ما تزال روسيا وإيران تحاولان البقاء على اتصال بالملف السوري، بعد خسارتهما حليفهما، بشار الأسد، في البلاد وخروجهما من الأراضي السورية، إثر الإطاحة بالنظام السابق، حيث لم يعد وجودهما مرغوبا به، خاصة بالنسبة لطهران، بينما تحتفظ موسكو بتمثيل دبلوماسي في دمشق وقاعدة حميميم العسكرية في الساحل. 

إذ أجرى وزيرا خارجية روسيا وإيران مباحثات منفصلة مع تركيا حول سوريا، على اعتبار أن أنقرة باتت لها تأثير على “الإدارة السورية الجديدة” وتلعب دورا مهما. 

مباحثات روسية تركية

وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بحث مع نظيره التركي، هاكان فيدان، تطورات الأوضاع في سوريا، مؤكدين على البقاء على اتصال بشأن سوريا.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف - انترنت
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف – انترنت

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، أن لافروف وفيدان أكدا، خلال اتصال هاتفي، على أهمية توحيد جهود جميع اللاعبين الخارجيين القادرين على المساهمة بشكل حقيقي في التوصل إلى حل شامل للوضع في سوريا، وضمان الحقوق المشروعة لجميع المواطنين السوريين. 

بحسب البيان، فإن الوزيرين تبادلا خلال محادثاتهما وجهات النظر حول تطورات الوضع في سوريا وما حولها، وأكدا على ضرورة الاحترام غير المشروط لسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدتها وسلامة أراضيها. 

وشدد الوزيران على أهمية توحيد جهود جميع اللاعبين الخارجيين القادرين على المساهمة بشكل حقيقي في التوصل إلى حلّ شامل للوضع في سوريا، وضمان الحقوق المشروعة لجميع المواطنين السوريين، بغض النظر عن آرائهم السياسية وانتماءاتهم العرقية أو الدينية. 

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن الوزيرين اتفقا على الحفاظ على الاتصال الوثيق بشأن القضية السورية، وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية ذات الصلة.

في سياق ذلك، قال السكرتير الصحفي للرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن موسكو تواصل اتصالاتها مع القيادة السورية بشأن جميع القضايا الراهنة. 

وحول قرار سوريا إنهاء الاتفاقية مع روسيا بشأن ميناء طرطوس، قال المسؤول الروسي: “لا أستطيع إلا أن أقول إننا نواصل اتصالاتنا مع القيادة السورية فيما يتعلق بجميع القضايا المُلحّة”. 

إيران غير مرحّب بها

منذ اليوم الأول للإطاحة بنظام الأسد، لم يعد لطهران أي وجود دبلوماسي أو عسكري رسمي في سوريا، وأغلقت سفارتها في دمشق وأصبحت بحكم غير المرغوب بها في البلاد، لكنها تحاول إعادة تموضعها في الملف السوري، الأمر الذي يرفضه السوريون، بعد مساهمتها في الحرب على مدار أكثر من عقد. 

وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره التركي، لمناقشة العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع الأخيرة في سوريا. إذ ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، أن عراقجي أكد على ضرورة حماية حقوق الأقليات في سوريا في ظل الحُكّام الجدد للبلاد. 

عراقجي اعتبر أن دعم سيادة سوريا ووحدة أراضيها يظل سياسة إيران المبدئية، بينما أكد على ضرورة تشكيل حكومة سورية شاملة تضم كل المجموعات السياسية والعرقية والدينية، داعياً إلى إنهاء الصراعات المستمرة بين مختلف المجموعات في سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات