تتصاعد وتيرة الانتهاكات التي تطال المدنيين في عدد من المدن السورية، وسط إجراءات أمنية غير مجدية حتى اللحظة للحد من تلك الجرائم المتكررة بشكل يومي، والتي كانت آخرها مجزرة أليمة في حماة، وجرائم قتل في حلب وإدلب، هذا فضلا عن مقتل الشاب لؤي طيارة تحت التعذيب في السجن، والذي تسبب بحالة غضب واسعة.

مجزرة حماة

في حماة، وفي ليلة دامية، ارتكب مجموعة مسلّحة مُلثّمة، مجزرة بحق أكثر من 8 مدنيين، حيث اقتحموا قرية أرزة بريف حماة واقتادوا عددا من الأهالي بحجة التحقيق، ثم قاموا بتصفيتهم قرب نهر العاصي، ووصلت الجثامين بعد ذلك إلى مشفى حماة الوطني.

وفي تفاصيل هذه المجزرة، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن مسلّحين مجهولين، أعدَموا 8 مواطنين في قرية أرزة في ريف حماة الشمالي الغربي، والقرية يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية.

https://twitter.com/alkindy2073/status/1885567437992505403?s=19

المسلحون طرقوا أبواب عدد من المنازل في القرية، وأطلقوا الرصاص على المواطنين من أسلحة فردية مزودة بكواتم صوت، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة، على حد ذكر “المرصد السوري”.

وأفادت مصادر محلية من حماة لـ “الحل نت”، بأن الضحايا أغلبهم أشقاء ومن عائلتين، وهم “علي كمال السليمان وبشار كمال السليمان وعمار كمال السليمان وصالح عزيز السليمان وباسل صالح السليمان وحافظ صالح السليمان، وعادل صالح عشبة وحسن عادل عشبة وأحمد عادل عشبة”.

https://twitter.com/shiitessyria/status/1885434290659340302?s=19

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصدر أمني في حماة، قوله إن “قوات الأمن العام طوّقت منطقة أرزة بحثا عن المجرمين الذين قتلوا عددا من المواطنين فيها”، دون أي تفاصيل إضافية.

أكثر من نصف الجرائم بسبب الانتماء الطائفي!

في سياقٍ متصل، دارت اشتباكات عنيفة في قرية تلعادة التابعة لناحية الدانا في ريف إدلب بين مجموعتين مسلحتين، الأمر الذي أدى لوقوع عدد من القتلى والجرحى، فيما قالت مصادر محلية بأن الاشتباكات هي بين عائلتين مسلّحتين وتتكرر بشكل دائم.

وفي حلب شمالي سوريا، أفادت مصادر محلية، بمقتل شاب يدعى عمر دبسي، يملك متجر “بيت الثلج” في حي الأكرمية، وذلك برصاص شخص مسلّح ملثم، فيما انتشرت قوى الأمن العام السوري في أزقة الحي بحثا عن القاتل.

ووفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن عدد السلوكيات الانتقامية والتصفية، بلغ منذ مطلع عام 2025 في محافظات سوريا نحو 105 عملية، راح ضحيتها 218 شخصاً، أكثر من نصفهم بسبب الانتماء الطائفي، وهم 125 شخصا.

وما يمكن ذكره، أن معظم الانتهاكات والجرائم التي وقعت بسبب الانتماء الطائفي، حصلت في محافظتي حمص وحماة وسط سوريا، ففي حمص قُتل منذ مطلع هذا العام 97 شخصا، بينهم 62 حالة بسبب الانتماء الطائفي، وفي حماة قُتل 61 شخصا، بينهم 41 حالة بسبب الانتماء الطائفي، ومعظمهم من الطائفة العلوية.

مقتل لؤي طيارة تحت التعذيب

في سياق آخر، لقي الشاب لؤي طيارة حتفه تحت وطأة التعذيب في مركز للأمن العام، بعد مضي 24 ساعة من توقيفه في مدينة حمص وسط سوريا، في حادثة شكلت سخطا واسعا في البلاد.

وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن قوة من الأمن العام داهمت منزل طيارة في حمص واعتقلته بسبب انتساب والدته هالة الأتاسي لـ “حزب البعث الاشتراكي” المنحل، حيث تعرض لمعاملة قاسية داخل مركز الاحتجاز.

كما أكد التقرير الطبي، أن طيارة تعرض للضرب بأداة حادة على الرأس أدت لمفارقته الحياة، فيما تعهدت الجهات المعنية بفتح تحقيق في الحادثة، وسط دعوات لاتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات وضمان احترام القانون وحقوق الإنسان، طما قال “المرصد السوري”.

https://twitter.com/abazeid89/status/1885449293139472872?s=19

وفي هذا الصدد، أوضح مدير إدارة الأمن العام بحمص لوكالة “سانا” الرسمية، بأنه في تاريخ 29 كانون الثاني/ يماير 2025، قامت دورية من إدارة الأمن العام بتوقيف لؤي طلال طيارة الذي كان يعمل ضمن صفوف الدفاع الوطني في حمص.

سبب التوقيف، هو لعدم تسوية وضع طيارة القانوني وحيازته أسلحة غير مصرح عنها، حيث تم نقله إلى مركز الاحتجاز تمهيدا لإحالته إلى القضاء، وفق تصريح الأمن العام لـ “سانا”.

وأوضح مدير إدارة الأمن العام بحمص، أنه أثناء احتجاز لؤي طيارة وقعت تجاوزات من قبل بعض العناصر الأمنية المكلفة بنقله ما أدى إلى وفاته، لافتا إلى أنه تم فتح تحقيق رسمي وتوقيف جميع العناصر المسؤولة وإحالتهم إلى القضاء العسكري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
3 2 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات