الحل العراق – محمد الأمير

لا شك في أن التظاهرات التي خرج فيها الشارع العراقي في أكتوبر الماضي، هي الأبرز من نوعها على امتداد احتجاجات ما بعد ٢٠٠٣، على حد وصف المراقبين، مثلما هي الأكثر تنظيما، برغم كل العنف الذي طالها.

لكن، كل ذاك لم يمنع، من نقد تلك الاحتجاجات من قبل المتتبّعين، وهنا يجب الإشارة إلى أن النقد هو إيجابي يصب في خانتها، لا سلبي بالضد منها، مفاد ذلك النقد الموجّه لها، أنها لم تُفرز وجوه احتجاجية تتمتّع بالمقبولية الشعبية.

عن هذه النقطة، قال الكاتب والصحافي “نوري حمدان”، إن «التظاهرات خرجت بشكل عفوي، ومن خرج فيها أغلبهم من الشخصيات غير المعروفة على المستوى الإعلامي والشعبي».

مبيناً في اتصال مع “الحل العراق”، أن «المتظاهرين كانوا يحذّرون من سرقة احتجاجاتهم كما حدث ذلك في المرات السابقة، لذلك لم يُبرزوا قادة للتظاهرات، فضلاً عن أن أغلبيتهم كانوا أصحاب مطالب شبابية في بداية الأمر، تتعلق بفرص العمل وتوفير الخدمات وغيرها، قبل أن تتحول لمطالب رحيل الحكومة وحل البرلمان».

مُشيراً إلى، أن «الشخصيات المعروفة في ساحات التظاهر تعرضت للاغتيال أو الخطف أو التهديد لهم ولذويهم، ما دعاهم للانسحاب من الساحات، وبالتالي غابت الشخصيات المؤثرة على الصعيدين الشعبي والإعلامي، ومن تبقى أغلبهم لا يمتلكون الخبرة السياسية أو التأثير الشعبي».

في السياق ذاته، أكد الإعلامي والمراقب للشأن السياسي “أحمد الطيب”، أن «عدم بروز شخصيات معروفة من قبل ساحات الاحتجاج، سببه التشظي الواضح في المطالب، ناهيك عن عدم وجود رؤية موحدة، وهذا السبب الذي جعل الساحات تتفرق وكل ساحة تتحدّث باسمها»

أمّا عن خطوة ترشيح الناشط في تظاهرات #الناصرية، “علاء الركابي” لمنصب رئاسة الحكومة، فقال، إن «الخطوة تأتي من خلال تلميحات سياسية، هذا غير وجود اعتقاد بأن الكتل السياسية وعدته بمنصب معين، مع عدم استبعاد وجود التأثير الخارجي في خطوة ترشيحه».

وكان المتظاهرون في مدينة #الناصرية قد رشّحوا، “علاء الركابي” لرئاسة #الحكومة_العراقية المؤقتة التي تتولى مهمة الإشراف على عملية إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، ملوّحين بخطوات تصعيدية جديدة إن لم تستجب السلطات لمطالبهم.

ويواصل المتظاهرون في #بغداد، ومحافظات وسط وجنوب العراق، احتجاجاتهم للشهر الخامس على التتابُع، مُطالبين بحل البرلمان، ورحيل الطبقة السياسية (الفاسدة) على حَدّ قولهم، ومحاكمة المتورطين بقتل المتظاهرين، وإجراء انتخابات نيابيّة مُبكرة تحت إشراف أُمَمي.

تحرير – ريان جلنار


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.