خرجوا من حصار قوات النظام ليدخلوا حصارا من نوع آخر.. العيد في الغوطة الشرقية

خرجوا من حصار قوات النظام ليدخلوا حصارا من نوع آخر.. العيد في الغوطة الشرقية

ورد مارديني – موقع الحل

عيدٌ مختلفٌ عن الأعياد الماضية، استقبله سكان #الغوطة_الشرقية بريف دمشق هذا العام، فمنهم المهجر قسرياً إلى الشمال السوري، ومنهم من سوى وضعه مع النظام، وبقي في الغوطة مفارقاً العديد من أهله وأحبابه، ومنهم من لم يتحمل أعباء التهجير، فاختار السفر إلى تركيا، ليبدأ معاناة جديدة مع الغربة.

عمار الشامي، ناشط إعلامي مهجر قسرياً من الغوطة الشرقية، يقول لموقع الحل، إن “أيام العيد كانت من أصعب الأيام التي قضيتها بعد تهجيري، فالذكريات لا ترحمنا، خاصة مع بقاء أهلي في الغوطة، وشعوري بالوحدة بعيداً عنهم”.

ويضيف “استيقظت أول أيام العيد، فلم أجد أحداً أبادله تهاني العيد، فقد اعتدت أن أستيقظ في العيد وأرى عائلتي كلها مجتمعة في منزلنا، فعلى الرغم من الحصار الذي عانيناه في الغوطة، إلا أن وجودنا مع بعضنا كان يخفف عنا كل آلامنا، ويهون علينا مرارة الجوع، والقصف، والحرمان”، حسب قوله.

يحاول عمار أن يخلق لنفسه جواً يذكره بأجواء العيد في الغوطة، ويقول “أخرج مع أصدقائي، وأزور بعضاً من سكان الغوطة المهجرين معنا، ونتبادل الذكريات والأحاديث معهم، وأحياناً تتخلل جلساتنا بعضاً من الأناشيد والأغاني الثورية، التي تعيدنا لأيام الثورة الأولى”، بحسب الشامي.

فيما يسعى أبو معاذ عبيد، مهجر آخر من الغوطة الشرقية، للتأقلم على حياته الجديدة، ويؤكد لموقع الحل، أن “العيد هو أن نكون بخير، بعيداً عن سيطرة النظام وتحكمه بحياتنا، فلو لم أكن في إدلب، لكنت الآن مع قوافل العناصر التي اقتادها النظام للالتحاق بالخدمة الاحتياطية”، بحسب قوله.

ويضيف “زوجتي وأطفالي معي، وهذا بحد ذاته عيد بالنسبة لي، ولم أحرم عائلتي أي شيء من احتياجات العيد، كالملابس الجديدة والحلويات وأصحبهم كل يوم من ايام العيد إلى المنتزهات أو المطاعم، لأخفف عنهم بعضاً من مرارة التهجير التي أخفيها في قلبي، ولا أظهرها لهم، لأنهم يستمدون قوتهم مني”، بحسب عبيد.

فيما تصف نور عيدها لموقع الحل، وهي مهجرة مع زوجها وأطفالها من الغوطة الشرقية، ومقيمة في مدينة سطنبول التركية “إنها المرة الثانية التي أقضي فيها العيد بعيداً عن أهلي، لم أتخيل يوماً أن أفارقهم لذلك أقضي أغلب وقتي بالبكاء، وأشعر بحنين كبير لهم كلما تحدثت معهم، أو نظرت إلى صورهم على شاشة هاتفي المحمول”، بحسب نور.

“يبدو العيد في الغوطة الشرقية أكثر جمالاً من الأعوام الماضية، فالمراجيح والألعاب عادت للساحات، والأطفال استعادوا حقهم في اللعب، دون أن يخيفهم صوت القصف أو الطيران، لكنه أكثر قسوة على الكبار، خاصةً ممن فارقوا أهلهم وأحبابهم، فكل عائلة ينقصها شهيد، أو معتقل، أو مهجر قسرياً، أو شاب تم اقتياده للخدمة العسكرية”، حسبما قالت أم محمد من الغوطة الشرقية، لموقع الحل.

وأردفت “قبل سيطرة النظام على الغوطة، كان كل شيء مفقود بحكم الحصار، فلم نكن نتمكن من صنع الحلويات، ولكن زوجي وأولادي وأقاربي كانوا كلهم حولي، أما الآن فتوفر كل شيء في الأسواق لصنع حلويات العيد، لكن العائلة تفرقت وأولادي بين مهجر إلى الشمال، وعسكري مع النظام، كل واحد منهما اختار مصيره، فلمن سأصنع الحلوى؟.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.