رفعت “الإدارة الذاتية”، أسعار مبيع مادة السماد، بمقدار 150 دولارا أميركيا للطن الواحد، ما آثار مخاوف مزارعين من أن يساهم ذلك في تراجع أنتاج محصول القمح في المنطقة.

 وأعرب كمال حمدي(32 عاماً)، وهو مزارع من ريف الحسكة الشمالي، عن خشيته من قلة إنتاجه من محصول القمح في حقله الذي تبلغ مساحته 600 دونما، في ظل ارتفاع أسعار السماد وانقطاعه من مادة المازوت.

ويملك حمدي ثلاثة أبيار لمشاريع زراعية في أرضه التي تبلغ مساحتها 1400 دونما، معظمها مروية، وعادة ما يكون في حاجة أكثر لرش السماد مقارنة بغيره من المزارعين من أصحاب الأراضي البعلية المحيطة.

وقال حمدي، في اتصال هاتفي لـ “الحل نت”، إنه كان يستطيع رش 15 كيلوغراما فقط من السماد للدونم تبعا للسعر السابق 490 دولار للطن.

وأضاف أن هناك فرقا كبيرا بين سعر السماد ما سيؤثر على الكمية التي يستطيع رشها، وأن قلة الأمطار وتأخر المازوت يعرض موسمه للضرر.

“ارتفاع عالمي”

وبرر الرئيس المشترك “لشركة تطوير المجتمع الزراعي شمال شرقي سوريا”، مصطفى خليل، تعديل تسعيرة السماد إلى “ارتفاع أسعاره عالميا”.

وقال خليل، في تصريح لـ “الحل نت”، إن تعديل القرار جاء تماشيا مع ارتفاع أسعار السماد في دول الجوار والعالم.

ورفعت  الشركة، الثلاثاء الفائت، سعر مبيع السماد الآزوتي/يوريا من 490 إلى 650 دولار، والفوسفاتي من 500 إلى 650 دولار للطن الواحد.

وحددت الشركة الـ15 من الشهر الجاري موعدا لدخول القرار الجديد حيز التنفيذ.

وانتقد مزارعون “الإدارة الذاتية” على خلفية القرار، معتبرين أن تعاملها مع المزارعين ومع قطاع الزراعة يجري وكأنه أشبه بـ”تعامل تاجر يتعامل مع زبائن”.

وأشار مزارعون إلى أن “الشركة كانت تمتلك مخزونا من السماد اشترته في فترات سابقة ووفق تسعيرة قديمة، لذا كان المفترض أن تبيعه للمزارعين على الأقل بالسعر القديم، ومن ثم تعدل السعر بعد وصول كميات جديدة من السماد، وفق التسعيرة الجديدة”.

ويأتي ذلك في وقت تشهد مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا نقصا حادا في مخصصات المزارعين من المحروقات، وسط تأخر توزيع الدفعة الأولى لأغلب المزارعين.

للقراءة أو الاستماع: وعود أميركية بدعم اقتصادي لشمال شرقي سوريا.. هل يُترجم إلى دعم سياسي؟

مخصصات مازوت قليلة

وخصصت هيئة الاقتصاد والزراعة، 30 لترا للدونم الواحد في كل دفعة حسب الرخص الزراعية، وهي غير كافية في حين تبلغ الكمية المطلوبة الدونم الواحد نحو 44 لتراً، بحسب خبراء زراعيين.

وكانت لجان الزراعية قد أوقفت توزيع مازوت الزراعة بعد توزيع دفعة بلغت نصف الكمية المخصصة شهريا، بعد هطول الأمطار الأخيرة، لإتاحة المجال لاستكمال توزيع مازوت التدفئة في المنطقة.

واستلمت “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، خلال الموسم الفائت، أقل من 200 ألف طن من القمح، فيما تحتاج المنطقة سنوياً إلى نحو 700 ألف طن من القمح للبذار والطحين، حسب تصريحات سابقة لبارودو.

وشهدت الجزيرة السورية تراجعاً ملحوظاً في الانتاج الزراعي خلال السنوات الماضية، بينما كانت تساهم في إنتاج القمح بنسبة تفوق 60 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي السوري.

للقراءة أو الاستماع: مبادرتان لإعادة افتتاح الحدود مع العراق بوساطتين روسية وأمريكية

“تشجيع زراعة الذرة”

وفي سياق متصل، قال الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة شمال شرقي سوريا، سلمان بارودو، إن عملية خلط دقيق الذرة الصفراء مع الطحين، لم يأتي فقط لسد العجز في احتياجات المنطقة من الطحين، بل لتشجيع زراعتها باعتبارها محصول استراتيجي.

وشهدت مناطق شمال شرقي سوريا تراجعاً ملحوظاً في جودة الخبز خلال الفترة الماضية، وسط استياء السكان من رداءته بعد خلط دقيق الذرة في الخبز العادي التمويني المدعوم من “الإدارة الذاتية”.

وأضاف بارودو في تصريح صوتي لـ “الحل نت”، أن هناك الكثير من البلدان تلجأ لإضافة الذرة، إلا أن رداء نوعية الخبز جاءت لقلة الخبرات، لذا شكلنا لجنة مختصة للإشراف على نوعية الخبز ومراقبة الكميات المضافة.

وكشفت هيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، في وقت سابق لـ “الحل نت”، عن خطة لاستيراد 100 ألف طن من القمح من خارج مناطق “الإدارة الذاتية” دون أن تسمي الجهة التي ستستورد منها.

للقراءة أو الاستماع: “الإدارة الذاتية” تتجه إلى استيراد القمح لدعم مادة الخبز

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.