي شنّتها فصائل المعارضة السورية، ووصول الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع لحكم دمشق بحكومة تصريف أعمال، تعرضت “قسد” لهجمات مسلحة على يد فصائل موالية لتركيا في شمال سوريا؛ لأن أنقرة تتهم “قسد” بأنها تضم في صفوفها عناصر من “وحدات حماية الشعب الكردية”.

وتعتبر تركيا قوات “قسد” امتدادا لـ “حزب العمال الكردستاني” الذي تصنفه منظمة “إرهابية”، فيما الواقع غير ذلك تماما، ولأجل طرحها، نفّذت أنقرة منذ عام 2016، عدة عمليات عسكرية ضد الكرد في شمال شرق سوريا، وتمكنت بالتعاون مع فصائل سورية موالية لها، من السيطرة على شريط حدودي واسع، في انتهاك سافر للسيادة السورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات