مصير إدلب مرهون بتحرير الشام فهل تحل نفسها لمصلحة ملايين المدنيين؟

مصير إدلب مرهون بتحرير الشام فهل تحل نفسها لمصلحة ملايين المدنيين؟

حسام صالح

تتوجه الأنظار حالياً إلى #إدلب، آخر معاقل المعارضة السورية، بعد عمليات التهجير التي قام بها النظام بوساطة روسية في العديد من المناطق السورية، وآخرها محافظة درعا تحت مسمى (مصالحات)، عشرات المقاطع والصور التي تنتشر يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر حشود النظام وآلياته العسكرية باتجاه (المعركة الكبرى) كما تسمى، في حين تحاول روسيا في ذات الاتجاه توفير الحشد الدولي والإقليمي للنظام لتسهيل عملية الاقتحام للشمال السوري، والذريعة الجاهزة في (القضاء على الإرهاب) المتمثل في هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً”.

تزداد منطقة الشمال السوري تعقيداً، مع وجود آلاف المعارضين المسلحين الرافضين للمصالحات الذين تم إخراجهم من مناطقهم، وتركيا التي تحاول الوصول إلى حل يمنع تدفق مئات الآلاف من اللاجئين إلى أراضيها، بعد تقديرات الأمم المتحدة بأن عدد المدنيين في إدلب وريفها يتراوح بين 2 إلى 3.5 مليون مدني، وفصائل المعارضة التي باتت على يقين أن هذه معركتها الأخيرة مع النظام من جهة، ومن جهة أخرى ترغب في إبعاد هيئة تحرير الشام عن المشهد، لإضعاف موقف النظام وروسيا، وكسب التأييد الشعبي تجنباً لصفقات تسليم المناطق مع النظام.

حل الجبهة بين الأخذ والرد

تشهد جبهة تحرير الشام حالة من التخبط والتصريحات المتضاربة حول موقعها من جبهة الشمال السوري، حيث ظهر القائد العام للهيئة أبو محمد الجولاني في تسجيل مصور قبل أيام يعلن فيه عن استعداده لأي معركة في إدلب، معتبراً في ذات الوقت أن موضوع تسليم السلاح في الشمال لايمكن المفاوضة عليه، والاستسلام في نظره “خيانة”.
الجولاني أشار في حديثه إلى نقاط المراقبة التركية المنتشرة، وقال إنه لايمكن الاعتماد عليها، نتيجة تغير المواقف السياسية، واستعداده للانفتاح على فصائل المعارضة والقتال بجانبها دون التوحد معها، هذا التوحد وحل الجبهة هو ماتريده تركيا، التي عملت على تشكيل “الجبهة الوطنية للتحرير” بعد اندماج كبرى فصائل المعارضة تحت لوائها “حركة أحرار الشام” و “صقور الشام” و “جيش الأحرار” و “حركة نور الدين الزنكي”.

ولعل أنقرة لها المصلحة الكبرى بحل هيئة تحرير الشام، لعدة أسباب أوردها محلل عسكري مقيم في تركيا “فضل عدم ذكر اسمه” فيقول “تركيا تحاول الإبقاء على الشمال السوري بدون أي مواجهات عسكرية مع النظام وحلفاؤه، الأمر الأول يتعلق بمسألة موجة النزوح خصوصاً مع شبه الانهيار للعملة التركية خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى استخدام هذه الفصائل وتوجيه قوتها لقتال الأكراد في مناطق تل رفعت وغرب الفرات التي تسيطر عليها كلاً من قسد والنظام”.
خيار حل الهيئة والذي أًصبح حديث الشارع خلال الأيام الماضية، قيادياً في هيئة تحرير الشام يدعى أبو حذيفة الشامي أكد أن الأمور ستذهب للأسوء إذا ما تم اتخاذ قرار حل الجبهة فيقول: “إن حلت نفسها سيذهب أغلب قادتها وعناصرها للفصائل الجهادية الأخرى كحراس الدين وغيرها، فتحرير الشام جاهزيتها عالية عسكرياً، حيث هناك آلاف العناصر فيها جاهزون وذلك بعد تخرجهم من عشرات المعسكرات التي عدت لذلك”.

مصير إدلب مرهون بالهيئة!

هل سيقوم النظام وروسيا بالحملة العسكرية على إدلب إذا تم “حلّ” هيئة تحرير الشام؟ وهل مصير الشمال السوري مرهون فقط بالهيئة ووجودها؟ أم أن الهجوم العسكري سيحصل بوجود الهيئة أو عدمها؟ تساؤلات عديدة طرحناها للحصول على إجابة من جميع الاطراف المعنية بهذا الموضوع.
يقول أحد شرعيي هيئة تحرير الشام في إدلب “طلب عدم ذكر اسمه” إن روسيا لها مصلحة كبيرة في حل هيئة تحرير الشام، كونها الفصيل الأكثر تنظيماً وتدريباً ولديه مصادر تمويل بعيدة عن الدول الإقليمية، وبذلك يسهل عليها ابتلاع باقي الفصائل، فهم بالنهاية محكومون بالممولين، وينفذون مايطلبه منهم، وإن كان في عكس مصلحتهم، وهذا ماحصل خلال معركة حلب بعد 2016، حيث تم إخراج الفصائل بصفقة دولية”.

في مقابل ذلك يرى الخبير العسكري أدهم منصور أن “مسألة حل جبهة تحرير الشام، تأتي في مصلحة الشمال السوري بأكمله، ويلغي حجة الروس والنظام بالحملة العسكرية على المنطقة، لأن تركيا تعتبر الضامن وبذلك يكون موقف أنقرة أقوى دولياً”، مضيفاً “استغرب تعنت الجبهة في تمسكها بقرارها، وهي التي قالت أنها فكت ارتباطها بتنظيم القاعدة، وهو قرار كان مصيري أيضاً، وبقرار اندماجها أتوقع أنها ستكسب مع باقي الفصائل التأييد الشعبي الكامل، وهو عامل مهم في الحرب التي يقودها النظام وحلفاؤه”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.