الحصار سياسة النظام لتجويع السوريين..فما هي أبرز المناطق المحاصرة وكيف تغلب السكان عليه؟

الحصار سياسة النظام لتجويع السوريين..فما هي أبرز المناطق المحاصرة وكيف تغلب السكان عليه؟

محمد عوض –دمشق:

تعرضت بعض مدن المنطقة العربية للحصار أثناء الغزو والاحتلال للمنطقة عبر التاريخ، ومن المدن التي أفشلت حملات استعمارية مدينة عكا الفلسطينية حيث، هزمت حملة نابليون على المشرق العربي بعد احتلاله مصر.

 

ومع انطلاق الثورة السورية، طبق النظام السوري سياسية الحصار تحت شعار “الجوع أو الركوع”، ورد عليها أهالي المناطق المحاصرة بالجوع ولا الركوع، وهذا ما شهدته العديد من المناطق السورية منها الغوطة الشرقية، وفي مقدمتها مدينة دوما، والريف الغربي لمدينة دمشق متل الزبداني، عين الفيجة، وادي بردى، قدسيا، داريا، ومخيم اليرموك، وصولاً لأحياء من مدينة حمص، وحالياً أحياء من مدينة دير الزور، وغيرها من المدن السورية التي انتفضت ضد النظام السوري.

المحاصرون بحسب الأمم المتحدة

ووفقاً لتقرير مكتب الشؤون الإنسانية الأخير في الأمم المتحدة والذي صدر في كانون الأول من العام الحالي، يعيش نحو 487 ألف شخص في #سوريا تحت الحصار، نصفهم محاصر من قبل قوات النظام، وذلك من إجمالي 4.6 مليون شخص يعيشون في أماكن يصعب الوصول إليها.

وبحسب #الأمم_المتحدة، فإنه على الرغم من الطلب المتكرر للوصول إلى هذه المناطق، لم تتم الموافقة إلا على 10% من جميع هذه الطلبات التي تنظمها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى إيصال المساعدات وتسليمها في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها.

الأرقام التي أوردتها الأمم المتحدة كانت محل تشكيك من قبل منظمتي “#باكس” الهولندية و “#سيريا_انستيتيوت” في #أميركا، فحسب المنظمتين يوجد أكثر من مليون شخص يعانون من مخاطر وفاة متزايدة بسبب النقص في الغذاء والكهرباء والمياه في 46 بلدة محاصرة.

في هذا التقرير يحاول موقع #الحل_السوري حصر أبرز #المناطق_المحاصرة في سوريا، وكيف تغلب الأهالي فيها على الحصار بالوسائل المتاحة لهم:

المنطقة الجنوبية:

يوجد في المنطقة الجنوبية من سوريا نحو 6 مناطق محاصرة كان أخرها بلدة #مضايا التي أضيفت رسمياً من الأمم المتحدة إلى قائمة المدن المحاصرة في سوريا، وتتبع البلدة منطقة #الزبداني في محافظة #ريف_دمشق، حيث تخضع لحصار قاس ومستمر منذ أكثر 9 أشهر بمساندة مليشيا حزب الله، وتتعرض حياة سكانها البالغ عددهم 40 ألفا للخطر الشديد، وفق #برنامج_الغذاء_العالمي، في حين توفي 46 شخصاً بسبب نقص الدواء والغذاء، وفقاً لما قالت منظمة #أطباء_بلا_حدود.

وبقين هي بلدة تجاور مضايا، ومعروفة بمياهها وخضرتها، لكن أهلها الآن يفتقدون للحد الأدنى من الطعام، فمنذ تموز 2015 تعيش تحت حصار خانق.

أما الزبداني، فقد وصلت حكومة النظام والمعارضة إلى اتفاق يقضي بإجلاء محاصرين من الزبداني، مقابل إخلاء أفراد قريتي #الفوعة و #كفريا التي تحاصرهما المعارضة، لكن ذلك لم ينه الحصار المستمر منذ أكثر من 9 أشهر، ووفقاً لتنسيقية الزبداني، فإنه من أصل 35 ألف نسمة هم تعداد أهالي المدينة بقي 965 شخصاً محاصرون في ثلاثة أحياء منها.

#معضمية_الشام: تقع في ريف دمشق وتسيطر عليها قوات المعارضة بلغ عدد سكانها قبل عام 2011، نحو 100 ألف نسمة، وكانت أولى المناطق التي خرجت في المظاهرات، وفرضت قوات النظام حصاراً عليها منذ 2013.

#داريا: في نهاية 2012 طوقت قوات النظام البلدة، ومنذ ذلك الوقت يعاني أهالي البلدة الكثير في سبيل تأمين لقمة العيش، وهي محاصرة منذ أكثر من 3 سنوات ونصف، وخلال هذه الفترة تم توثيق 9 حالات وفاة بسبب نقص الدواء، ويبلغ عدد المحاصرين فيها 8300 شخص.

#مخيم_اليرموك: كان تعداد سكانه قبل عام 2011، حوالي 700 ألف نسمة، منهم 144 ألفاً من #الفلسطينيين، بدء الحصار على المخيم من قبل النظام مع نهاية العام 2012 بشكل جزئي، ليتحول إلى حصار كامل مع بداية تموز 2013.

وكون المخيم يرتبط مع عدة مناطق جنوب #دمشق، لم يكن الحصار مفروض عليه لوحده، ففرض الحصار أيضاً على #التضامن و #الحجر_الأسود و #القدم و #العسالي، إضافةً لـ #يلدا و #ببيلا و #بيت_سحم.

حصار النظام للمخيم تسبب بوفاة نحو 100 شخص بسبب الجوع خلال 2014، وازداد الأمر سوءا في المخيم مع بداية شهر نيسان من العام الماضي حيث شن تنظيم #داعش هجوماً على المخيم وسيطر على أجزاء واسعة منه، بالإضافة لسيطرته على التضامن والعسالي والحجر الأسود.

المنطقة الوسطى:

يعد #حي_الوعر من أكثر الأحياء التي عانت من الحصار في #حمص، حيث عانى هذا الحي من درجات عدة من الحصار منذ نحو عامين، ويعيش في الحي نحو 300 ألف نسمة يفتقدون لمقومات الحياة الإنسانية، رغم الاتفاقات التي توصلت إليها قوات النظام وقوات المعارضة الموجودين في داخله، إضافة إلى مناطق #الحولة و #تلبيسة و #الرستن بالريف الشمالي للمدينة.

المنطقة الشمالية:

#نبل و #الزهراء: قريتان متصلتان في #ريف_حلب، تخضعان للحصار منذ 2012، لكن الذي يحاصرهما قوات المعارضة، التي تتهم السكان بموالاة النظام، ويسكنهما نحو 70 ألف شخص.

كفريا والفوعة: تقعان في محافظة #إدلب تحاصرهما فصائل في المعارضة السورية منذ آذار 2015، وقد كان عدد من أهالي القريتين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي طبق نهاية كانون الأول، حيث تم السماح بدخول مساعدات، لكن ذلك ليس  نهاية الحصار المستمر، وتشير الإحصاءات أن عدد سكان القريتين يصل إلى نحو 50 ألف نسمة

وتوفر المواد الغذائية لأهالي هذه البلدات عن طريق المساعدات التي تلقيها طائرات النظام المروحية وكذلك الطيران #الروسي من مواد غذائية وعلاج وأجهزة طبية وملابس، رغم أن المساعدات التي يتم إرسالها بهذه الطريقة ليست كافية لتوفير كافة الاحتياجات.

المنطقة الشرقية:

#دير_الزور: يتشارك في حصارها كل من النظام وتنظيم الدولة “داعش”، حيث يحاصر النظام الأحياء الواقعة تحت سيطرته وهي ” #الجورة، #القصور، #هرابش، #البغيلية” والتي يقارب عدد سكانها من 180 ألف نسمة، حيث توقف عن إمداد هذه الأحياء بالمواد الغذائية عن طريق المطار العسكري، ما اضطرّ المدنيين إلى الاعتماد على الموادّ المهربة من مناطق سيطرة داعش، والتي يتقاضى عليها أموالاً عناصر من الجهتين.

طرق التغلب على الحصار

الحصار لم يكسر إرادة الأهالي، حيث عملوا على كسره بطرق وصفتها بعضها بالبدائية وأخرى بأنها أحدثت ثورة، حيث تم الحصول على #الكهرباء من #الطاقة_الشمسية، و #الغاز من تدوير النفايات، واستخدم الحطب للحصول على الدفء، وحفرت الأنفاق للحصول على #الأغذية كما زرعت المنازل كوسيلة أخرى للحصول على الخضراوت.

الناشطة ورد مارديني من الغوطة الشرقية وفي حديث لموقع الحل السوري، قالت، “ابتدع أهالي الغوطة الشرقية عدة حلول للتغلب على الأزمة وبعضاً من هذه الأمور كان ثورة بحد ذاته، حيث استطاع الأهالي الحصول على الغاز والوقود من المخلفات البلاستيكية وكذلك روث الحيوانات”.

بدوره قال براء أبو زيد القاطن في الغوطة الشرقية، “في الغوطة التي كانت تغرق أسواق دمشق بالخضروات اختلف نمط الزراعة أيضاً فلم يعد مزارعو الغوطة يركزون على محصول واحد، ولم يعد العائد المادي مهم، فالأهم هو التنوع وزراعة كل الأصناف الممكن زراعتها خلال الموسم لتأمين الاكتفاء الذاتي ولم تعد الأرض الزراعية هي المكان الوحيد للزراعة وإنما لجأ السكان إلى زراعة شرفاتهم في المنزل، وباشروا بالاعتماد على الحيوانات لحراثة الأرض لعدم توفر الوقود للآلات الزراعية”.

ومن حمص يقول الناشط الإعلامي محمد السباعي، “إن حصار قوات النظام لعدد من الأحياء في الريف الشمالي لحمص وخصيصاً حي الوعر دفع الأهالي لابتكار العديد من الأساليب للبقاء على الحياة والحصول على الغذاء، حيث صنع الأهالي الخبز من الأرز والبقوليات عبر طحنهم وخبزهم، وذلك بعد انقطاع مادة الطين بشكل نهائي على الحي الذي يعيش فيه ما يقارب 100 ألف شخص”.

اقتصاد الحصار

الخبير الاقتصادي يونس الكريم وفي تصريح لموقع #الحل_السوري، قال “الوسائل التي ابتدعها أهالي المناطق المحاصرة لا يمكن وصفها بـالابتكار بالمعنى الكامل، لكن يمكن القول إنها ابتكار اقتصاد الحصار”.

وأضاف الكريم، “تجربة الغوطة الشرقية في كسر #الحصار كانت الرائدة بين التجارب، لاسيما بعد تمكن الأهالي من توليد الغاز والبنزين والمازوت من بلاستيك الخزانات وأنابيب الصرف الصحي المصنوعة من البلاستيك”، موضحاً أنه “يوجد 5 مراكز في الغوطة لصناعة الطاقة من هذه المخلفات”.

وذكر الكريم، “أن اقبال الناس على هذه المواد يأتي لسعرها الرخيص والذي لا يتجاوز 300 #ليرة في حين يصل سعر جرة الغاز أحياناً إلى 15 ألف ليرة سورية، إضافةً لتوفيرها فرص عمل سواء بالتكرير أو جمع البلاستيك”.

وحول تجربة الزراعة المنزلية، أشار الكريم إلى أن “#داريا تعتبر رائدة في هذا المجال كون هذه العملية وفرت الغذاء لـ75% من أهالي داريا”، مبيناً أن “الأهالي استفادوا من المنازل المهجورة والمناطق التي تعرضت للقصف وقاموا بزراعتها كونها أصبحت مناطق غير مستهدفة”.

وتابع الكريم، “تجربة الزراعة المنزلية حفزت الأهالي في مناطق النظام للجوء عليها بعد الغلاء الغير منطقي الناتج عن تراجع الليرة ووصول #الدولار لأكثر من 650 ليرة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.