الكاكائيون في العراق: أقلية تعاني من التمييز والاضطهاد في بلد يعترف دستوره بـ”الحرية الدينية”

الكاكائيون في العراق: أقلية تعاني من التمييز والاضطهاد في بلد يعترف دستوره بـ”الحرية الدينية”

يحاول أتباع الديانة الكاكائية في العراق إيصال صوتهم إلى #الحكومة_العراقية، للمطالبة بالحصول على اعتراف دستوري بديانتهم، ما قد يساعدهم على تجاوز التمييز، الذي يتعرّضون له، واستبعادهم من المشاركة في الحياة العامة، فضلاً عن إمكانية تعليم أبنائهم ديانتهم في المدارس العراقية، التي تفرض على الأطفال الكاكائيين، حتى الآن، تعلّم الديانة الإسلامية.

ويصل عدد الكاكائيين في العراق إلى حوالي مئة وعشرين ألف نسمة، حسب إحصائيات غير رسمية، يتوزعون في مناطق متعددة قرب #إقليم_كردستان العراق وداخله، مثل سهل نينوى والسليمانية وأربيل وحلبجة وخانقين وكركوك وديالى.

 

ديانة مغلقة ولكنها متسامحة

الناشطة والأكاديمية “ليلى كاكائي” توضح لموقع «الحل نت» بعض المعلومات عن ديانتها بالقول: «الكاكائية ديانة مغلقة غير تبشيرية، أي لا يمكن اعتناقاها من قبل أتباع الديانات الأخرى، إلا أنها تُلزم أبناءها بعدم احتقار أي دين، أو التمييز بين العقائد».

وتضيف: «تتشابه الديانة الكاكائية في بعض أحكامها مع الإسلام، مثل تحريم شرب الخمر، إلا أنها ترفض بشكل قاطع الطلاق وتعدد الزوجات. وتتمتع المرأة فيها بمكانة متميزة، إذ يمكن أن تتقلّد منصب “سيد”، الذي يؤهلها لقيادة الطقوس الدينية، كما انها لا تفقد هويتها الدينية بزواجها من غير الكاكائي، إلا اذا قررت هي التنازل عنها، باعتناق دين آخر، أو أُجبرت على ذلك بالقوة».

من جهته يؤكد “رجب عاصي”، رئيس “منظمة ميثرا للتنمية و الثقافة الكاكائية”، لموقع «الحل نت» أن «للمرأة مكانة دينية واجتماعية مهمة بين الكاكائيين، ولا يوجد تمييز في الحقوق والواجبات بين الجنسين، إلا أن الأحكام الإسلامية تقيّد أتباع هذه الديانة، وتجبرهم على العيش بمقتضاها، بسبب عدم اعتراف #الدستور_العراقي بهم».

 

اعترفوا بنا!

«على الرغم من أن الدستور العراقي يضمن حرية المعتقد، إلا أن الكاكائيين محرومون من كافة حقوقهم الدينية»، بحسب “عاصي”، الذي يضيف: «طالبنا، بشكل رسمي، باعتراف الحكومة العراقية دستورياً بديانتنا، عبر تشريع قانون خاص بالكاكائيين، يستند إلى المادة الحادية والأربعين من الدستور العراقي، التي تؤكد: “العراقيون أحرارٌ في الالتزام بأحوالهم الشخصية، حسب دياناتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو اختياراتهم، ويُنظّم ذلك بقانون”، وأيضاً المادة الثانية والأربعين، التي يرد فيها: “لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة”. إلا أن مطالبنا المتكررة ذهبت سدىً».

مشاكل الكاكائيين لا تقتصر على الاعتراف الدستوري، فقد عانى أبناء هذه الديانة كثيراً، نتيجة ممارسات تنظيم #داعش والجماعات المتطرفة، «ما نطلبه الآن هو أن توفّر الحكومة العراقية الحماية لمناطقنا من هجمات الإرهابيين، وأن تضمن عودة نازحينا إلی قراهم، خاصة وأن مناطقنا تعاني من ضعف الخدمات، بسبب وقوعها في مناطق متنازع عليها بين حكومتي #بغداد وإقليم كردستان. ومع أننا متواجدون بكثافة في #كركوك وديالى ونينوى إلا أننا لا نمتلك أي تمثيل داخل #البرلمان_العراقي أو في مؤسسات الدولة. في عام 2015 شكّلت حكومة إقليم كردستان وحدة عسكرية خاصة بالكاكائيين، من أجل تأمين الحماية لقراهم من داعش، إلا أن هذه الوحدة انحلّت سريعاً، تحت ضغط الأحزاب الكردية»، يقول “عاصي”.

 

المعاناة من التمييز

“ليلى الكاكائي” تتحدث عن «مخاوف لدى الكاكائيين من تعرّضهم لخطاب الكراهية، إذا كشفوا انتماءهم الديني لبقية العراقيين».

التمييز، الذي يتعرّض له الكاكائيون، يمنعهم من ممارسة مهن وأعمال معينة، مثل العمل في مجال المحاماة أو القضاء، أو حتى بيع اللحوم، وقد كسر جزّار كاكائي هذه القاعدة مؤخراً، في مدينة “حلبجة” شمالي العراق، بافتتاحه أول مجزرة، تعود ملكيتها لأحد أبناء الديانة الكاكائية في المدينة، منذ أربعين عاماً.

المغنية “روبار رشيد كاكائي”

وتروي المغنية “روبار رشيد كاكائي” لـ«الحل نت»  محاولتها «تصوير أغنية بلهجة “ماجو”، وهي لهجة كردية يتحدثها الكاكائيون، في مقبرة إحدى القرى الكاكائية، التابعة لقضاء “داقوق” بمحافظة كركوك، تتحدث عن آلام ومعاناة الكاكائيين على يد الفصائل المتطرفة منذ عام 2003، وتعرّضهم للقتل على مرأى من العالم، إلا ان الجيش العراقي منعها من الوصول إلى المنطقة، وتصوير الأغنية، الأمر الذي دفعها الى تغيير مكان التصوير من المقبرة إلى قلعة كركوك» .

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.