جوان علي – القامشلي

على وقع التجاذبات الإقليمية والدولية وصراع التصريحات بين مختلف الدول ذات الشأن بمؤتمر جنيف 3 ومساعي حل المسألة السورية،  يلقى موضوع عدم مشاركة الكرد كمكون سوري أساسي في المؤتمر اهتماماً في الشارع الكردي، سواء على المستوى الشعبي أو السياسي، إذ تنقسم آراء الناس في الشارع  بين مؤيد للمجلس الوطني الكردي كممثل للكرد، وبين من يرى أن عدم وجود وفد مستقل للكرد لن يسهم في إيجاد حل حقيقي للأزمة السورية، في حين أن آخرين  يرون أن مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية لربما “تعيد شيئاً من المصداقية والجدية إلى مساعي الجهات العاملة على عقد هذه المؤتمر”.

 

في القامشلي حيث مركز الثقل الأساسي للكرد السوريين، تبدو جميع الأطراف السياسية الكردية  شبه مستنفرة، مع انعدام مشاركة الكرد بوفد مستقل في جنيف 3_ وإنما يقتصر التمثيل على المجلس الوطني الكردي المشارك كجزء من الائتلاف الوطني السوري،  تلك المشاركة التي وصفها عضو الهيئة العليا للتفاوض (سالم المسلط) بأنها تمثيل للشعب الكردي، وأنه استطاع جمع أكثر من 600 ألف توقيع يقر بأن المجلس الوطني الكردي يمثل الكرد.

مواقف حزبية

ضمن هذه الاجواء  لا تزل القامشلي  تشهد انعقاد الاجتماعات وإصدار بيانات وتصريحات حول جنيف3 وعدم المشاركة فيه، و كان آخرها اجتماع عقد بين 18 عشراً حزباً كردياً من مختلف الأطر ( 6 من حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM، و 5 من كتلة أحزاب المرجعية السياسية الكردية، و 5 من أحزاب الإدارة الآتية، وحزبين آخرين من خارج هذه الإطارات)، قاموا فيه “بتقييم تحضيرات مؤتمر جنيف 3”.

توافقت هذه الأحزاب على “وجود محاولات لاستبعاد الشعب الكردي وقضيته عن هذا المؤتمر” ، وخرجوا بإدانة لما أسموه “محاولات إقصاء الشعب الكردي من قبل جهات لا تزال تعمل من أجل تأجيج الصراع في #سوريا”

ويبدو أن الاختلاف بين المجلس الوطني الكردي وبين الأطراف السياسية الأخرى يجد صداه في الشارع الكردي، وهو ما يمكن رصده من خلال رصد الآراء في الشارع..

آراء

عبدالمجيد موسى ( من أهالي القامشلي) وهو أحد الموقعين ضمن حملة التواقيع التي قام بها المجلس الكردي، يرى أن مشاركة المجلس الكردي تعتبر الفرصة الوحيدة للكرد لطرح حقوقهم، وأن حملة التواقيع قد أثبتت شرعيتها، ووقوف الشارع الكردي وراء المجلس.

لكن على خلاف عبدالمجيد  يرى سربست شيخموس ( من أهالي تربسبيه) أنه  “من الأجدر أن تكون هناك مشاركة كردية مستقلة وليس مشاركين كممثلين عن الائتلاف أو عن هيئة التنسيق أو مجلس سوريا الديمقراطية، ودون ذلك لن يكون هناك تمثيل حقيقي للكرد لأن المعارضة لا تختلف في نظرتها عن النظام بما يخص الحقوق الكردية”.

ويضيف شيخموس  “إن جمع المجلس الوطني الكردي لعدد من التواقيع لن يخوله تمثيل الكرد طالما هو مشارك كجزء من الائتلاف”.

في حين يرى ريزان حدو (كاتب من عفرين ) إن” الشارع الكردي  أصابه الإحباط  وهو يتابع التحضيرات والترتيبات لعقد جنيف 3″ مشيراً إلى أنه ” في ظل الاحتقان الطائفي  والمذهبي في سوريا لن يكون هناك أي حل جدي إلا بوجود قوي وفاعل للكورد”.

حدو أضاف أيضاً: “إن استغلال التواقيع على ورقة مرسلة للأمين العام للأمم المتحدة  لأجل استبعاد طرف كردي فاعل ووازن على الأرض هو تصرف غير لائق بالمجلس وبأحزابه”.

وقال حدو ” لوعدنا إلى حقيقة التواقيع ولو كان الـ 600 ألف توقيع تفويضاً للمجلس الوطني، فكيف نفسر أن كل وسائل الإعلام العالمية تتحدث عن استبعاد الكرد من جنيف3 في إشارة لاستبعاد وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي”.

بدوره نصر الدين ابراهيم (من كتلة أحزاب المرجعية السياسية الكردية) يقول عن المؤتمر: “بسبب عدم وجود تمثيل للمكون الكردي في جنيف 3 هناك رغبة لدى الهيئة العليا للتفاوض لإظهار من يشاركون في المؤتمر كممثلين عن الكرد عامة”، ويذهب ابراهيم إلى أن مؤتمر الرياض في بيانه الختامي “لم يذكر أبداً  كلمة كرد أو الشعب الكردي، كما أن الطرح القوي للقضية الكردية والضغط الدولي من أجل مشاركة الكرد كمكون تُجابه من قبلهم بإغلاق الطريق أمامه”.

من جانبه يرى عضو الهيئة القيادية في المجتمع الديمقراطي ألدار خليل  “إذا ما كانت القوى التي تعمل على هذا المؤتمر ترغب حقيقة في حل المسألة السورية،  كان لابد أن يقوموا بإشراك ممثلي الشعب الكردي فيها كوفد مستقل منفصل عن الوفود الأخرى” ، ويتابع خليل “إن هذه النظرة الإقصائية  إلينا نحن ككرد، هي تطابق منطق النظام، وهذا أمر غير مقبول، ولذا فأي قرارات سيتم اتخاذها لن نعيرها أي اهتمام”.

أما محسن طاهر رئيس المجالس المحلية في المجلس الوطني الكردي فيجد “أن المجلس الوطني الكردي سيكون له نصيب في جميع اللجان المنبثقة عن الهيئة العليا للتفاوض سواء في الهيئة السياسية أو اللجنة الاستشارية أو اللجنة التفاوضية إضافة إلى اللجنة الإعلامية وغيرها، وبأشخاص كفوئين”

ويرى طاهر أن “لا ضير من مشاركة الاتحاد الديمقراطي في جنيف 3″، مضيفاً أنهم كمجلس “لن نكون عقبة أمام مشاركة الأخوة في pyd في جنيف 3  بل اعتقد إن شاركوا فمن المفترض أن يكون هناك تنسيق بين جميع الأطراف الكردية فيما يخص القضية الكردية”.. بل يذهب طاهر إلى تبرير رؤيته تلك بالقول “هذا أمر يسير فقد سبق واتفقنا كمجلس وطني كردي مع مجلس غرب كردستان في 23/1/2013 على رؤية سياسية متعلقة بالشأن السوري عامة والقضية الكردية خاصةً، متضمنة أن تكون سوريا دولة ديمقراطية تعددية برلمانية فدرالية”

ورغم أن طاهر يشير إلى  أنه لم ير بعد تصريح عضو الهيئة العليا للتفاوض لكنه يذهب إلى “أن جمع هذه التواقيع يؤكد التفاف الجماهير الكردية حول المشروع القومي الكردي في كردستان سوريا”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة