لم تتوقف الأعمال الانتقامية والعدائية منذ سقوط نظام بشار الأسد قبل أكثر من أربعة أشهر، بينما ارتفعت وتيرتها في خلال شهري نيسان/أبريل الحالي وآذار/مارس الماضي، مما ينذر بوجوب وضع حدّ لهذه الأعمال وتطبيق إجراءات حكومية رادعة، إضافة إلى المُضي قدما بتطبيق العدالة الانتقالية.
إذ إن غالبية الجرائم التي تقع في البلاد تكون على أساس طائفي وشخصيات مرتبطة بالنظام المخلوع، في حين يقع على عاتق الحكومة، ممثلة بوزارة العدل، محاسبة كل من ارتكب جرائم وانتهاكات خلال 14 سنة من الثورة.
533 قتلوا في 2025
خلال الساعات الماضية، وثّق “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مقتل 4 أشخاص في محافظة حمص، وسط سوريا، وإصابة امرأة في حادثتين منفصلتين. إذ رمى مسلحون قنبلة يدوية على منزل في الشارع 18 في حي كرم الزيتون، ثم تبعه إطلاق رصاص من أسلحة رشاشة، مما أدى إلى مقتل مواطن وزوجته وشقيقه، أمس الثلاثاء.

كما استهدف مسلحان يستقلان دراجة نارية، اليوم الأربعاء، رجلا وسيدة من الطائفة العلوية عند مفرق ضاحية الوليد في شارع مساكن الشرطة بحمص، مما أدى إلى مقتل الرجل وإصابة السيدة بجروح خطيرة، في حين وصلت قوات الأمن العام وسيارات الإسعاف إلى المكان.
بلغ عدد ضحايا السلوكيات الانتقامية والتصفية منذ مطلع العام الحالي 2025 في محافظات سورية متفرقة 533 أشخاص، بينهم 513 رجلا و13 سيدة، و7 أطفال، بحسب “المرصد السوري”.
وتصدرت حمص العدد الأكبر في أعمال التصفية والانتقام، حيث قُتل192 شخصا، بينهم 180 رجلا و9 سيدات و3 أطفال، بحسب ما وثق “المرصد السوري”. وأشار إلى أن 74 شخصاً لقوا حتفهم بسبب الانتماء الطائفي.
أما في حماة قُتل 106 أشخاص، بينهم 41 على أساس طائفي، بينما انخفض العدد إلى 58 في محافظة طرطوس الساحلية، بينهم 37 على أساس الانتماء الطائفي. بينما شهدت اللاذقية مقتل 39 شخصا، بينهم 22 على أساس طائفي، في حين لقي 52 شخصا مصرعهم بريف دمشق، بينهم 5 بسبب الانتماء الطائفي.
وتوزع باقي القتلى على المحافظات السورية، إذ قُتل 12 في العاصمة دمشق، 32 في حلب، 13 في إدلب، 23 في درعا، 4 في دير الزور، 2 في السويداء، بينهم شخص على أساس طائفي، بحسب ما ذكر “المرصد السوري“.
ما المطلوب من الحكومة؟
تصاعد أعمال العنف والانتقام في المحافظات السورية، يأتي في ظل تقاعس الحكومة الانتقالية، على رأسها وزارة العدل، عن تطبيق العدالة الانتقالية ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات في عهد النظام المخلوع.

إذ لم يلمس السوريون إجراءات حكومية تؤكد على رغبتها في محاسبة مرتكبي الجرائم في عهد الأسد، في ظل بقاء عدد كبير من الضباط والعناصر، إضافة إلى قادة ميليشيات ورجال أعمال من دون محاسبة.
وأطلق سوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي حملة “حاسبوا حتى لا تُحاسبوا” لحث الحكومة على محاسبة رجال النظام المخلوع والبدء بتطبيق جاد وفعّال لمسار العدالة الانتقالية. وجاءت الحملة بعد أن رفع رجل الأعمال في عهد النظام المخلوع، محمد حمشو، شكوى ضد ناشط سوري بتهمة الذم والقدح.
- ترامب يقرر رفع العقوبات عن سوريا وسيلتقي الشرع بالسعودية
- سوريا: انتهاكات مستمرة وخاطفون يطالبون عائلة 130 ألف دولار للإفراج عن طفلها
- وسط ترقب لانفراجة من واشنطن.. “المركزي السوري” يخفض سعر الدولار مقابل الليرة
- الشرع يراهن على خطة “مارشال السورية”.. هل ينجح في جذب الدعم الأميركي؟
- “التايمز”: الشرع قد يعرض على ترامب منطقة منزوعة السلاح قرب الجولان مقابل رفع العقوبات
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

الحسكة بلا ماء.. علوك في قبضة الحكومة الجديدة والازمة مستمرة

اتفاق تهدئة في قرية الدور بالسويداء.. ودرعا والسويداء تؤكدان على السلم الأهلي

“المجلس العسكري في السويداء” يفعّل حرس الحدود.. ورامي مخلوف يعلن عودة “قوات النخبة” في الساحل

“فورين بوليسي”: سوريا الجديدة تُدار مثل القديمة
الأكثر قراءة

هل تكون العملة الجديدة حلا سحريًا لاستعادة الثقة في الليرة السورية؟.. خبير يوضح

هل تستطيع سوريا النجاة من نيران الطائفية؟

نتائج زيارة الوزير الشيباني إلى نيويورك: بين الخلط والفشل!

محمد رمضان يتجاهل محاكمته بتُهمة إهانة العَلم المصري بأسلوب استفزازي!

ماهر مروان: سيرة مشبوهة وقرابة نافذة بالشرع.. ما أهليّته لقيادة دمشق؟

لا قرار رسمي.. نقل مراكز الامتحانات يثير مخاوف طلبة الحسكة
المزيد من مقالات حول سياسة

ترامب يقرر رفع العقوبات عن سوريا وسيلتقي الشرع بالسعودية

سوريا: انتهاكات مستمرة وخاطفون يطالبون عائلة 130 ألف دولار للإفراج عن طفلها

“التايمز”: الشرع قد يعرض على ترامب منطقة منزوعة السلاح قرب الجولان مقابل رفع العقوبات

“أبو حاتم شقرا” عميدا بالجيش السوري: ترقية ملطخة بالدم تفتح جراح الكرد!

تعيين المتشددين والأجانب على رأس الجيش.. هل يبتلع التطرف الدولة السورية؟

لقاء ثلاثي يجمع سوريا وتركيا والأردن.. هل يُمهّد لتفاهمات إقليمية جديدة؟

إسرائيل تريد “علاقات جيدة” مع سوريا.. ما وراء ذلك؟
