بعد 14 عاما من انطلاق الثورة السورية، عادت الذاكرة إلى أيامها الأولى وتحديدا إلى يوم الثامن عشر من آذار، حينما أطلق عناصر أمن النظام المخلوع الرصاص الحي لتفريق المظاهرات في مدينة درعا، ما أدى إلى سقوط قتيلين في ذلك الوقت.

ويصادف عيد انطلاق الثورة السورية الثلاثاء المقبل، حيث انطلقت شرارة الثورة من محافظة درعا جنوبي سوريا في 18 آذار 2011، بعد أن مرت بإرهاصات عديدة، منها اعتقال أطفال درعا في شباط/فبراير 2011.

على خلفية الاحتفالات: مظاهرة في درعا

أمس السبت، خرجت مظاهرة في ساحة 18 آذار بمدينة درعا، على خلفية احتفالات ذكرى انطلاق الثورة السورية، التي شهدتها عدة محافظات، برعاية شبه حكومية.

وتوجه عدد من أبناء مدينة طفس وداعل وبعض قرى المنطقة الغربية إلى مركز المحافظة، للتأكيد على مطلب تثبيت 18 آذار كتاريخ انطلاق الثورة السورية.

المتظاهرون نادوا بعدة مطالب تؤكد على حق درعا بتثبيت تاريخ انطلاق الثورة الذي “كُتب بالدم”، إذ هتفوا: “يا جولاني ويا لميع دم الشهدا ما بنبيع”.

لكن المظاهرة لم تستمر طويلا، حيث تعرضت لإطلاق نار حي من قبل قوات الأمن العام التي فرقت المظاهرة باستخدام القوة، وفق ما أظهر فيديو مصور.

منذ الإطاحة بنظام الأسد في 8 كانون أول/ديسمبر الماضي، يطالب أهالي درعا الرئيس المؤقت لسوريا، أحمد الشرع، باعتماد 18 آذار عيدا لانطلاق الثورة، لكن هذا المطلب لم يلق آذانا صاغية، وهو ما اعتبروه تهميشا للمحافظة وتزورا للتاريخ.

يعتبر أهالي درعا أن 18 آذار هو يوم انطلاق الثورة وأن هذا التاريخ كتب بالدم، حيث سقط قتيلين وأصيب آخرون برصاص قوات النظام وشهد استمرارية وانضمام باقي المحافظات والمدن السورية للثورة، التي هتفت لدرعا.

أثارت الجدل

بعد خروج المظاهرة والهتاف ضد الشرع، حصلت مشادات كلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وصل بعضها إلى شتم محافظة درعا بأكملها، معتبرين أن هذه المظاهرة ضد نظام الحكم الجديد وتسعى لإسقاطه.

الاحتفالات بـ مهرجان النصر في مدينة درعا، جنوبي سوريا 26 كانون أول/ديسمبر 2024 - الحل نت
الاحتفالات بـ مهرجان النصر في مدينة درعا، جنوبي سوريا 26 كانون أول/ديسمبر 2024 – الحل نت

وأطلق البعض تهما بتخوين من خرج في المظاهرة وأنهم يسعون إلى الفتنة وهم من فلول النظام، على حد قولهم، واتهامات أخرى بارتباطهم بأجندات خارجية.

ولم يصدر أي تعليق من السلطات السورية أو وزارة الداخلية حول إطلاق الرصاص الحي على متظاهرين بمدينة درعا أمس السبت، في حين تشهد دمشق تراجعا في مواقف المجتمع الدولي بعد أحداث الساحل السوري، التي راح ضحيتها نحو 1500 قتيل مدني.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات