في ظل الغلاء الذي يشهده البلاد منذ أكثر من شهر، خاصة منذ بداية شهر رمضان، نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا وتدهور الليرة السورية، فضلا عن سنوات الحرب السورية الطويلة.

تزايدت معاناة المواطنين في المناطق الشرقية التي تشتهر بدرجات حرارة عالية، وبعيدا عن ارتفاع الأسعار من جميع الجهات، فقد اتجه بعض التجار باستغلال شهر رمضان وانقطاع التيار الكهربائي وشحّ المياه، إلى ارتفاع سعر “قوالب الثلج” التي هي عبارة عن قوالب ثلج مستطيلة وتُباع ضمن سيارات متنقلة في الأحياء السكنية أو ضمن الأسواق الشعبية.

قالب الثلج بـ5000

أفاد موقع “أثر برس” المحلي، في تقرير له، اليوم الأربعاء، أن موسم تجارة قوالب الثلج في مناطق “شرق الفرات” قد بدأ، وأنه في ريف محافظة دير الزور، وصل سعر قوالب الثلج إلى 5000 ليرة سورية للقالب الواحد فقط.

وكشفت مصادر محلية للموقع الإعلامي، أن التجار بدأوا الموسم بأسعار مرتفعة، ما يشير إلى احتمال وصول قالب الثلج إلى ضعف السعر الحالي مع اشتداد درجات الحرارة في المنطقة الشرقية.

وبحسب الموقع المحلي، يتذرع التجار وأصحاب معامل الثلج بارتفاع تكاليف الإنتاج، فيما يرى الأهالي أن التجار يستغلون نقص المحروقات لتشغيل المولدات الكهربائية، وسط انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في المناطق الشرقية السورية.

يشار إلى أن سعر قالب الثلج سجل 3000 ليرة سورية في ذروة الصيف الماضي، وشهدت مناطق دير الزور طوابير طويلة خلال العام الماضي للحصول على قالب ثلج واحد، حيث أن المحافظة تشتهر بأجوائها الشديدة الحرارة.

يتجه سكان المحافظات الشرقية في فصل الصيف عادة إلى شراء قوالب الثلج لخلطها بالماء العادي لتصبح قابلة للشرب وسط الأجواء الحرارية العالية وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وكذلك شحّ المياه في جميع أنحاء المنطقة الشرقية ولأسباب تتعلق بالصراع السوري منذ سنوات عديدة.

يعاني أهالي محافظة دير الزور من تقنين الكهرباء لساعات طويلة خلال منذ فترة طويلة، على الرغم من ادعاء الحكومة بزيادة ساعات تغذية الكهرباء للمدينة، لكن حتى الآن وضع الكهرباء سيء وعلى حاله، حيث تتوفر الكهرباء لمدة ساعتين أو ساعة بمقابل 4 ساعات قطع.

قد يهمك: تزايد معدلات السرقة يثير قلق الأهالي بدير الزور

أزمة المياه في دير الزور

تثقل أزمة مياه الشرب كاهل المدنيين في مدينة الميادين ونواحيها، شرقي مدينة دير الزور، في ظل عدم قدرة الجهات الحكومية على تلبية حاجتهم من الماء بشكل عام، ومياه الشرب على وجه الخصوص، مما جعل الأهالي يبحثون عن طرق بديلة، لتأمينها على الرغم من ارتفاع تكاليفها، بالتزامن مع ارتفاع درجات حرارة الجو في شهر رمضان الجاري.

وقالت فاطمة الحمد العلي، من الميادين، في وقت سابق لـ “الحل نت” إنهم “مضطرون لشراء المياه من الصهاريج المتنقلة، لانقطاعها المتكرر والذي يدوم أحيانا لأكثر من خمسة أيام، حيث تحتاج العائلة الواحدة صهريجين بسعة تقارب 3 آلاف لتر في الشهر الواحد، وسعر الصهريج يصل إلى 10-9 آلاف ليرة سورية، في الوقت الذي تعجز فيه نسبة كبيرة من العوائل على تأمين المبلغ، ما يدفعهم إلى جلب المياه من النهر مباشرة، بطرق بدائية مرفقة بمشقة كبيرة، لا تخلو من الخطورة أيضا”.

وأشارت العلي، إلى “جشع أصحاب الصهاريج وأصحاب سيارات نقل المياه، التي تعود ملكيتها لعناصر في ميليشيا “الدفاع الوطني” أو لأحد الميليشيات الإيرانية، والذين يتلاعبون بالأسعار مستغلين حاجة الأهالي للمياه، دون وجود جهة قادرة على محاسبتهم”.

بدوره، قال موسى الرسلي، نازح من بلدة البو عمر في الميادين، لموقع “الحل نت” إن “عائلته مؤلفة من ستة أفراد، إضافة لوالدته وشقيقه، ويحتاجون إلى أربعة صهاريج مياه بشكل متوسط خلال الشهر، ما يزيد عليه المصاريف بشكل مضاعف، وخاصة أنهم يقطنون منزلا بالإيجار، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية بشكل جنوني”، مؤكدا أن “حالته مشابهة لعدد كبير من العوائل النازحة في المدينة”.

بينما تحدثت أم حسين، من بلدة الطيبة، لمراسل “الحل نت” في تقرير سابق، قائلة إن “فقدان المياه دفعها إلى حلول بديلة، لتأمين هذا المطلب الضروري في الحياة اليومية، حيث تلجأ إلى تعبئة المياه من السواقي الجارية، وهي غير صالحة للشرب، وتسبب في كثير من الأحيان أمراض جلدية، هضمية، وبولية أيضا، لكن ليس باليد حيلة”، وفق تعبيرها.

هذا وتعاني المحافظات الشرقية بشكل عام من ضعف الخدمات العامة، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خاصة في فصلي الشتاء والصيف، فضلا عن تدمير جزء كبير من البنى التحتية للمدينة نتيجة دخول تنظيم “داعش” الإرهابي للمنطقة، إضافة انتشار حالات السرقة في أنحاء دير الزور من قبل المليشيات الإيرانية المتواجدة هناك.

قد يهمك: أزمة مياه الشرب تثقل كاهل المدنيين شرقي دير الزور

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.