نشرت صحيفة ذا دايلي بيست تقريراً لكاتبه سبينسر أكرمان تحدث فيها عن استراتيجية #ترامب الجديدة في #سوريا، والتي يعتمد من خلالها على الجنود الروس، والديكتاتور الذي قال عنه في شهر نيسان الماضي أن عليه الرحيل والتخلي عن السلطة. وأشار إلى أن وزير خارجية أميركا #تيليرسون اقترح قبل الاجتماع الأول بين دونالد ترامب وفلاديمير #بوتين الأربعاء الماضي أن الولايات المتحدة ترغب في استكشاف آليات مشتركة مع روسيا لتحقيق الاستقرار في الحرب السورية الضارية، ذلك بعد تحولات مثيرة في السياسة في سوريا. وقد حدد التقرير الاستراتيجيات في ثلاثة نقاط أساسية هي:
 
– إبقاء الديكتاتور بشار الأسد في السلطة.
– تقبّل فكرة المناطق الآمنة التي اقترحتها روسيا وحلفاؤها.
– الميل إلى التعاون مع موسكو، بما في ذلك استخدام القوات الروسية للقيام بدوريات في أجزاء من البلاد.
بالرغم من تعهد ترامب بأن بشار الأسد ليس له دور في حكم الشعب السوري، إلا أن المراقبين توقعوا هذا النوع من الخطط. وقد ناقش مسؤول رفيع المستوى من إدارة ترامب الاستراتيجية الجديدة مع الصحيفة بشرط أن تعيد الصحيفة بدورها صياغة ما يقوله، ذلك لأنه من غير المصرّح بعد مناقشة هذا الموضوع بشكل علني، وقد دعم مصدر من #البيت_الأبيض ومصدر من الكونغرس ما تحدث به.
 
وبحسب إفادتهم فإن الهدف من هذه الاستراتيجية هو هزيمة ما يسمى بالدولة الإسلامية. ويتساءل حلفاء الحكومة الأمريكية من السوريين عما سيكون عليه الحال بعد الإطاحة بداعش في أماكن مثل معقلهم في #الرقة. فقد تعلمت الولايات المتحدة درساً مهما في #العراق وهو مع غياب قوة حقيقية للحفاظ على الأراضي المحررة من المتمردين فإنهم سوف يعودون.
 
وما يزيد الأمور تعقيداً هو التقارب بين الفصائل المدعومة من قبل الحكومة الأمريكية والروسية في مناطق مزدحمة. كما أن احتمال وقوع اشتباكات في المناطق المنتزعة من داعش أمر حاسم، وإذا ما انتهى بهم الأمر إلى حالة من الفوضى فإن داعش تحصل على فرصة جديدة لتنتعش من جديد. ففي #منبج السورية التي سيطرت عليها #قوات_سوريا_الديمقراطية بقيادة كردية في آب الماضي، يعاني السكان العرب مما يدعون بالمحررين الذين فتحوا الباب أمام نظام الأسد ليستعيد سيطرته على المنطقة. وبحسب المسؤول رفيع المستوى فإن هذا التنسيق مع روسيا لضمان عدم حدوث هذه الصدامات أو عدم تصعيدها على الأقل إلى صراعات عظمى، ويعد ذلك اعترافاً بالواقع. لكن ما يثير المخاوف هو من سيدير البلدات بعد استعادتها من تنظيم الدولة؟
 
بحسب المسؤول، فإن الولايات المتحدة لا تتوقع تسليم الأراضي المستعادة من داعش إلى الأسد، كما لن تقوم بضبط الأمن أو فرض وقف لإطلاق النار، إنما ستتولى ذلك قوات سوريا الديمقراطية في المناطق المأخوذة من قبل القوات الموكلة من الولايات المتحدة. أما في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الأسد فتلك مهمة الشرطة العسكرية الروسية كما حدث في حلب. وإذا لم تتم تلك المهمات بشكل دقيق ومتكامل فإن #تركيا مستعدة لإرسال قواتها الخاصة المتواجدة في الشمال السوري إلى الأراضي المستعادة من داعش.
 
وقد وضع الجيش الروسي والأمريكي أسس بناء هذه الخطة خلال الأشهر القليلة الماضية من خلال ما يسمى مناطق تخفيف التوتر لتجنب المواجهات أو التصعيد. وقد اضطرت القوات الأمريكية أن تسقط طائرة حربية سورية الشهر الماضي خرقت المنطقة الواقعة ضمن هذه المناطق ذلك لتثبت للقوات الروسية أن الولايات المتحدة على استعداد لحماية حلفائها، كما وجهت بذلك رسالة غير مباشرة للقوات الروسية لأخذ مناطق تخفيف التوتر على محمل الجد.
 
وقد اعتبر وزير الخارجية الأمريكية #تيلرسون أن مناطق تخفيف التوتر دليل على أن روسيا والولايات المتحدة قد تكونان مستعدتان لإحراز مزيد من التقدم. كما قال أن مثل هذا التقدم قد يتضمن إقامة آليات مشتركة مع روسيا لضمان الاستقرار، بما في ذلك مناطق حظر الطيران ومراقبين لوقف إطلاق النار على الأرض والتنسيق لإيصال المساعدات الإنسانية. وبحسب المسؤول رفيع المستوى فإن نقاط تيلرسون تعتمد فقط على الآليات القائمة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
 
وأكد تيلرسون أنه في حال عمل روسيا وأمريكيا سوية لتحقيق الاستقرار على الأرض فإن ذلك سيكون حجر أساس لتحقيق تسوية مستقبل سوريا السياسي. ومن المتوقع مناقشة الخطة مع تركيا أيضاً عند وصول تيلرسون إليها.
 
وبحسب التقرير، فإن الهدف طويل الأمد من الاستراتيجية الجديدة بشأن سوريا هي الفصل بين روسيا وإيران.
 
لا يعتقد أي شخص في الإدارة الأمريكية أن الفصل بين داعمي الأسد الكبيرين ممكن في المدى القريب، لكن يرى المسؤول الكبير في موقف الولايات المتحدة من عدم تسليم الأراضي المستعادة من داعش إلى نظام الأسد أنه أقرب إلى موقف روسيا منه إلى موقف #إيران، فإيران تطالب الأسد بحكم كل سوريا في حين ترى روسيا أن ذلك غير واقعي.
 
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي: “إننا مستعدون لاستكشاف خيارات عديدة لضمان تحقيق الاستقرار في سوريا، في حين لا أريد إجراء محادثات مباشرة مع الروس “.
 
ويوضح التقرير أن هذا النهج تجاه سوريا يضع الولايات المتحدة موضع القبول ضمناً بعملية سلام روسية إيرانية تركية. حيث اقترحت القوى الثلاث في #الأستانة إنشاء أربع مناطق تخفيف التوتر في سوريا من أجل نزع السلاح وعودة النازحين أو اللاجئين وتوفير المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الحيوية. وقد رفضت المعارضة السورية هذه الخطة باعتبارها مقدمة لتسهيل سيطرة الأسد على تلك المناطق.
 
تعتمد الولايات المتحدة، على قوات سوريا الديمقراطية بقيادتها الكردية والتي تسيطر على الحدود مع تركيا، والتي تعتبر بدورها وحدات حماية الشعب الكردية YPG جماعة إرهابية. أما روسيا فتتجه سياستها بوضوح لدعم الأسد بشكل أكبر بكثير مما تقدمه الولايات المتحدة لحلفائها.
 
ومع بقاء الأسد المسؤول عن الدمار في سوريا يبقى السؤال الأهم في الاستراتيجية الجديدة والذي لا يمكن الإجابة عنه في المدى القريب هو: كيف ستنظر الأجيال السورية إلى الولايات المتحدة التي قبلت ببقاء الأسد بحجة الحرب على تنظيم داعش؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.