في ظل الفوضى التي تعاني منها أسواق الخضار والفواكه في سوريا، تسعى الحكومة السورية إلى إيجاد حل من شأنه خفض الأسعار، في وقت يؤكد فيه التجار إلى أن الإجراءات الحكومية لم تساهم أبدا في حل مشكلة ارتفاع الأسعار الناتجة بالدرجة الأولى عن ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل.

رغم القوائم شبه اليومية التي تصدرها الحكومة وتحوي أسعار الخضار والفواكه، إلا أن الأسعار التي يبيع بها التجار في الأسواق لا علاقة لها بالتسعيرة الحكومية، إذ يقول التجار إن تسعيرة الحكومة لا تراعي أبدا الارتفاع المتواصل في أسعار تكاليف الإنتاج والنقل بسبب غلاء المواد النفطية والكهرباء.

آخر الحلول التي تسعى الحكومة لتقديمها من أجل ضبط الأسعار الحديث عن “أسواق هال مصغرة”، حيث اعترف أمين سر “جمعية حماية المستهلك” في دمشق عبد الرزاق حبزة، بأن أسعار الخضار والفواكه تشهد ارتفاعات غير مبررة في الأسواق السورية رغم التوقعات بانخفاضها خلال الأيام القليلة الماضية.

حلول حكومية؟

حول أسباب الارتفاع تحدث حبزة في تصريحات نقلتها صحيفة “الثورة” المحلية، عن ارتفاع كميات الخضار المصدرة من البلاد،  كما أن آلية التسعير تتم وفقا للتاجر في سوق الهال حيث يتم التسعير بناء على تقديرات السوق دون التدقيق بالتكلفة الحقيقية ناهيك عن عدم قدرة صالات السورية للتجارة على التدخل بشكل ينعكس إيجابيا على الأسواق حسب قوله.

حبزة أشار كذلك إلى أن الجمعية، تقدمت بطلب إلى وزارة  الداخلية وحماية المستهلك “لقامة أسواق هال مصغرة في مختلف الأحياء للتخفيف من أعباء النقل وأجوره المرتفعة على أصحاب المحال الصغيرة والتي تتسبب في رفع أسعارهم”، مشيرا إلى أنه “في حال العمل بالخطوة يكون لها أهمية على صعيد التدخل الإيجابي من جانبين للبائع والمستهلك”.

تجار وأصحاب متاجر لبيع الخضار والفواكه قللوا من أهمية خطوة افتتاح “أسواق هال”، كونها آلية غير مجدية ولا يمكن تطبيقها على المدى الطويل، مؤكدين في الوقت نفسه أن الحل لمشكلة ارتفاع الأسعار هي تخفيف أعباء التكاليف على المزارعين.

“ما الفائدة من أسواق الهال” إذا كان السعر مرتفع من المصدر، قال سعيد محسن وهو تاجر خضار يعمل في دمشق، مؤكدا أن ارتفاع أسعار المحروقات مؤخرا أرهق التجار الذي يضطرون لتحمل تكاليف عالية للنقل فقط.

أسعار مرتفعة وإقبال ضعيف

محسن أضاف في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “التكاليف في ارتفاع مستمر وهو المسبب الرئيسي لارتفاع الأسعار على المستهلك، التجار في أسواق الهال لن يستطيعوا البيع بالمفرق للمستهلك مباشرة، الآلية الحكومية غير عملية، من الأفضل مساعدة المزارعين لخفض تكاليف الإنتاج، وبشكل تلقائي ستنخفض الأسعار في الأسواق”.

رئيس لجنة سوق الهال في حمص محمد نزيه الحزام، أفاد بأن الحركة الشرائية في سوق الهال ضعيفة ومتأثرة بعدة عوامل منها ارتفاع الأسعار اليومي التي تشهده باقي السلع.

الحزام أضاف في تصريحات نقلها موقع “أثر برس” المحلي، أن الكميات الواردة إلى سوق الهال في حمص انخفضت إلى 40  بالمئة، بسبب موجة الحر وارتفاع أجور النقل، موضحا أن أجرة سيارة نقل الخضار من المحافظات الأخرى إلى حمص تصل إلى مليون و300 ألف، مشيرا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة أثرت بشكل مباشر على الكميات المنتجة من المزروعات وكذلك تلف الخضار والفواكه بوقت سريع.

قد يهمك: أسرار تجارة القمامة في سوريا.. النبّاشون هم الضحية والجلاد؟

وحول واقع أسعار جملة الخضار والفواكه بين الحزام أن الأسعار غير ثابتة وذلك بحسب الوارد إلى السوق ونوعيته وجودته، حيث بلغ سعر كيلو البطاطا 2400 ليرة سورية، الخيار 3000، البندورة من 2000 إلى  ليرة 2200، باذنجان بلدي 4000 إلى 5000 والليمون من 7000 إلى 8000 والكوسا من 2500 إلى 3000، فاصوليا مبرومة 8000 ليرة.

أما الفواكه، فقد سجل الكرز سعر 15000 إلى 25000 ليرة سورية للكيلو الواحد والدراق من 8000 إلى 12000 ليرة، والخوخ 3000 والبطيخ الأحمر 1000 والأصفر من 1500 إلى 1800 والإجاص من 8000 إلى 10000.

رئيس لجنة سوق الهال في حمص، أوضح أن العرض قليل والطلب قليل، إذ أن تجار المفرق خفضوا كميات الشراء من السوق شكل ملحوظ وبنسبة تتجاوز 50 بالمئة، مشيرا إلى أن انحسار موجة الحر سيؤدي إلى تحسن توريد الخضار والفواكه إلى السوق ما سيسهم في انخفاض الأسعار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات