رامز أنطاكي – بيروت

أطلقت مؤسسة #سمير_قصير مؤخراً مهرجان “#ربيع_بيروت” للسنة السابعة على التوالي، وفي إحدى فعاليات المهرجان أقيم مساء الجمعة الثامن من أيار عرض لأعمال فنانين سوريين منذ العام 2011، وذلك ضمن ندوة بعنوان “الثقافة في زمن الحرب: التجربة السورية” في مركز دواوين، واستضافت الندوة كلاً من سنا يازجي (مؤسسة موقع #الذاكرة_الإبداعية_للثورة_السورية)، وزياد ماجد (الكاتب اللبناني وأستاذ مادة الدراسات الشرق أوسطية في الجامعة الأميركية في #باريس)، وعلي الأتاسي (مدير مؤسسة #بدايات التي تهتم بصناعة الأفلام القصيرة والوثائقية)، وأدارت الندوة ريم مغربي (مديرة #مؤسسة_شرق).

 

بدأت سنا يازجي مداخلتها بالحديث عن سمير قصير، الذي اعتبرته جرحاً مفتوحاً لحق به “مئات ألوف السوريين الشهداء، شهداء الكلمة بالإضافة إلى معتقلي الكلمة”، ثم انتقلت للشرح عن موقع الذاكرة الإبداعية للثورة السورية، والذي يضم أكثر من 5000 مادة منوعة لجهة الشكل والمضمون والزمن والمنفّذ، وتحدثت يازجي عن التغيير الثقافي والفني ككل لدى السوريين “بعد صمت رهيب لمدة أكثر من 40 سنة”، ورغم الواقع الحالي المرير استمرت الحالة التعبيرية بالوجود، وهي مستمرة ومواكبة للواقع، وهو الأمر الذي اعتبرته دليلاً على تغيير عميق في الذهنية العامة السورية، ولذا يمكن القول بحسب يازجي أن هناك تغيراً كبيراً في الثقافة السورية، وهو تغير شمل أيضاً “الجمهور الموالي للنظام”، الذي كانت له مبادراته وإن كانت محدودة الحرية وتعرضت للقمع، فرغم كل شيء هي موجودة و “ربحت من الثورة دون أن تعترف الآن بذلك”.

عقب المداخلة المخصصة لعرض هذا الموقع جاءت مداخلة زياد ماجد، التي تحدث فيها عن موضوع تحول الثورة إلى “لحظة بوح وتعبير فني ولحظة تعويض ربما عن حماة 1982” وهي النقطة التي عاد إليها مراراً، وشرح أنه قد يكون من المبكر إطلاق أحكام على المعطى الثقافي العام خلال السنوات الأربع الماضية للثورة السورية، فالأمر برأيه يتطلب وقتاً أكثر، وتراكماً أكبر، ونضجاً ثقافياً أعمق، فمن جهة الرواية والشعر لا يمكن التكلم عن رواية حرب أو رواية ثورة في #سوريا، وما تم نشره هنا من أعمال قليلة مرتبطة بالوضع السوري اليوم كانت من قبل كتاب محترفين من فترة ما قبل الثورة، كما أن ذكر الثورة عرضي في كتابتهم هذه، ولكن على صعيد السينما هناك نقلة نوعية كبيرة، الأمر الذي ينطبق أيضاً على الأفلام القصيرة والتوثيق والتجريد وربما الصورة والموسيقى خاصة خلال العامين الأولين للثورة، حيث تركزت مجموعة من الأعمال الفنية النوعية التي ذكر منها أغنية “يمل” لفرقة #الدب_السوري.

تكلم ماجد عن شعار “يا درعا حنّا معاكي للموت” الذي اعتبره شعار ثقافة سياسية أكثر مما هو انفعال عاطفي في الشارع، وذلك خوفاً من أن يفعل في #درعا 2011، ما فعل في #حماة 1982حيث القمع الوحشي الذي تلاه صمت طويل واستكانة على الصعيد العام باستثناء خروقات لبعض الأفراد.

علي الأتاسي من جهته قال إن ما تكلم عنه زياد ماجد اختصر الكثير مما أراد هو نفسه قوله، وانتقل للحديث عن علاقة الفن مع الثورة، وعن الشعور بالمفاجأة لدى السوريين والعالم من كم الإبداع الكبير في مختلف المجالات، مؤكداً وجود دور كبير للجيل القديم من الفنانين والمثقفين، ولكن هناك دور أساسي أيضاً للجيل الجديد الذي قام بصنع قطيعة مع جيل الآباء المكرسين.

واعتبر الأتاسي الهجوم الكيميائي على #الغوطة نقطة تحول حقيقي، بدأ معها شعور السوريين بخيانة العالم لهم، فقبلاً كانوا يشعرون أن ما يفعلونه فنياً كان من ممكن أن يحدث تغييراً ما، لكن هذا الهجوم وردات الفعل اللاحقة له أثبتت خطأ هذا الشعور، ورغم تجاوز الخط الأحمر المعلن لم يحدث شيء سوى تغيير وسيلة القتل من السلاح الكيميائي إلى البراميل المتفجرة.. وهنا يتحدث الأتاسي عن تحدٍّ حقيقي للفن والثقافة عموماً فهو تذكير الناس بإنسانيتهم التي تموت عندما يتعايشون مع ما يجري، مذكراً أن دور السينما والأفلام الوثائقية ليس استعطاف الآخر واستجداءه، بل تذكيره بإنسانيته.

“دواوين” المكان الذي استقبل الندوة رغم تميزه كان ضيقاً بعض الشيء فلم يتسع لعدد الحضور المهتم الذي تجاوز المئة شخص، والندوة التي رافقتها ترجمة فورية إلى اللغة الإنكليزية استمرت أكثر من 90 دقيقة بقليل.

الشاب اللبناني جاد (الطالب في #الجامعة_الأميركية في بيروت) علق بأن الندوة كانت مكثفة وغنية، خاصة أن ضيوف الندوة لهم باعهم في المجالات التي تحدثوا عنها، إلا أنه لفت إلى ضعف مهارات إدارة الندوة التي لم ترق إلى المستوى المطلوب، وإلى عدم التطابق بين عنوان الندوة ومضمونها، وهي آراء شاركه فيها العديد من الحاضرين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.