بعد الخسائر التي تكبدها الجيش الروسي منذ بدء غزوه لأوكرانيا في شباط/ فبراير الفائت، يبدو أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بدء بنقل تكتيكاته الحربية إلى مستوى مغاير، يعتمد فيه على عناصر انخرطت في الحرب السورية خلال السنوات الماضية.

كانت تكلفة “المرحلة الأولى” من العمليات الروسية في أوكرانيا، مكلفة جدا، فبحسب وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، فقد الجيش الروسي 25 بالمئة من قوته القتالية، حيث دخل الجنرالات الروس مؤخرا، معركة دونباس مع 92 كتيبة عسكرية، في حين بدأت القوات الروسية غزوها بحوالي 130 كتيبة.

50 متخصصا يتمتعون بالمهارة

البراميل المتفجرة من سوريا إلى أوكرانيا
البراميل المتفجرة من سوريا إلى أوكرانيا

بعد تجنيد موسكو على مدار الأشهر السابقة، لمقاتلين سوريين من خلال شبكة المرتزقة والجماعات المحلية للقتال في أوكرانيا، كشف “الحل نت” في تقرير سابق، عن بدء الجيش السوري بتجنيد قوات من صفوفه للقتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، حيث تم نشر إعلانات التجنيد على لوحات الإعلانات في قطاعات الجيش في الأيام الأخيرة، بما في ذلك الفرقة الرابعة، وينص أحد هذه الإعلانات على أن القوات التي ستوقع ستقاتل في أوكرانيا.

إعلانات التجنيد، جاءت بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية “الكرملين”، إن انتشار قواتها والقوات الموالية لها سيتم في منطقة دونباس الانفصالية بشرق أوكرانيا، حيث تركزت معظم المعارك الأخيرة.

وفي تقرير حديث لصحيفة “الغارديان” البريطانية، نشر اليوم الأحد، أشار المسؤولون الأوروبيون إلى أن الفنيين المرتبطين بالبراميل المتفجرة المرتبطة بسلاح الطيران المروحي للجيش السوري، والتي تسببت في دمار في معظم أنحاء البلاد قد تم نشرهم في روسيا للمساعدة في الاستعداد لحملة مماثلة في أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة، عن ضباط المخابرات قولهم، إن أكثر من 50 متخصصا، وجميعهم يتمتعون بخبرة واسعة في صنع وتسليم المتفجرات الخام، كانوا في روسيا منذ عدة أسابيع، يعملون جنبا إلى جنب مع مسؤولين في الجيش الروسي.

وأوضحت الصحيفة، أنه من المفهوم أن وصولهم كان أحد العوامل وراء التحذيرات الأميركية والأوروبية، من أن الجيش الروسي ربما كان يستعد لاستخدام الأسلحة الكيميائية في الصراع، الذي دخل شهره الرابع.

البراميل المتفجرة من سوريا إلى أوكرانيا

تم استخدام البراميل المتفجرة – المتفجرات البدائية المعبأة في برميل ويتم إسقاطها من طائرة هليكوبتر – من قبل الجيش السوري لأنها تحدث دمارا واسعا، كما اتهمت القوات النظامية في العديد من المرات من قبل منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”، بملء البراميل بغاز الكلور وإلقائها على البلدات والمدن الخاضعة لسيطرة المعارضة في وقت سابق، مما تسبب في سقوط مئات القتلى.

ومع ذلك، فإن الوضع مختلف تماما في أوكرانيا، حيث يمكن للقوات الأوكرانية المسلحة بصواريخ أرض – جو قادرة على إسقاط الطائرات والمروحيات الروسية، وتعطيل تقدم القوات البرية الروسية.

تقرير الصحيفة البريطانية، أكد أن المتخصصين في البراميل المتفجرة، كانوا في طليعة القوات التي أرسلتها حكومة دمشق إلى روسيا لدعم بوتين، ويعتقد المسؤولون الأوروبيون، أن ما بين 800 و1000 جندي سوري تطوعوا حتى الآن للسفر إلى روسيا، حيث وعدتهم وزارة الدفاع الروسية، برواتب تتراوح بين 1500 و4000 دولار – ما يصل إلى 20 ضعف المبالغ التي سيتلقونها في سوريا، حيث دمر الانهيار الاقتصادي قيمة العملة المحلية.

وبحسب التقرير، فقد أنشأت الحكومة السورية أربعة مراكز تجنيد رئيسية في دمشق واللاذقية وحماة وحمص، حيث يتم نشر المجندين بموجب عقد مع مجموعة “فاغنر”، التي لعبت دورا رائدا في توظيف المرتزقة لدعم عمليات روسيا العسكرية خارج سوريا.

رواتب المقاتلين تصل سوريا

بعد تجنيد موسكو على مدار الأشهر السابقة، لمقاتلين سوريين من خلال شبكة المرتزقة والجماعات المحلية للقتال في أوكرانيا، وصلت أولى دفعات رواتب المقاتلين الموالين لروسيا في سوريا، حيث سيتم توزيعها خلال الأسبوع المقبل.

مصدر مطلع على هذه التحركات في القوات الحكومية، أكد في حديث خاص لـ”الحل نت”، الخميس الفائت، وصول حوالي 250 ألف دولار إلى مركز “الصياد” الرئيسي، في محافظة حمص، التابع لمرتزقة “صائدو الدواعش”، حيث سيجري توزيع المبلغ على المقاتلين المحليين، بالإضافة لعائلات المقاتلين الذين انتقلوا إلى أوكرانيا.

وذكر المصدر، أن المركز أرسل رسائل إلى المقاتلين وعائلاتهم، بضرورة التوجه إلى مراكز “صائدو الدواعش”، في حماه وحمص، يومي الخميس والجمعة، من أجل استلام المبالغ، فيما طلب من ذوي المقاتلين في مدينتي اللاذقية وطرطوس، التأهب خلال يومي 22و23 من أجل استلام الأموال.

المصدر، بيّن خلال حديثه، أن هذا المبلغ مخصص لجميع المقاتلين الموالين لروسيا، في “الفيلق الخامس” و”الفرقة 25″، بالإضافة للمنتمين لـ”صائدو الدواعش”، وهي تعتبر المرة الأولى التي ترسل فيها روسيا مبلغا ماليا بعد شحنها لمرتزقة سوريين إلى أوكرانيا.

وأشار المصدر، إلى أن نقل المقاتلين عبر قاعدة “حميميم” الروسية في اللاذقية، لا يزال مستمر حيث تم حتى هذا الشهر، نقل حوالي 600 مقاتل، وتزامن ذلك مع نقل مقاتلين سوريين من ليبيا إلى القاعدة تمهيدا لإرسالهم إلى أوكرانيا لنفس الغرض.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.