كهرباء

لانا جبر

ازداد وضع التيار الكهربائي سوءاً في مدينة دمشق وريفها الخاضع لسيطرة النظام، حيث تترواح ساعات القطع في اليوم الواحد، بين 16 إلى 18 ساعة، ليقضي المواطنون الوقت الأطول من يومهم مستخدمين مولدات الطاقة أو الشموع.

ولفت أحد المواطنين من أحد أحياء دمشق، إلى أن الكهرباء “تأتي ساعتين لتنقطع أربع ساعات متواصلة” بالنسبة للعاصمة، وذلك على مدار الـ 24 ساعة، من دون أن يخفي بأنه حتى الساعتين التي يحظى فيهما المواطن بالتيار الكهربائي يتخللهما القطع أيضاً وذلك بسبب أعطال طارئة.

وعلى الرغم من اختلاف ساعات القطع الكهرباء بين أحياء دمشق، إلا أنه لا يمكن القول سوى أن وضع التيار الكهربائي “من سيء إلى أسوأ” كما تابع المصدر ، الذي أشار إلى أن هذا الوضع إنما تعترف به الجهات الحكومية في تصريحاتها، وبالتالي بات السوريون متأقلمين مع الوضع، وغير متفائلين بتحسنه.

وفي ريف دمشق يبدو الحال أسوأ بقليل من العاصمة على اعتبار أن ساعات القطع ترتفع عن الـ 18 ساعة في اليوم الواحد، ففي مدينة جرمانا يشتكي المواطنون من أن الكهرباء لا تكاد تصل إلى منازلهم حتى تنقطع، وهو ما يؤثر على وصول المياه إليهم أيضاً. وبالتالي فإن مواقع التواصل الاجتماعي لاتكاد تخلو من حملات الشجب والتنديد التي يطلقها سكان المدينة حول وضع الكهرباء، مطالبين الحكومة بوضع حد لمعاناتهم.

ولعل تأثير القطع لايقتصر على الحياة اليومية للأسرة، إنما يتعداه ليؤثر أيضاً على العجلة الاقتصادية وارتفاع الأسعار في المدينة، فغياب التيار الكهربائي يعرقل الانتاج في الورش والمعامل التي باتت متمركزة فيها، وهو ما يدفع أصحابها للاعتماد على الموالدات الكبيرة التي تعتمد بدورها على المحروقات الأمر الذي يؤدي إلى غلاء المنتجات بمختلف أنواعها، بسبب ارتافع كلف الانتاج.

أما بالنسبة لوزارة الكهرباء فهي لاتخفي بأن وضع التيار الكهربائي “متردٍ” بكل المقاييس، ومن الصعب تداركه بسهولة، إلا أنها لم تنسى وعلى لسان وزيرها عماد خميس الوقوف على الاطلال وتذكير المواطنين بأن وضع الكهرباء في سوريا كان أفضل من دول أوروبا الأوسطى قبل عام 2011، أي قبل انطلاقة الاحتجاجات ضد النظام السوري، لتبين بعد ذلك بأن ما خلفته الحرب من تعديات على خطوط الشبكة الكهربائية بالإضافة إلى نقص الفيول المولد للطاقة، إنما أثر بشكل مباشر على الطاقة الكهربائية وجعل من التقنين واقعاً. كما أشار خميس في آخر تصريح له بأن هناك حوالي 180 محطة كهربائية خرجت عن الخدمة، إضافة إلى أنه تم تخريب حوالي 50% من خطوط التوتر العالي التي تمثل الشريان الأهم للشبكة الكهربائية على حد وصفه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة