الشرع يناقش العلاقات الاقتصادية مع مبعوث بوتين: هل تنازل عن الأموال المنهوبة ومحاكمة الأسد؟

“تعاون مفيد للطرفين مع سوريا”، عنوان رئيسي صدره نائب وزير الخارجية المبعوث الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين، ميخائيل بوغدانوف، حول المباحثات التي أجراها، مع قائد “الإدارة السورية الجديدة” أحمد الشرع. 

وحطّ أمس الثلاثاء، وفد روسي برئاسة نائب وزير الخارجية المبعوث الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين، ميخائيل بوغدانوف، في دمشق، سعيًا لاستعادة التواصل الرسمي مع “الإدارة السورية الجديدة” بعد سقوط بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. 

تجاهل الرفض الشعبي السوري 

ثلاث ساعات من المحادثات أجراها الوفد الروسي مع الشرع، وصفها بوغدانوف خلال تصريحات للصحفيين أنها بنّائه، مردفًا: “الاجتماع سار بشكل جيد، عموماً. استمرت المحادثات ثلاث ساعات، وتضمنت عشاء رسمياً”. 

حاول نائب وزير الخارجية المبعوث الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين، إظهار حالة من الإيجابية والود بين الجانبين، خاصة وأن هناك رفض بالداخل السوري لتلك الزيارة وأي حديث عن استعادة العلاقات مع موسكو لما ارتكبت من جرائم ومساندة الأسد، وأكد: “الاجتماع كان بنّاءً بشكل عام، وكان الجو جيداً. لكننا ندرك مدى صعوبة الوضع (في البلاد)”. 

وأشار إلى أن الوفد الروسي أكد في المحادثات “الطبيعة الودية، تقليدياً، للعلاقات منذ حصول سوريا على الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية، وحقيقة أن علاقات صداقة وتعاون تربطنا مع الشعب السوري”. 

الأموال المنهوبة ومحاكمة الأسد

تزايدت التكهنات مؤخرًا بأن يصبح ملف محاكمة الأسد والأموال المنهوبة محط تفاوض بين الإدارتين في سوريا وموسكو، وأن يكون جزءً من صفقة دولية، لكن هذا لم يحدث. 

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والهارب بشار الأسد- أرشيفية

وتطرقت المباحثات إلى العديد من الملفات المشتركة بين البلدين، وسط غياب الحديث عن قضايا متعلقة بالرئيس الهارب إلى موسكو بشار الأسد، سواء المطالبة باستعادة ثروات سوريا الهائلة التي نهبها وهربها إليها، أو المطالبة بتسليم الأسد من أجل محاكمته بشأن جرائمه ضد الشعب السوري. 

ونقلت وكالة الأنباء “رويترز” عن مصدر سوري مطلع على المحادثات مع موسكو، أن قائد الإدارة السورية أحمد الشرع، طلب من روسيا تسليم الأسد ومساعديه المقربين خلال المحادثات مع بوغدانوف، وهو ما أحجم عن التعليق عنه من قبل المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، لتوضيح ما إذا كان جرى طرح هذا الطلب أم لا.

العلاقات الاقتصادية

هذا بينما تطرقت المباحثات إلى قضايا التجارة والعلاقات الاقتصادية، فبحسب بوغدانوف، أنه بفضل المعونة السوفيتية ودور روسيا الاتحادية جرى تشييد بنى تحتية مهمة في سوريا بينها محطة الطاقة الكهربائية ومحطة الطاقة الكهرومائية “تشرين” وعدد من السدود وغيرها من مشاريع البنى التحتية. 

موسكو ساهمت في بناء مؤسسات الطاقة النفطية والري والأسمدة والزراعة والتغذية والسكك الحديد، ويتعين مواصلة العمل على هذه المشاريع مع السلطات الجديدة في سوريا. 

نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف،

وعبّر عن استعداد موسكو استمرار تقديم تلك المساعدات، لكن وفقاً للاتفاقات مع “السلطات الجديدة” في سوريا، مؤكدًا “نحن عازمون على إقامة تعاون مفيد للطرفين مع سوريا”. 

إلغاء عقود استثمارية 

أما حول إلغاء العقد بين الشركة الروسية والجانب السوري باستخدام مرفأ طرطوس، علل بوغدانوف القرار بأنه قضية فنية تجارية تتعلق بعمل الشركة في المرفأ، مشيرًا إلى أن في كل الأحوال فإن طرطوس بحاجة إلى تحديث ويمكن التفاهم لتسوية كل المشكلات. 

قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع خلال المباحثات مع نائب وزير الخارجية المبعوث الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين، ميخائيل بوغدانوف،

وأوضح أن الوفد الروسي ضمّ ممثلين عن الشركة الروسية المستثمرة في طرطوس وقد أوضحوا للجانب السوري متمثلا بأحمد الشرع استعداد الشركة لمواصلة العمل وبينوا الصعوبات التي واجهت عملهم سابقا. 

كانت “الإدارة السورية الجديدة” قد ألغت هذا الشهر عقداً مع شركة “إس تي جي سترويترانسغاز” الروسية، لإدارة وتشغيل ميناء طرطوس، تم توقيعه عام 2019 لمدة 49 عاماً تجدد تلقائياً لمدة 25 عاماً. 

معالجة أخطاء الماضي 

أما على الجانب السوري، فاكتفت “الإدارة السورية الجديدة”، بتوضيح أن الجانبين ناقشا آليات “العدالة الانتقالية” التي تهدف إلى ضمان المساءلة و”تحقيق العدالة لضحايا الحرب الوحشية التي شنها نظام الأسد”. 

شددت “الإدارة السورية” أن “استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه”، دون توضيح منها كيفية علاج تلك الأخطاء التي ألمحت إليها 

بيان الإدارة السورية

يُشار إلى أن التدخل العسكري الروسي العدواني لدعم الرئيس الهارب إلى موسكو بشار الأسد، لعب دوراً محورياً في عكس مسار الانتفاضة الشعبية ضد الأسد والتي استمرت لأكثر من 13 عامًا. 

 وكانت موسكو داعمًا رئيسيًا للأسد، حيث تدخلت في الحرب في عام 2015 لصالحه، وشاركته ارتكاب الكثير من الجرائم ضد السوريين، حتى احتضنته ومنحته حق اللجوء وأفراد عائلته لـ”دواعٍ إنسانية”، بعد انهيار حكمه واستعادة المعارضة سيطرتها على دمشق. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات