مع فقدان الوقود وارتفاع أسعار المدافئ.. شتاء قارس ينتظر سكان دير الزور

مع فقدان الوقود وارتفاع أسعار المدافئ.. شتاء قارس ينتظر سكان دير الزور

يواجه سكان دير الزور ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية، أزمة جديدة متمثلة بالارتفاع الكبير في أسعار المدافئ، تزامنا مع دخول فصل الشتاء ولجوء معظهم لشراء المدافئ المستعملة منها.

وخلال جولة لـ(الحل نت) في أسواق المنطقة واستطلاع آراء بعض المواطنين، قال أبو فراس (اسم مستعار): «أحمد الله لأن المدفئة لدينا لاتزال تعمل منذ أربعة أعوام»، مضيفا أنه سيقلبها من مدفئة تعمل على المازوت إلى مدفئة تعمل على الحطب هذا العام، ذلك لعدم قدرته على توفير مادة المازوت بسبب ارتفاع ثمنه وفقدانه لفترات طويلة.

موضحا أن «سعر مدفئة المازوت تجاوز 140 ألف ليرة سورية بعد أن كان سعرها العام الماضي 15000 ليرة سورية».

قد يهمك: اللجنة الدستورية بمواجهة فقر السوريين.. معاناة مستمرة تتسبب بارتفاع الأسعار!

وأضاف أبو فراس في حديثه لـ(الحل نت) إن: «غالبية سكان الأحياء المدمرة في مدينة دير الزور، سيلجؤون إلى مدافىء الحطب لأنها الخيار الوحيد أمامهم، في ظل غياب الكهرباء وعدم القدرة على شراء المازوت، معتمدين على بقايا الأثاث المدمر في عملية التدفئة».

من جهتها، تقول يسرى الخليفة من سكان حي القصور  لـ(الحل نت): «قضينا معظم الشتاء الماضي تحت الأغطية لعدم توفر الكهرباء وارتفاع أسعار المحروقات، وهذا العام سنقضيه بالكامل تحت الأغطية لعدم توفر مادة المازوت وحتى الحطب في حال قررنا شراء مدفئة حطب».

وأشارت يسرى إلى أن هذا الحال «ينطبق على غالبية سكان أحياء المنطقة سواء المأهولة أو المدمرة. ربما سيكون هذا الشتاء الأقسى والأصعب عليهم».

اقرأ أيضا: ارتفاع الأسعار يحرم سكان دير الزور من تأمين مستلزماتهم الأساسية

شح بتوفر الحطب

عمران الموسى، من سكان ريف الميادين قال لـ(الحل نت) إن: «النسبة الأكبر من الأهالي في ريف دير الزور يستخدمون مدافئ الحطب، معتمدين على حطب القطن  أو الأشجار التي يزرعونها وخصوصا أشجار التوت، ويترواح سعر طن الخشب 150-170 ألف ليرة سورية، لكنهم يشكتون من عدم توفره بشكل دائم أيضا بعد تراجع عملية الزراعة في المنطقة مؤخرا».

فيما تقول سعاد العكلة، من سكان ريف البوكمال لـ(الحل نت) إنها بدأت بجمع الكراتين والأكياس وكل شيئ قابل للحرق منذ شهرين، كما قامت بتجمع روث الحيوانات وتجفيفه لاستخدامه في عملية التدفئة في الشتاء، لأنها تعجز عن شراء مدفئة أو وقود لها، فتعتمد على تدفئة أطفالها باستخدام صاج الخبز.

كما يقول لطيف الزايد، صاحب محل لبيع المدافىء من سكان الميادين، إن «الارتفاع الكبير بأسعار المدافئ هذا العام سببه ارتفاع تكلفة أجور النقل والأتاوات التي تفرضها الحواجز على سيارات الشحن القادمة من خارج المحافظة».

على صلة: الجوع يهدد معظم السوريين.. ولا حلول بالأفق لارتفاع الأسعار

وأشار الزايد لـ(الحل نت) إلى أن «عدد من أصحاب محلات بيع المدافئ لم يشتروا هذا العام بضاعة جديدة حتى لا تتكدس، وخاصة مدافئ المازوت».

واختتم قائلا: «تراجعت أيضاً أسعار مدافئ الكهرباء لأن انقطاع التيار الكهربائي المتواصل يقف عائقا كبيرا أمام طلبها، حيث لم يتجاوز سعر المدفئة الواحدة 10 آلاف ليرة سورية، في الوقت الذي وصل فيه سعر مدفئة الحطب لـ 60 ألف للنوعية المصنوعة من التنك بينما يتجاوز سعر الأنواع الأخرى الأفضل 150 ألف ليرة».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.