أيتام وأرامل ومرضى الغوطة الغربية.. الحرب أنهكتهم والمصالحات تزيد أوضاعهم سوءا

أيتام وأرامل ومرضى الغوطة الغربية.. الحرب أنهكتهم والمصالحات تزيد أوضاعهم سوءا

سليمان مطر – ريف دمشق

وجد المئات من المعوزين من الأرامل والأيتام وكبار السن والمرضى في #الغوطة_الغربية بريف #دمشق أنفسهم في وضع لا يُحسدون عليه بعد سيطرة النظام على المنطقة، وتوقف عمل عشرات الجمعيات والمؤسسات الإغاثية التي كانت تقدم لهم المساعدات والإعانات بشكل شهري، وتخفف عنهم أعباء الحياة المعيشية القاسية بسبب فقدانهم لمعيلهم أو عدم قدرتهم على الإنتاج.

وبسبب ظروف الحرب التي مرت بها المنطقة خلال السنوات الماضية فقد تضاعفت أعداد الأيتام والأرامل والمصابين، وترّدت أوضاعهم المعيشية بسبب عدم وجود مصادر دخل، أو مُعيل لهم يحمل ما تفرضه الظروف الاقتصادية الحالية من أعباء.

الناشط الإغاثي حمزة عباس ذكر لموقع الحل أنّ نشاط الجمعيات الإغاثية المعارضة والتي كانت مسؤولة عن ملفات أكثر من 3000 حالة في المنطقة توقف نهائياً مع سيطرة النظام عليها مؤخراً، حيث باتت هذه المناطق غير آمنة بالنسبة للناشطين، الذين كانت نشاطاتهم مرتبطة بوجود حرية العمل، والتي انعدمت مع خروج فصائل المعارضة وتسوية أوضاع المدنيين في المنطقة.

وأضاف عباس أنّ معظم الحالات التي كانت مسجلة لدى هذه المؤسسات تواجه ظروفاً معيشية قاسية، لا سيما وأنّ الأسعار مرتفعة، والاحتياجات متزايدة، حيث يحتاج الأطفال للحصول على دعم مالي للاستمرار بالتعليم. بينما المرضى وكبار السن بحاجة لمصاريف متعلقة بالعلاج، لا يمكنهم تأمينها نهائياً.

وتابع المصدر حديثه أنّ “نسبة قليلة من الحالات المحتاجة للدعم المالي تحصل على مساعدات متقطعة بين الحين والآخر، يقدمها تجار من المنطقة أو أقارب لهم، تسد نسبة قليلة من احتياجاتهم اليومية”.

في حين قالت زهرة العلي (أرملة من المنطقة) أنّ الوضع الحالي هو الأصعب منذ سنوات، حيث باتت بلا معيل، وبلا مساعدة من أحد، الأمر الذي دفعها للعمل في محل تجاري براتب قليل، لتغطية مصاريفها ومصاريف أيتامها الأساسية، من لباس وغذاء.

وأضافت العلي أنّ بعض الأشخاص عرضوا عليها الزواج مقابل كفالة أبنائها، إلّا أنّها رفضت ذلك بشكل قاطع كونها على علم بأنّ غاية هؤلاء الأشخاص ليست المساعدة وإنما الحصول على زواج مؤقت بهدف “المتعة”، حيث يستغلون ظروف النساء الصعبة لتحقيق غايات وصفتها “بالدنيئة”، حسب قولها.

كما أشارت زهرة إلى أنّ العمل الذي التزمت به أثّر بشكل كبير على حياتها الخاصة، وعلى أبنائها بشكلٍ مباشر، حيث لا تستطيع التوفيق في معظم الأحيان بين تعليم أبنائها وتدريسهم وبين عملها، إضافةً لاضطرارها للمكوث ساعات طويلة بعيدة عنهم، ما يجعلها في حالة قلق دائم.

وبحسب علي الأحمد (شقيق أحد مرضى الفشل الكلوي) فإنّ هناك جمعيات خيرية في العاصمة #دمشق تقدم المساعدات للمرضى، ولكن بطاقة قليلة مقارنةً بأعداد المرضى الموجودين، حيث تعتمد في عملها على تبرعات من السكان والتجار، وعلى مخصصات من الجمعيات الدولية المعنية في هذا الشأن في بعض الأحيان.

وأكدّ الأحمد أنّ كثير من العاملين في المؤسسات والجمعيات الخيرية في العاصمة دمشق، يتعاملون مع الحالات الإنسانية والصحية والمعوزين بطريقة “فوقية”، الأمر الذي يدفع الكثير من المحتاجين للمساعدة يعزفون عن هذه الجمعيات “حفاظاً على كرامتهم”، حسب تعبيره.

تجدر الإشارة إلى أنّ الأفرع الأمنية في المنطقة، لم تسمح للجمعيات الخيرية التي كانت تعمل قبل عام 2011 باستئناف أعمالها، حيث تعتبر الأفرع هذه الجمعيات مصدراً لدعم المعارضة، دون اعتبار جهودها ومساهمتها في تخفيف معاناة المدنيين الذين تعرضوا لأزمات كبيرة في السنوات السبع الأخيرة، وبذلك تكون قوات النظام قد أضرّت بالمدنيين من خلال قتل ذويهم ومعيليهم، وبإيقاف كل ما من شأنه مساعدتهم في ظروف معيشية قاسية، بحسب ناشطين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.