أصبحت أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية حديث الساعة في سوريا، بعدما شهدت تقلبات وقفزات هائلة وسط تزايد الطلب، ويترقب المواطن السوري تأثير القرارات الحكومية على الأسعار في البلاد. 

السؤال الذي يسأله كثير من السوريين هذه الأيام، هو كيف ستنعكس الانفراجة والاستقرار الذي بات تعيشه البلاد على الأسواق؟ وبالتالي متى تنخفض أسعار العديد من السلع والخدمات التي شهدت ارتفاعات هائلة. 

متى تنخفض أسعار السلع؟ 

في هذا السياق، أكد المشرف العام لمديرية حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السوريّة، الدكتور محمد سليمان، أنّ أسعار المواد الغذائية والمنتجات ستشهد انخفاضاً قريباً، لكن ذلك سيحتاج إلى مزيد من الوقت حتى يتكيّف السوق مع التحوّل إلى نظام “السوق الحر”. 

وفي تصريحات نقلها عنه “تلفزيون سوريا“، أوضح سليمان أن تحويل السوق إلى نظام “السوق الحر” القائم على المنافسة المشروعة بين التجار سيُسهم في توفير منتجات ذات جودة عالية وأسعار منخفضة. 

في سوريا الأغنياء يحولون أموالهم إلى ذهب والفقراء يحركون الأسواق! (2)
سوريون يتسوقون الفواكه والخضروات في سوق في دمشق، يعمل العديد من السوريين في وظيفتين من أجل تغطية نفقاتهم. (تصوير لؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية)

وأضاف أنه رغم هذه التوقعات، فإنّ انخفاض الأسعار سيأخذ وقتاً أطول بسبب وجود بضائع قديمة في مستودعات بعض التجار، كما توجد بضائع أخرى في البحر، مطمئناً المواطنين بأنّ الأيام المقبلة ستشهد منافسة مشروعة تؤدي إلى انخفاض الأسعار. 

وأشار إلى أن الأسعار قد انخفضت بشكل ملحوظ بعد إطلاق نظام “السوق الحر”، حيث تراوحت نسبة الانخفاض من 30% إلى 60% لبعض السلع، بينما تراجعت أسعار المواد الغذائية بنسبة تتراوح بين 17% و40%. 

يعتمد نظام اقتصاد “السوق الحر” على حرية العرض والطلب في تحديد أسعار السلع والخدمات، دون تدخل حكومي مباشر، حيث تُترك قوى السوق لتنظم الأنشطة الاقتصادية، كما يرتكز هذا النظام على مبادئ مثل حرية التبادل، والملكية الخاصة، والمنافسة بين الشركات، فيما تُحدد الأسعار بناءً على التفاعل بين العرض والطلب، وتُعتبر الأرباح دافعاً رئيسياً للابتكار وزيادة الإنتاجية، بينما في المقابل، يكون دور الحكومة محدوداً في حماية حقوق الملكية، وضمان العدالة، ومنع الاحتكار. 

ضبط الأسواق 

أرجع سليمان الشكاوى حول استمرار ارتفاع الأسعار، إلى الواقع المعيشي، لافتاً إلى أنّ مديرية الأسعار في وزارة التجارة الداخلية تعمل على رصد يومي للأسعار وقد سجلت انخفاضاً مستمراً. 

وفيما يتعلق بجولات دوريات التموين والرقابة، أفاد بأنّ فرق الرقابة نفذت جولات مكثفة في جميع المحافظات، حيث تم استنفار كادر مؤهل ونزيه لمراقبة الأسواق، مردفاً بأنّ هذه الدوريات تعمل على تنظيم الضبوط المرتبطة بالقوانين والقرارات المتعلقة بإعلام الأسعار وجودة المنتجات، وقد جرى تنظيم العديد من الضبوط للحوم الفاسدة والمواد منتهية الصلاحية، وذلك من أجل ضمان سلامة وصحة المستهلك. 

بالنسبة لدور دوريات الرقابة التموينية، أوضح سليمان أنّ الدوريات تراقب كلّ الفعاليات التجارية بما في ذلك الأفران، وذلك لضبط عملها بما يتناسب مع أهمية مادة الخبز، كما تم تنظيم ضبوط تتعلق بوزن الربطة، والشروط الصحية، وجودة الرغيف، وتصحيح الأخطاء التي تم العثور عليها. 

وفيما يتعلق بقدرة الوزارة على ضبط التجاوزات في الأسواق، أشار إلى أن جهاز الرقابة التموينية السابق كان يعاني من نقص في النزاهة، مما أدى إلى عدم قبول السوق له. 

وتابع: “الوزارة حالياً تعتمد على عدد من الدوريات ذات الكفاءة العالية والنزاهة، كما تم تعميم أرقام الشكاوى وخط ساخن في جميع المحافظات لاستقبال الشكاوى مباشرة، حيث تعمل فرق الرقابة التموينية على معالجة الشكاوى بشكل جاد وفعال”. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات