محمد عوض – الحل السوري:

خمس سنوات والسوريون في حرب مفتوحة أدت لتشريد الملايين منهم في بقاع العالم، لكن وعلى الرغم من فقدان الكثير منهم لممتلكاتهم واعمالهم ورؤوس أموالهم إلا أن إصرارهم على الحياة جعل من المستحيل أمرأ قابل للتحقق، فقصص النجاح نسمعها يوم تلو الآخر وبشهادة البلدان التي يعيش فيها اللاجئون بدءاً من #لبنان المجاورة إلى أقصى شمال #أوروبا، لكن ماهي أبرز المشاريع التجارية التي حاول السوريون الاستثمار فيها ولقت رواجاً في #دول_اللجوء ؟

 

لم تقتصر أعمال #السوريين في بلدان اللجوء على افتتاح بعض المحلات الصغيرة في أمكنة متفرقة بل تعدتها لأن تكون قوة #اقتصادية تنعش أمكنة ومدن بأكملها فعلى سبيل المثال في #مصر وتحديداً في مدينة السادس من أكتوبر على أطراف #القاهرة استثمر السورين في تلك المنطقة التي كانت قبل تواجدهم خالية لتصبح مدينة تعج بالحياة بل أصبحت ذات طابع سوري بامتياز.

أحمد الحسن صاحب محل لبيع #المأكولات_السورية في مدينة السادس من أكتوبر افتتح مشروعه بعد سنتين من خروجه من #سوريا، كما أن هناك بعضا من السوريين يعتبرون بمثابة” دليل” لإقامة المشروعات في مصر، وهم الذين يوفرون المحال ويعرفون المشروع الرائج في مصر، ولذلك فمعظم مشاريع السوريين تجدونها في المأكولات لأن هذا أكثر شيء يكسب في مصر بجانب المقاهي، حتى أصبحت أصناف المأكولات السورية من تفضيلات الأسر المصرية.

في #تركيا والتي تحوي على أكبر عدد من اللاجئين السوريين حول العالم والذي يقدر عددهم بمليونين ونصف المليون لاجئ الوضع ليس بمختلف أيضاً، ففي مدينة #إسطنبول هناك العشرات من المحلات التجارية المتخصصة بالمأكولات السورية والتي لاقت رواجاً من قبل سياح المدينة وساكنيها على الرغم من التحفظات التي تصاحب المجتمع التركي في أي شيء يأتي من الخارج.

ولايقتصر الوضع في تركيا على المحلات التجارية بل أصبح هناك العديد من المشاريع الاستثمارية في مجالات الصناعة والتجارة والإعلام والعقارات وغيرها، الأرقام والإحصائيات التي طرحها اتحاد الغرف والبورصات التركية تقول بأن عدد الشركات السورية المساهمة التي تأسست منذ عام 2014 تقدر بحوالي 585 شركة، من أصل 2331 شركة بمساهمة أجنبية، كما احتل المستثمرون السوريون المرتبة الأولى في قائمة الشركاء الأجانب بنسبة وصلت إلى 25.2%، حيث أسس 1131 سوريّاً في العام الماضي شركات جديدة بقيمة 32.8 مليون دولار.

الباحث الاقتصادي إبراهيم عبدو قال في حديث لموقع #الحل_السوري: “إن سبب إقبال السوريين إلى المناخ الاستثماري في تركيا هو القوانين التركية والتسهيلات التي تقدمها في هذا المجال وخصوصاً للسوريين حيث تعاملهم معاملة المواطنين الأتراك في القوانين فضلاً عن كون أي مشروع تجاري مدروس سيدر الربح على صاحبه في حال عرف طبيعة السوق واستثمره بالشكل الأنسب”.

وبسؤاله عن تأثير هجرة العقول بشكل رئيسي من #سوريا أجاب “مثلاً في ألمانيا تكلفة إعادة تأهيل الطبيب لمدة سبع سنوات تكلف نحو مليون دولار وتتضمن تكاليف الدراسة الجامعية والبنية التحتية التعليمية والتدريبية التي تسبق حصوله على شهادة ممارسة المهنة، وبالنسبة للمهندس تتراوح التكلفة ما بين نصف إلى ثلاثة أرباع المليون دولار، على ضوء ذلك يمكن للمرء وبحساب بسيط تصور حجم الاستنزاف الهائل للثروة البشرية ولاقتصادية الذي تتعرض لها سوريا خلال أزمتها الحالية”.

وليس بعيداً عن تركيا، فالسوريون الذين قرروا الاتجاه إلى #أوروبا أيضاً بدئوا بإثبات مهاراتهم في شتى المجالات، فحسب العديد من الدراسات والإحصائيات الأوروبية يشكل الأطباء والمهندسين نسبة ما تزيد على 15% من مجمل اللاجئين السوريين، أما حملة الشهادة الثانوية فيشكلون 35% منهم، وفي العالم العربي تعاني من استنزاف كهذا بلدان أخرى ولو بشكل أقل حدة كالعراق ومصر وتونس والمغرب.

وكانت العديد من التقارير والإحصائيات التي أجريت مؤخراً، أكدت أن أموال السوريين المستثمرة في الخارج تقدر بحوالي 100 مليار #دولار، وأكدت أن السوريين في #دول_الخليج على وجه التحديد يستثمرون أضعاف ما يستثمرونه في #سوريا.

فيما وجد السوريون مناخات وأماكن جديدة وافتتحوا استثمارات جديدة كـ #السودان التي استغل فيها السوريون عدم الحاجة إلى #فيزا “تأشيرة دخول” إليها وانتقلوا إلى المدن الكبرى فيها وافتتحوا العديد من المشاريع التجارية والتي لاقت رواجاً فيها وأصبحت مشهورة بل وبعض المحلات افتتحت أكثر من فرع لها في باقي المحافظات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة