جاء في مقال للرأي في صحيفة الغارديان، كتبته رشيدة داتي، ونُشر بتاريخ 6 آذار الحالي، أن زعماء الاتحاد الأوربي يقفون عاجزين أمام الأزمات المرتبطة التي سببتها #سوريا والهجرة والإرهاب للاتحاد، لكنها تُردف أنه بالرغم من ذلك، يوجد هناك حل سياسي مفتاحه يبدأ من #تركيا.

تقول الكاتبة إن أوربا تحاول إغلاق حدودها، كما أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي على خلاف بشأن المهاجرين. وإن إعادة الحدود التي أعلنت عنها العديد من البلدان أدينت بالفشل لنقص الموارد. والأسوأ من ذلك أنه يدوس على مبدأ التضامن. وترى أن أوربا على حافة الانهيار.. “بالرغم من أننا لا نستطيع أن نرى ماذا يحدث”.

 

حيث ترى أن البعض _ متشائمين ومتفائلين على حدّ سواء _ يتمنون أن كل ما يجري سوف يسبب إنهاء حالة الاتحاد الأوربي. وتشير الكاتبة إلى الجهود التي قام بها الاتحاد بخصوص تدفق اللاجئين “يوجد مراقبة للحدود الخارجية ونظام رصد في البحر الأبيض المتوسط ولو أنه غير متكامل”، وتضيف: قمنا بتنظيم العائدات وعمليات الترحيل، ونظّمنا تدفق المساعدات الإنسانية إلى المنظمات غير الحكومية NGO التي تُعنى برعاية المهاجرين، وفي انطلاقة جديدة، سوف يكون هناك مساعدات إنسانية طارئة للدول الأعضاء التي تحتاجها”، وترى أنه لا فرصة لمعالجة أزمة الهجرة إذا ما أخفقت عملية التوصل لحل الأزمة في سوريا أو إعادة الاستقرار إلى الفناء الخلفي لأوربا.

وتركز الكاتبة على دور تركيا تجاه ما تعانيه أوربا فتقول: “هناك لاعب رئيسي واحد يمكنه مساعدة أوربا في السيطرة على تدفق المهاجرين: إنها تركيا _ البلد التي كان لها علاقة طويلة وغامضة مع الاتحاد الأوربي. لكن تجاهل علاقتنا مع تركيا، يخلق هالة ضبابية حول نوايانا الحقيقية، تعصف بالحرارة والبرودة على مستقبل أنقرة الأوربي.. تعد بالحلم وتتراجع عنه: الموقف الازدواجي هذا خلق الوضع الذي نحن عليه اليوم، وها نحن ندفع الثمن الأغلى لذلك”.

وترى _ على أية حال _ أن الجميع موافقون على تعزيز العلاقة مع تركيا كضرورة لمواجهة ثلاثة تحديات كبيرة. أما عن التحدي الأول فتقول: “النقطة الأولى هي محاربة الإرهاب. تركيا _ الجسر الذي يصل أوربا بالدول الآسيوية _ هي نقطة عبور نظامية للمواطنين الأوربيين الذين ينضمون لمناطق الحرب في سوريا والعراق. إنها أيضاً النقطة التي من خلالها يذهب المقاتلون الأجانب عند عودتهم إلى أوربا. لذلك فإن التعاون الأفضل مع تركيا لتقوية السيطرة على الحدود ولتبادل المعلومات هو أمر حاسم”.

وفيما يخص التحدي الثاني فتقول أنه يتعلق بأزمة الهجرة. فجاء في التقرير: “منذ أن تعهّدت أوربا _ بتاريخ 29 تشرين الثاني / نوفمبر _ بدفع 3 بليون يورو لتركيا لتستضيف اللاجئين على أراضها، لم يتم اتخاذ أي إجراءات ملموسة”.

وتضيف: “إلى جانب شروع تركيا بخطتها للحفاظ على المهاجرين على أرضها، فهناك حاجة ملحة أيضاً لتحقيق تقدم حقيقي على اتفاقيات إعادة القبول. بدون هذين الشرطين، سوف ينفجر ضغط الهجرة في اليونان. يجب أن تكون الجهود متبادلة بشكل واضح”. يجب على تركيا أن تفي بالتزاماتها تجاه الاتحاد الأوربي للحد من تدفق الناس. كما يجب على أوربا أن تكون على مبدأ ثابت، لأنه وحتى تاريخ اليوم، لم نعرّف تركيا على أنها بلد آمن. لذا، لماذا نطلب من تركيا أن تستضيف المهاجرين وتستعيد إليها هؤلاء الذين لا  يمكنهم البقاء على أرضنا لأنهم ليسوا مؤهلين للحصول على اللجوء؟

أما التحدي الثالث وبحسب الكاتبة فهو إيجاد حل للحرب في سوريا. فكتبت: “تحديات الهجرة والأمن مرتبطة بشكل وثيق بهذه السنوات الخمس الطويلة للنزاع. ملايين اللاجئين السوريين الآن هم في طريقهم إلى النفي، ومعظمهم متواجدون على بوابات تركيا. بالتأكيد يجب أن نسترضي اثنين من عمالقة الدول في هذه المنطقة، روسيا وتركيا، لتجنّب حرب أخرى بالإضافة إلى النزاع في سوريا. يجب علينا أيضاً أن نتصالح مع روسيا، التي استفادت من تباطؤنا لتصبح لاعباً رئيسياً في هذه الأزمة”.

وتؤكد أنه في عالم تعزز فيه الأزمات إحداها الأخرى، لا يمكننا التعامل مع أحد هذه التحديات بدون تضمين الأخرى بشكل جدي. الخطوة الأولى هي إقامة حوار واضح وصريح مع كل من تركيا وروسيا وسوريا والعراق والقوى الإقليمية. و “بغض النظر عن رأينا ببشار #الأسد، فهو في نفس الموقع الذي كان يشغله سلوبودان ميلوسوفيتش من قبله.. السلام كما يظهر في الهدنة الحالية يعتمد عليه أيضاً. هذا لا يعني أنه سوف لن يكون مسؤولاً عن تصرفاته”.

تقول الكاتبة “العالم يراقبنا ونحن نراقب بعجز، انحدار أخلاقي ومؤسساتي.. هل ما بوسعنا القيام به هو فقط الغضب عندما تظهر الصور المأساوية في الصحافة؟ هل نحن قادرون فقط على توقيع العرائض؟ هل نحن قادرون فقط على تقديم أدنى التعهدات لتهدئة ضمائرنا؟ لدينا الديمقراطية والوسائل المادية لنتصرف”.

وتضيف: “هل نحن ننتظر هجوماً إرهابياً آخر على أرضنا لكي نتعاون ونشترك بوسائلنا لمحاربة التطرف؟ هل سوف ننتظر تأجيجاً من الأجانب _ كما حصل في #ألمانيا _ لكي نجعل من سياسة الهجرة التنفيذية تستحق قيمنا؟ هل السياسة فقط على ردود الأفعال الفورية التي تُستخلص من استطلاعات الرأي، حيث تستند القرارات على نزوات القرارات الشعبية؟ أنا لا أعتقد ذلك، أو على الأقل هذا ليس مفهومي سواء بالنسبة للسياسة أو لعظمة أوربا”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة