رغم غلاء عروض إيجارات المنازل في تركيا، يبحث لاجئون سوريون ومن بينهم يوسف وهو لاجئ سوري في غازي عنتاب عن منزل للإيجار يتناسب مع دخله ومع توفر إمكانية تثبيت عنوان إقامته بشكل قانوني.

وباتت مسألة تثبيت عنوان الإقامة تؤثر على أسعار إيجارات المنازل في تركيا بالنسبة للاجئين السوريين في الوقت الذي أصبح هذا الإجراء مصدر قلق للعديد من اللاجئين السوريين في تركيا، وفق ما رصده مراسل “الحل نت” في البلاد.

ومع ظهور هذه المشكلة الجديدة، أضافت مكاتب عقارية وسماسرة تفاصيل جديدة على المنازل التي يعرضونها بشكل يومي للإيجار وأبرزها مدى صلاحية تثبيت عنوان الإقامة في المنزل المعروض من عدمه.

في السياق، ارتفعت أسعار إيجارات المنازل في تركيا بشكل كبير حتى تجاوزت في بعض الولايات حاجز الـ 100 بالمئة مقارنة بالسنة الماضية.

المشكلة تتفاقم

دخل محدود يقابله غلاء في المعيشة وإجراءات قانونية باتت ضرورية، أمور أصبحت تشكل قلقا لدى العديد من اللاجئين السوريين ممن قابلناهم خلال الأيام الماضية.

ويقول يوسف الذي لم يجد منزلا إلى الآن في غازي عنتاب لـ “الحل نت”: “في حال وجدت منزلا للإيجار بسعر رخيص قد أواجه مشكلة في تثبيت العنوان، منذ يومين، وجدت منزلا بسعر مناسب لكنه غير مسجل ولا يمكنني بناءا عليه تثبيت عنواني”.

ويتابع، من المشاكل التي واجهتني أيضا عدم القبول بتأجير المنازل لأجانب بما فيهم السوريين أو الغلاء الفاحش، مثلا منزل في منطقة الجامعة ولا تتجاوز مساحته 80 متر يعرض اليوم مقابل 2000 ليرة تركية وسبب ارتفاع سعر الإيجار هو إمكانية تثبيت العنوان للمستأجر.

يأتي ذلك في الوقت الذي بات فيه تثبيت عنوان السكن بالنسبة للسوريين في تركيا من الإجراءات القانونية الضرورية والتي قد تضر بحاملي وثائق الحماية المؤقتة بالمستقبل إن لم يفعلوا ذلك.

إيجارات المنازل تحلّق في بعض الولايات التركية

ظاهرة ارتفاع إيجارات المنازل في تركيا لوحظت بشكل كبير في الولايات التركية التي تشهد ازدحاما مثل إسطنبول وغازي عنتاب وبورصة وغيرها.

في السياق، اضطرت أم أحمد وهي مقيمة في غازي عنتاب، أن تستأجر مع عائلتها قبوا، منذ أيام، بمقابل إيجار 1200 ليرة تركية قائلة لـ “الحل نت”: “الغلاء أصبح في كل مكان والرواتب على ما هي عليه، راتب ابني الشهري لا يتجاوز الـ 3500 ليرة تركية، لذلك لا يمكننا أن نستأجر منزلا بسعر أكبر”.

وحسب حديثها، فإن المنزل الذي استأجرته حديثا صغير للغاية “غرفتين وموزع” رغم أنه قبو لكنها اضطرت لاستئجاره لأنه قريب من مكان عمل ابنها.

بالمقابل، لم تتأثر الإيجارات كثيرا في ولايات أخرى حيث أنها لا تزال رخيصة وتتناسب مع الدخل الشهري للعديد من العاملين.

مهند لاجئ سوري يقيم في ولاية قيصري وسط البلاد، يقول لـ “الحل نت” في اتصال هاتفي: “في حال أردت استئجار منزلا في قيصري، ستأخذ بقيمة 1000 ليرة تركية شهريا منزلا واسعا وجديدا وفي مركز المدينة، هنا الإيجارات لا زالت رخيصة”.

ويتابع، أن المنزل الذي يقيم فيه لا يتجاوز إيجاره 400 ليرة تركية، بينما من الصعب جدا أن يتوفر منزل بذات الإيجار في ولايات أخرى مثل غازي عنتاب أو إسطنبول أو غيرها.

قد يهمك: توثيق ترحيل مئات اللاجئين السوريين من تركيا خلال فبراير

ما الأسباب؟

تتواصل عروض الإيجارات في بعض الولايات التركية بالارتفاع حتى وصلت في بعض الأحيان إلى معدلات تتجاوز أجور عاملين سوريين الشهرية.

وحسب ما رصدناه في المواقع التركية المتخصصة بنشر عروض الإيجارات في عموم تركيا، فإن الأسعار ارتفعت بشكل كبير عن الأشهر الماضية فيما أصبح من الطبيعي لدى البعض الحديث عن إيجارات منازل تتجاوز حاجز الـ 3000 ليرة تركية.

علي صادق يعمل في مجال السمسرة العقارية في تركيا يعلق على أسباب ارتفاع أسعار الإيجارات قائلا: “شهدنا على ارتفاع كبير في أسعار العقارات والإيجارات منذ عام وإلى الآن، أثّر على ذلك انخفاض قيمة الليرة التركية وقلة أعداد المنازل المعروضة للإيجار مع ارتفاع الطلب عليها”.

ويكمل، في إسطنبول بات هناك منازل للإيجار في بعض الأحياء مثل حي الفاتح تتجاوز إيجاراتها الـ 1000 دولار أمريكي، وهناك من يقبل ويستأجر بمثل هذه الأسعار.

ووفق ما نقلته صحيفة جمهورييت التركية، فقد ارتفاع مؤشر إيجارات العقارات في تركيا لشهر فبراير الماضي، بشكل كبير وتصدرت إسطنبول قائمة الولاية الأعلى من حيث أسعار الإيجارات، بينما شهدت منطقة “كاتهانة” في إسطنبول أعلى زيادة وبلغت 251 بالمئة في أسعار الإيجارات.

وتصدرت عدة ولايات فيما يخص ارتفاع أسعار إيجارات العقارات فيها، حيث جاءت إسطنبول في الصدارة بزيادة قدرها 149 بالمئة وتلتها أنقرة بزيادة وصلت إلى 97 بالمئة من ثم إزمير بزيادة بلغت 78 بالمئة، مقارنة بأسعار الإيجارات في العام الماضي.

قد يهمك: جلسات “اندماج” حضرها آلاف السوريين في تركيا … ما مضمونها؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.