نزار حسان

تتصدر قضية مياه الشرب في الرقة المشهد الخدمي المتردي في مدينة عاد جزء من سكانها بعد انتهاء المعارك فيها وخروج داعش منها، ليجدوا مدينتهم وقد مرت أغلبية مبانيها وشبكاتها الخدمية.

في جولة موقع الحل السوري في المدينة كانت الحاجة إلى مصادر مياه الشرب أولى الطلبات التي ينادي بها السكان العائدون، والذين يعتبرون أن تأمين المياه حالياً هو الأولوية التي يجب تحقيقها بأقصى سرعة.

عماد الإبراهيم (من سكان حي المشلب) قال  لموقع الحل: “نعاني نحن سكان الحي من عدة مشاكل على صعيد مستلزمات الحياة اليومية، لكن المشكلة الأكبر التي تؤرق كافة المدنيين الذين عادوا لمنازلهم، هي تأمين مياه الشرب، فكافة شبكات المياه دمرت في وقت سابق قبيل خروج التنظيم من المدينة، إضافة إلى استهداف طيران التحالف الدولي لآبار المياه في بعض الأحياء، وقام التنظيم أيضاُ بإكمال ماقام به الأخير وتفخيخ بقية الآبار وتدميرها” على حد وصفه.

من أين يشربون أهالي حي المشلب؟

يتابع الإبراهيم  حديثه “الأهالي حالياً  يعتمدون على صهاريج مياه تابعة لمجلس الرقة المدني حيث توزع مياه الشرب كل ثلاثة أيام وبكميات ليست بكثيرة بحيث تكاد تكفي ليوم واحد فقط، ويكملون الأيام الباقية بالانتظار في طابور لأكثر من ساعتين ليتم تعبئة قوارير صغيرة لا تكفيهم ليوم آخر من أحد الخزانات الكبيرة المتواجدة في الحي، في ظل غياب تام لكافة المنظمات الإغاثية والمنظمات الدولية العاملة في مدينة الرقة” على حد قوله.

عوائق تأمين المياه في الحي

تروي الحاجة أمينة العلي 56 عاماً (من سكان حي المشلب) لموقع الحل معناتها في تأمين مياه الشرب “منذ عودتنا إلى الحي، لم تتم المباشرة بعمليات إصلاح  شبكات المياه، ولا يوجد في الحي إلا خزان مياه واحد صالح للشرب لكل الأهالي، ويشهد ازدحاماً كبيراً أمامه بشكل طوابير طويلة.. أقطع مسافةً طويلةً وأنتظر على طابور لعد ساعات لكي أستطيع تعبئة سطل واحد يكفينا أنا وعائلتي لأقل من يوم” ولفتت العلي إلى تفاقم تلك المعاناة مع بدء تساقط الأمطار والبرد الشديد فيصعب الوقوف في طابور في تلك الظروف السيئة على حد قولها.

لم يكن حي الرميلة أفضل من المشلب بسبب كثرة عوائق الحياة فيه، حيث يروي لؤي الحافظ (من سكان حي الرميلة) لموقع الحل، أن اضطرر  وعائلته للعودة إلى الحي قبل الانتهاء من تأمينه بسبب الظروف المعيشية السيئة التي عاشها في مخيم عين عيسى بريف مدينة الرقة، لكن المعاناة نفسها تكررت داخل الحي خاصة في  كيفية الحصول على مياه الشرب والغسيل، فهي مقطوعة تماماً، والحصول على كمية قليلة من مياه صهريج المجلس المدني ليس بالأمر السهل.

عمليات إصلاح شبكات المياه

محمد الملا من سكان حي الطيار وهو موظف سابق في محطة مياه الطبقة، يقول لموقع الحل “إن مشكلة تأمين مياه الشرب وإيصالها إلى الأحياء ستستغرق وقتاً طويلاً، خاصة مع آثار الدمار الكبير الذي تعرضت له شبكات ومحطات المياه، فيتوجب على مجلس الرقة المدني وضع خطة سريعة لتقليص حجم معاناة المدنيين في تأمين المياه.. أعداد الصهاريج لاتتناسب مع عدد الأهالي العائدين  والقابل للازدياد حيث أعداد كبيرة تستعد للعودة إلى المدينة.. بعضهم يفضل أن يعيش معاناة تأمين المياه في داخل حيه وليس في مخيم يفتقر لأصغر مقومات الحياة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.