للمرة الثانية، تقع لبنان في عتمة تامة بسبب أزمة الكهرباء التي تطورت إلى التدهور التام، مع تدرج إجراءات الحكومة من التقنين إلى انهيار الشبكة.

حافظت لبنان مؤخراً، على تصدر الأخبار بعنوان واحد، هو عدم توفّر الفيول بشكل منتظم لتشغيل المعامل.

أمسِ السبت، انفصلت شبكة الكهرباء بشكل كامل ودخلت البلاد في العتمة، بعد توقف معملي “الزهراني” و”دير عمار” نتيجة نفاد مادة المازوت وتدني إنتاج الطاقة إلى ما دون الـ 200 ميغا واط.

هذا الخبر، لم يثر حفيظة وزير الطاقة اللبناني، “وليد فياض”، الذي قلل أهمية ما يحصل على مستوى الكهرباء، معتبراً أنّ التقارير بشأن انفصال شبكة الكهرباء «مبالغ فيها».

وبالنسبة إليه، «الوضع اليوم ليس أسوأ من الوضع سابقاً»، مؤكداً خلال لقاء صحفي، أنّه «عندما تصل الشحنة المنتظرة (الفيول العراقي) الاثنين القادم، سنعود إلى تغذية الشبكة الكهربائية بواقع أربع ساعات».

وتفادياً لأزمة الأمس، لم يكن بوسع الحكومة إلّا الاتفاق مع قيادة الجيش اللبناني للحصول على 6 آلاف كيلو ليتر من زيت الغاز، تُوَزّعَ مناصفة بين محطتيّ المعملين. 

وستعطي هذه الكمية طاقة إضافية بقدرة 300 ميغا واط، تكفي لفترة ثلاثة أيام فقط.

وللتعليق على هذه الحادثة، حاول (الحل نت) التواصل مع المحاضِرة في الاقتصاد في ‘‘الجامعة اللبنانية الأمريكية’’، والتي تشغل منصب أستاذ زائر بجامعة “جورج واشنطن” في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2016، الدكتورة “ليال منصور”، فكان ردها «لتجي الكهرباء، تلفوني حيطفي، ما في بطارية».

“ليال” لم تكن الأكاديمية الوحيدة التي تواصل معها (الحل نت)، فجميع من تمت مراسلتهم لم تصلهم الكلمات نظراً لعدم قدرتهم على فتح هواتفهم واتصالها في الإنترنت.

هل تحل إسرائيل أزمة الكهرباء اللبنانية؟

المسؤولين في شبكة الكهرباء اللبنانية توقعّوا أن يتوقف التوليد تمامًا عن العمل ظهر اليوم الأحد، ومن غير المرجح أنّ تعمل حتى يوم الاثنين المقبل أو لعدة أيام.

من جهتها، قالت مؤسسة كهرباء لبنان إن توقف محطتي “دير عمار” و”الزهراني” لتوليد الكهرباء عن العمل انعكس مباشرة على ثبات واستقرار الشبكة وأدى إلى هبوطها بشكل كامل دون إمكانية إعادة بنائها مجددًا في الوقت الراهن.

وكانت المؤسسة أصدرت سابقًا بيانات تحذيرية عدة من فقدان مادة الوقود لديها، بينما يقوم وزراء في الحكومة بالاتصالات حاليًا في محاولة لتأمين المحروقات وإعادة الشبكة إلى العمل.

وتزامنًا مع الحادثة، صرحت السلطات الإسرائيلية، أنّ غاز توليد الطاقة الذي سينقل من مصر إلى لبنان عبر الأردن وسوريا هو غاز إسرائيلي.

هذا التصريح، عده متابعون للأخبار، أنّه تنوه إسرائيلي لدول المنطقة، أنّ إنارة لبنان ستتم عبر غازها فقط، وجميع جهود الدول الأربع هو فقط لنقل هذا الغاز من إسرائيل إلى لبنان.

هل استغل “حزب الله” أزمة الكهرباء في بلاده؟

ويعتمد الكثير من اللبنانيين بالفعل على مولدات الكهرباء الخاصة التي تعمل بالديزل.

ومع ذلك، فقد أصبح تشغيلها مكلفًا بشكل متزايد وَسْط نقص الوقود، كما أنها لا يمكن أن تعوض انقطاع إمدادات الكهرباء على مستوى البلاد.

وغالبًا ما كان الناس يتلقون الكهرباء لمدة ساعتين فقط يوميًا في البلاد، قبل هذا الإغلاق الأخير.

وتعاني البلاد من تداعيات انفجار مرفأ بيروت في آب/ أغسطس عام 2020، الذي أودى بحياة 219 شخصًا فضلا عن إصابة 7000 آخرين.

وبعد الانفجار، استقالت الحكومة آنذاك مخلفة شللًا سياسيًا، وأصبح نجيب ميقاتي رئيسا للوزراء في سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد أكثر من عام على استقالة الحكومة السابقة.

وفي الشهر الماضي، أدخل “حزب الله” اللبناني، وقودًا إيرانيًا إلى البلاد لتخفيف النقص. 

حيث يقول معارضون لبنانيون، إنّ الحزب استخدم توزيع الوقود لتوسيع نفوذه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.