في لقاء أجراه مؤخرا القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، مع وكالة “هاوار” المحلية، قال فيها إن سوريا تشهد تغيرا تاريخيا، لكنها تواجه العديد من التحديات، مؤكدا استمرار الحوار مع الإدارة الجديدة في دمشق.

ولفت عبدي في الوقت ذاته إلى أن ثمة جهات خارجية وأطراف محلية، تحاول جاهدة إثارة الاقتتال بين قواته و”إدارة العمليات العسكرية” التي تقودها الحكومة بدمشق.

حوار “قسد” مستمر مع دمشق

نحو ذلك، شدد عبدي خلال لقائه مع الوكالة المحلية، اليوم الثلاثاء، على أهمية الحوار السياسي لإنهاء الأزمة السورية، مع دعوة القوى الدولية للضغط على تركيا والفصائل السورية الموالية لها لإيقاف هجماتها كخطوة أولى نحو بناء سوريا الجديدة.

وأضاف عبدي أن هناك أطراف تحاول خلق صدام عسكري بين قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الجديدة في دمشق، لكن التنسيق القائم بينهما يحول دون حدوث هذا الصدام.

وأشار عبدي إلى أن “طرفا ثالثا” وجهات محلية وبعض الدول، تحاول جاهدة إثارة الاقتتال بين قواته و”إدارة العمليات العسكرية”، وهذا يحدث في العلن وليس في الخفاء.

ونوّه عبدي إلى أن الجميع يدرك ذلك، وأن “قسد” والسلطة بدمشق والقوى الدولية تفضل أن يكون هناك حوار ومشروع وطني، وأن لا يعود حالة الاقتتال أو أي اضطرابات وتوترات، مشددا على أن جميع الأطراف تسعى للاستفادة من هذا التغيير الحالي واستغلال الفرصة لبناء سوريا جديدة.

وبخصوص طبيعة المحادثات مع الحكومة بدمشق، قال عبدي إنه طرح مطالبه بـ”سوريا موحدة”، ولا تملك قواته أي نية للانفصال، وأضاف قائلا “الكثير يروجون بأننا نعمل على بناء جيشين في سوريا وإنشاء دولة ضمن دولة. ليس لدينا نية في هذا الاتجاه الذي يتم الترويج له. هدفنا ومخططنا السياسي واضح”، مشددا على أنه “في الخطوط الأساسية ليس هناك أي خلاف بين الطرفين”.

وتابع: “حاليا المناقشات مستمرة مع دمشق، وهناك نقاط مشتركة بيننا ونحن متفقون عليها، حول مستقبل وطبيعة قوات سوريا الديمقراطية ضمن الجيش السوري في المستقبل، وضرورة تفعيل الحوار والحل السياسي”.

وأشار عبدي أيضا إلى أن ثمة “خلاف على التوقيت بيننا وبينهم حول المدة التي يتوجب فيها تشكيل هذا الجيش، وحول كيفية تفعيل المعابر المغلقة ضمن مناطق الإدارة الذاتية، ولهذا اللقاءات ستبقى مستمرة”.

“لا تصادم بعد”

وأكد عبدي إلى أن قواته لم تصطدم بـ”إدارة العمليات العسكرية” التابعة لدمشق منذ إطلاق عملية “ردع العدوان” ودخول الفصائل حلب في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وقال: “عندما بدأت عملية (ردع العدوان)، اتصلوا بي، وأوضحوا بأن هدفهم هو النظام السوري، وأنهم لا يستهدفون مناطق قسد، ولا يسعون إلى أن تظهر اشتباكات أو تصادم بيننا وبينهم”.

القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي- “هاوار”

وتابع عبدي: “إلى اليوم وبمساعدة وسطاء، هناك تنسيق بيننا من الناحية العسكرية في الرقة ودير الزور وحتى في مدينة حلب. الكثير من الجهات تنشر هذه الادعاءات بهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة ودفع الطرفين للاشتباك لاستغلاله لأجندات أخرى، ولكننا في قوات سوريا الديمقراطية وكذلك الطرف الآخر هيئة تحرير الشام على علم بتلك المخططات ومن يقف خلفها لهذا لن نقول إلا أن مخططاتهم ستفشل”.

وفي وقت ذاته أشار عبدي إلى أنه “حاليا هناك اشتباكات واقتتال في سد تشرين، والسد مؤسسة وطنية وتخص سوريا بشكل عام، ولهذا يتوجب حل هذه المشكلة مع إدارة دمشق… كما قلت سابقا في الخطوط الأساسية نحن متفقون وليس هناك أي خلاف بيننا، والأهم هناك نية الحوار بين الطرفين ولهذا يجب أن تجري الأمور بشكل متأنٍّ وبصبر تام”.

أيضا، والحديث لقائد قوات سوريا الديمقراطية، “حاليا نعمل على كيفية ضم مناطقنا للعملية السياسية، ويتوجب على السلطات بدمشق أيضا أن يكونوا واضحين في هذا السياق، كيف سننضم إلى الحوار الوطني الذي سيعقد أو للحكومة الانتقالية التي يقولون بأنها ستتشكل في غضون شهرين أو ثلاثة، ما هو مكاننا في هذه الحكومة. يجب أن يتم توضيح هذه النقاط. أيضا على أي مبادئ ستُبنى سوريا المستقبل، هل هي ديمقراطية أم لا، وما هو شكل الدولة، فهي تخص كافة السوريين”.

بالمحصلة “يمكنني القول بأننا متفقون بأن يحل الوضع السوري عبر الحوار، وسد الطريق أمام الجهات التي تحاول بث الفتنة، وهناك تشجيع من قبل الأطراف والقوى الدولية من أجل العمل في سياق الحوار، ومن أجل أن نكون متواجدين في دمشق وهم أيضا كحكومة دمشق يكون لديهم ممثلون في مناطقنا”، طبقا لحديث عبدي.

ضرورة توحيد الصف الكُردي

أما فيما يتعلق بوحدة الصف الكُردي، فقال عبدي لوكالة “هاوار” المحلية، إن “الزيارة التي قمنا بها إلى أربيل/هولير كانت خاصة، لم تحصل خارج إطار هذه الزيارة أي اجتماعات أخرى، لكن جرت مكالمة هاتفية بيننا وبين رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، وكما تعلمون تربطنا علاقات برئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني ونحن على تواصل مستمر معه. عموما هذه مرحلة جديدة بالنسبة للجميع وللكُرد أيضا ولذا يجب أن يتم خطو خطوات، لتحقيق الوحدة الكُردية في هذه المرحلة المهمة”.

وشدد عبدي على أن “قوات سوريا الديمقراطية ليست مهتمة بالشعب الكُردي فقط بل كافة مكونات شمال وشرق سوريا، هناك بعض الجهات وبشكلٍ ممنهج تسعى لحصر قضية شمال وشرق سوريا بالكُرد فقط، وهذا غير صحيح. كافة مكونات المنطقة تحارب منذ عشر سنوات في خندق واحد، لكن هذا لا يعني أن نضع القضية الكُردية على طرف”، مشيرا إلى أنه “كلما تحلى الكُرد بالقوة في هذه المرحلة ووحدوا صفوفهم وأصواتهم، سوف نصل إلى أهدافنا ونحمي مكتسباتنا، هناك حاجة ملحة واحتياج كبير أكثر من ذي قبل لتحقيق الوحدة الكُردية”.

وشدد عبدي على أن موقف إقليم كُردستان العراق كان “إيجابيا”، مضيفا “هم يريدون أن يقدموا المساعدة لشمال وشرق سوريا في حوارنا ومفاوضاتنا مع دمشق، باعتقادي هذا موقف إيجابي ومهم في هذه المرحلة، كما يجب على جميع القوى الكُردستانية أن تقف إلى جانب مناطقنا وحقوقها”.

وأكد أنه “من الضروري في الأيام القادمة أن تجتمع الأحزاب السياسية الكُردية في شمال وشرق سوريا، فمن جهتنا ناقشنا هذا الموضوع أثناء زيارتنا إلى أربيل/هولير وكان أحد المحاور الرئيسة كما أنه يحظى بدعم من أربيل/هولير أيضا”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات