جمعت عدة لقاءات واجتماعات بين مسؤولين أميركيين وقيادات في قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وذراعه السياسي، مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، على مدى السنوات الماضية، وخاصة خلال الأشهر الماضية، حيث التقت قوات سوريا الديمقراطية بمسؤولين أمريكيين عدة مرات في واشنطن، (البيت الأبيض، والخارجية الأميركية، ووزارة الدفاع “البنتاغون”).

مناقشة أوضاع مناطق شمال شرقي سوريا

مسؤولون في الخارجية الأميركية، اجتمعوا يوم أمس الاثنين، مع قادة في قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وجناحها السياسي مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، بخصوص أوضاع مناطق شمال شرقي سوريا.

وبحسب ما نشرته وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى على حسابها الرسمي على منصة “تويتر”، إن إيثان غولدريتش، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي جينيفر جافيتو، نائبة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون إيران والعراق، ومديرة شؤون العراق وسوريا في مجلس الأمن القومي الأميركي، زهرة بيل، اجتمعوا بقادة من “قسد” و”مسد”، وفق ما ترجم موقع “الحل نت”.

في حين أفادت مصادر خاصة مقربة من “الإدارة الذاتية”، اليوم الثلاثاء، بأنه قد دار الحديث في الاجتماع حول الظروف الاقتصادية في منطقة شمال شرق سوريا، وكيفية تحسين الواقع الاقتصادي، وكذلك الاستفادة من الإعفاء من عقوبات “قانون قيصر” على المنطقة، التي تعتزم واشنطن الإعلان عنه خلال الفترة القريبة المقبلة بقرار رسمي من قبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، حول رفع العقوبات الدولية عن المناطق الشمالية السورية، مناطق سيطرة “قسد”، وبعض مناطق فصائل المعارضة السورية، باستثناء مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” وعفرين، ومناطق حكومة دمشق، وفق تقارير صحفية غربية.

وأضافت المصادر الخاصة ذاتها، لـ”الحل نت” أن الاجتماع تركز أيضا حول “تقديم المساعدات للمنطقة، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وتبعاته الاقتصادية على العالم بالمجمل، إضافة إلى التركيز على معاودة الحوار الكردي-الكردي”.

وتابعت المصادر بأن هذا الاجتماع يهدف إلى إنعاش الاقتصاد بشكل عام في المنطقة، مع التركيز على كيفية دعم قسد عسكريا ولوجستيا في القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي، وفق تعبيرها.

وحول تبعات هذا الاجتماع على المنطقة، أجابت المصادر، “بالطبع له نتائج إيجابية في قادم الأيام، كونه هذه المرة الأولى التي يتم فيها النقاش من قبل الوفد الأميركي عن الأمور الاقتصادية مع مسد، وبحضور قسد”.
كما رجحت المصادر أن تجد واشنطن مبررا لدعم المنطقة دون الإحراج من تركيا بشكل علني.

ووفق ما ترجم موقع “الحل نت”، عن الخارجية الأميركية، التي أفادت، بأن الاجتماع جاء “لمناقشة الاستقرار الإقليمي والعلاقات الكردية-الكردية الداخلية، والأوضاع الاقتصادية والقتال المستمر ضد “داعش”.

كما تركزت مناقشات الاجتماع وفق الإعلان الرسمي، على الاستقرار في مناطق شمال شرقي سوريا، لتتضمن معالجة الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية، وتحسين ظروف اللاجئين والنازحين.

وتضمنت النقاشات أيضا، ضرورة زيادة الجهود في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي وتوفير الأمن في مخيم “الهول” الذي يحوي آلاف عوائل عناصر “داعش”، واحتياجات إعادتهم لمواطنهم الأصلية، خاصة بعد هجوم التنظيم الأخير على سجن الحسكة.

دعم اقتصادي وسياسي

الباحث السياسي، زارا صالح، أفاد تعليقا على الاجتماع الأميركي مع قيادات “قسد” و”مسد” بأن المباحثات تندرج وفق منظور سياسة الإدارة الأميركية الداعمة لـ “قسد” ومناطق “الإدارة الذاتية” وعموم الأكراد في سوريا، بحسب تعبيره.

وتابع “بكل تأكيد هذه الزيارة لها أهمية خاصة، حيث يضم الوفد هذه المرة زهرة بيل، التي لديها جهد كبير حول الحوار الكردي-الكردي، وهي خبيرة ومختصة في هذا الشأن، وبتقديري أجد أن هذه الزيارة تركز على أكثر من جانب وأهمها محاربة تنظيم “داعش”، وخاصة بعد هجومها الأخير على سجن الحسكة، لهذا ستحاول الإدارة الأمريكية إعادة ترميم الأخطاء والخلل الذي حصل في تلك الفترة وأيضا محاولة إعادة بناء هيكلية جديدة فيما يخص السجون التي تحوي الإرهابيين”.

وأضاف في سياق مواز، “برأيي سيتم التركيز على ملف المساعدات الإنسانية، خاصة أن المعابر الحدودية مغلقة والمنطقة محرومة من أي مساعدات دولية. وبعد صدور أنباء عن اعتزام الإدارة الأميركية عن رفع العقوبات الدولية عن المنطقة، وهذا بطبيعة الحال سوف يعود بشكل إيجابي على المنطقة، من مشاريع اقتصادية وتنموية، في ظل الحصار الاقتصادي التي تعاني منه مناطق شمال شرقي سوريا”.

ولفت إلى أن الاجتماع يمكن فهمه ضمن تأثير تبعات الغزو الروسي لأوكرانيا بشكل مباشر وكبير على سوريا، “بحسب تقديري فإن هذه الزيارة ربما أنها تناولت تبعات هذا الغزو، بحكم وجود النفوذ الروسي في سوريا، وربما أمريكا تحاول الضغط على روسيا بهذه الخطوات، وبالتالي واشنطن سوف تعزز من وجودها في المنطقة بشكل أكبر، خاصة الجانب على الاقتصادي، وكذلك ربما هذه رسالة لروسيا بأن أمريكا ماضية في دعمها للأكراد ولن تتخلى عنهم لفترة طويلة وتأكيدا على بقائها بشكل أكبر وأكثر صلابة”.

قد يهمك: ما أسباب رفع واشنطن للعقوبات عن الشمال السوري؟

تعزيزات عسكرية

في سياق مواز، وصلت، أمس الاثنين، تعزيزات عسكرية لقوات “التحالف الدولي” إلى مناطق شمال شرقي سوريا، وهي الرابعة خلال أسبوعين، لدعم قواعدها العسكرية في المنطقة.

وبحسب تقارير صحفية محلية، فإن 25 شاحنة محملة بمعدات عسكرية ولوجستية دخلت إلى شمال شرقي سوريا، عبر معبر “الوليد” الحدودي مع إقليم كردستان العراق.

وأضافت التقارير بأن الشاحنات نقلت معدات عسكرية ولوجستية برفقة عربات عسكرية إلى قواعد “التحالف”، في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا.

فيما كانت قد وصلت تعزيزات عسكرية إلى قاعدة “رميلان” شرقي الحسكة، في الـ19 من شباط/فبراير الفائت، ضمن رتل من التعزيزات لـ”التحالف الدولي” قادمة من الأراضي العراقية عبر معبر “الوليد” الحدودي، وكان من ضمن التعزيزات “المركبات المدرعة برادلي M2A3”.

كذلك خلال العام الفائت، استقدمت قوات “التحالف الدولي” تعزيزات عسكرية وصفت بـ “الكبيرة” إلى قواعدها شمال شرقي سوريا، وتضمنت الشحنة 37 شاحنة عسكرية تحمل مجنزرات من نوع “برادلي” ومواد لوجستية وذخائر متنوعة، إضافة إلى أجهزة اتصالات.

نقل عناصر “داعش”

في الأثناء أفادت تقارير صحفية، بأن قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، نقلت نحو 1200 عنصر و قيادي بتنظيم “داعش” الإرهابي، من سجن “الشدادي” جنوب مدينة الحسكة، إلى سجن آخر جرى إنشائه مؤخرا بتمويل من دولة غربية في الشهر الأول من العام الحالي، يقع شرق مدينة الحسكة.

وبحسب التقارير ذاتها، فإن عناصر وقياديي التنظيم الذين جرى نقلهم، جلهم أجانب، أي من جنسيات غير سورية، كما جرى نقل أبنائهم برفقتهم، فيما أبقت “قسد” على مئات السوريين من عناصر وقيادات التنظيم في سجن “الشدادي” جنوب مدينة الحسكة.

وشن تنظيم “داعش” الإرهابي، في 25 من كانون الثاني/يناير الفائت، هجوما عنيفا تم الإعداد له جيدا، على سجن غويران/ الصناعة، حيث شهد أحداث دامية بعد محاولة المئات من عناصر وقياديي التنظيم الإرهابي الفرار من السجن، غير أن تنظيم “داعش” تكبد خسائر فادحة، وفشلت خطته فشلا ذريعا، بفضل قوات “قسد” وبغطاء جوي ودعم من “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

قد يهمك: هل قطع مجلس سوريا الديمقراطية “شعرة معاوية” مع دمشق؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.