“لن تفارق الذاكرة”.. نساء من ديرالزور يروين قصصا عن داعش

“لن تفارق الذاكرة”.. نساء من ديرالزور يروين قصصا عن داعش

حمزة فراتي – ديرالزور

بات الهروب من المناطق التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) حلماً يراود قاطنيها، رغم المخاطر الكبيرة التي يتعرضون لها والتي أودت بحياة الكثير منهم أثناء المحاولة، إلا أن الفرار من تلك المناطق مؤخراً، بات الشغل الشاغل لكل مدني لايزال يصارع للبقاء على قيد الحياة في ظروف الموت المحيطة بهم من كل جانب.

ولعل قصة أسماء العمر 32 عاماً خير مثالاً على ذلك، وهي نازحة من مدينة هجين قتل التنظيم زوجها قبل خمسة أشهر من خروجها من المدينة.

فالذكرى الوحيدة المتبقية لها عن زوجها، كانت صورة وحيدة تظهره مطعوناً في نواحي عدة من جسده، مع بيان من محكمة التنظيم تقر بسبب مقتله، حيث تصف العمر اللحظات التي تلقت فيها خبر مقتل زوجها، حينما دقت دورية للتنظيم مؤلفة من خمسة عناصر يرتدون أقنعة سوداء، باب بيتها، ليسلموها أوراقه الثبوتية مرفقة بصورته مقتولاً.

بأنها “من أقسى وأشد اللحظات التي واجهتني في حياتي، فهي محفورة في ذاكرتي طالما حييت، فالكلمات الفظة التي تلفظ بها العناصر وهم يصفون زوجي بالمرتد الهالك، لايزال وقعها يرن في ذاكرتي كأنها أمس”.

تقول العمر، “لقد قتلوا زوجي بتهمة باطلة بدون دليل وبرهان، بحجة محاولة الهرب والانضمام إلى صفوف الملاحدة والمقصود بهم هنا (قوات سوريا الديمقراطية)، وذلك بحسب البيان الموقع من التنظيم، مضيفة “أنا أحتفظ بالصورة لأنها كل ما تبقى لي من ذكرى زوجي”.

بينما تروي جمانة العلوان 26 عاماً وهي نازحة من مدينة دير الزور في بلدة #الباغوز لموقع الحل، عن معاناتها الأخيرة التي عاشتها تحت سيطرة التنظيم قبيل تمكنها من الهرب مع ذويها خارج البلدة، تقول “إنها فقدت زوجها بقصف للتحالف قبل سبعة أشهر، وعند مراجعتها للمحكمة الشرعية في البلدة، قبيل الشهرين، للتسجيل بخصوص المساعدات الإنسانية للأرامل، أراد مسؤولي المحكمة تزويجها بأحد عناصرهم، كونها وحيدة مع والدتها وطفلها الصغير ولا يوجد معيل لهم، وعند الإلحاح والتكرار في طلبهم ، تمكنت من الاختباء قرابة الشهر في منزل لأحد معارفها في أحد أحياء البلدة، حيث كان الحظ حليفها، عندما تمكنت قسد من السيطرة على الحي ذاته في مطلع سبتمبر الماضي”.

تستجمع العلوان ذكريات أليمة، لتسرد من خلالها قصة أخرى، بطلتها هنا نازحة من #العراق، تم رجمها في وسط البلدة أمام تجمع الأهالي وبحضور أعداد كبيرة من عناصر التنظيم أيضاً.

تقول إن “سيارتين توقفتا في منطقة السوق بوسط البلدة، ونزل منهما نحو قرابة التسعة عناصر برفقتهم امرأة، وأتوا بسيارة مليئة بالحجارة، حيث أذاعوا عبر مكبر الصوت، بأن المرأة متهمة بالزنا وحكمها الرجم بالحجارة حتى الموت”.

وتمضي العلوان بالقول: “دفع ثلاثة من العناصر المرأة فوقعت على الأرض، وبدأوا جميعهم برجمها بالحجارة لكنها تمكنت من النهوض والهرب ، فأمسكوا بها وأعادوها إلى نفس المكان، وقاموا برجمها من جديد، إلا أنها نهضت مرة أخرى من شدة الألم والدماء تسيل من كل مكان في جسدها ورأسها، لكنهم أعادوا مرة أخرى، إلى المكان ذاته وكرروا عملية الرجم من جديد”.

وتشير العلوان إلى أن “المرأة بعد كل هذا الضرب والألم، لم تفارق الحياة، حيث أمر القاضي المشرف على عملية الرجم، بإطلاق النار على رأسها، لتفارق الحياة بعد ذلك”.

شهادة أخرى مأساوية ترويها أم نوري 44 عاماً نازحة من هجين، عن صديقتها التي تعرضت للجلد من قبل عناصر الحسبة، لعدم ارتدائها الجوارب عند تواجدها خارج منزلها، الأمر الذي تسبب بإجهاضها على الفور بداخل المقر، فهي حامل في شهرها الرابع، ،حيث تم نقلها إلى مشفى المدينة آنذاك، لكن النزيف الحاد وقلة الأدوية والكوادر الطبية، أدى إلى مفارقتها للحياة بعد يوم كامل من الألم” تختتم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.