ليبراسيون: المرتزقة الروس في مناطق الصراع يعلنون الحرب على الكرملين

ليبراسيون: المرتزقة الروس في مناطق الصراع يعلنون الحرب على الكرملين

نشرت ليبراسيون منذ أيام تقريراً عن الحرب التي أعلنها من أسمتهم المرتزقة الروس، في مناطق مختلفة في العالم على الكرملين. فقد طالب العاملون في الشركات العسكرية الخاصة، التي تستخدمها روسيا بشكل واسع في مناطق الصراعات، بأن يتم الاعتراف بهم رسمياً من قبل الدولة الروسية والتي تنفي حتى تاريخ اليوم وجود هؤلاء لمرتزقة. حيث تأتي هذه المطالبات بعد أن قامت مجموعة من جمعيات المحاربين القدماء الروس، بإلقاء حجرٍ في المستنقع الراكد عندما أرسلت شكوى يوم الاثنين الماضي إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وذلك لملاحقة هذه الشركات العسكرية الخاصة التي تستخدم المرتزقة الروس في العديد من دول العالم لاسيما في سوريا وأفريقيا.

وفي حديثٍ لـ ليبراسيون، يبين افغيني شاباييف، الناطق الرسمي باسم حركة “أمام” ورئيس جماعة القوزاق في خوفرينو، بأن الأمر لا يتوقف على كون عدم وجود صفة رسمية للشركات العسكرية الخاصة في روسيا، وإنما كون “المرتزقة” صيغة محظورة أصلاً بموجب القانون الروسي. وبالتالي لا يمكننا الحديث عن شركات عسكرية خاصة وإنما عن مجموعات إجرامية! حيث يوضح شاباييف بأن المقاتلين المنخرطين في هذه المجموعات هم غالباً من العسكريين السابقين والمتقاعدين، وهم يأتون من الريف الروسي تجذبهم الرواتب العالية والتأمين على الحياة من أجل ذويهم دونما أدنى حد من الاعتراف بوجودهم أو من الحماية القانونية لهم. وبذلك يتم إرسال المرتزقة الروس إلى سوريا وغيرها من مناطق الصراع تحت صفاتٍ مختلفة، فتارةً ترى المرتزق جيولوجي وتارةً حارس أمني أو أي مسمى آخر غير المرتزق. وعقود عملهم لا تنص على أي نشاط عسكري. ولذلك فإنهم يعتبرون هؤلاء الناس ضحايا، وهم يبحثون اليوم عن إدانة أولئك الذين ينظمون هذا التجنيد غير القانوني.

ويبين التقرير بأن الشركات العسكرية الخاصة قد ظهرت بشكلٍ نسبي منذ فترة غير بعيدة إلى جانب الجيش الروسي. حيث يشير تقرير لراديو أوروبا الحرة إلى أول ظهور لهم في عام 2013 عندما تم استخدام مقاتلين روس في شركة خاصة مسجلة في هونغ كونغ على الأراضي السورية إلى جانب قوات بشار الأسد. وعند عودة هؤلاء المقاتلين إلى روسيا، تم توقيف العديد منهم. لتكتشف السلطات الروسية بعدها الفائدة التي مكن أن تجنيها إذا ما استخدمت هذه الكتائب من المرتزقة. حيث تم إرسال العديد منهم إلى شرق أوكرانيا لمساندة الانفصاليين الموالين لروسيا هناك. وبذلك باتت معارك دومباس حقل تجارب لاحظت من خلاله قيادة الأركان الروسية أهمية هؤلاء المرتزقة.

وهناك تحديداً تميزت بشكلٍ خاص مجموعة من المرتزقة بقيادة شخص يدعى ديمتري أوتكين وتسمى كتيبة “واغنير”. وفي عام 2015 تم استخدام هذه الكتيبة في سوريا إضافةً إلى عدّة ميليشيات خاصة أخرى.
وبحسب إذاعة أوروبا الحرة، فإنه وفي ذروة وجودها فقد كان هناك أكثر من ستة آلاف مرتزق روسي في سوريا. لكن تورطهم انكشف في ليلة السابع من شهر شباط الماضي عندما قصفت الطائرات الحربية الأمريكية كتيبة “واغنير” في ريف دير الزور. ليخرج بعدها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ويعترف على استحياء بمقتل “خمس مواطنين روس”. لكن الصحافة تحدثت عن مقتل المئات من المرتزقة الروس في تلك الليلة. ومنذ ذلك الحين، وآثار المرتزقة الروس تظهر بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم: سوريا وأوكرانيا وكذلك في السودان وزيمبابوي وجمهورية أفريقيا الوسطى. وفي 31 تموز الماضي، قتل ثلاث صحفيين روس في روسيا أثناء قيامهم, وفق العديد من المصادر، بالتحقيق حول وجود مرتزقة كتيبة “واغنير” في البلاد.

وتختم ليبراسيون تقريرها بالتوضيح كيف أن المشاركة المتزايدة لهذه الشركات العسكرية الخاصة في جميع أنواع مسارح العمليات تعني زيادة المخاطر والمزيد من المرتزقة الذين يخلفهم أرباب عملهم ورائهم. حيث يبين شاباييف قائلاً: “في عام 2015، كنا نستقبل بالكاد طلب أو طلبين في الشهر للمساعدة. أما اليوم، فنحن نستقبل مئات الطلبات. لم يعد بإمكاننا مساعدة هؤلاء الرجال وعائلاتهم الوحيدة. لذلك نحن نطالب اليوم بالحصول على صفة رسمية وقانونية لهم”. ويضيف موضحاً بأنه ليس من الممكن في أي حالٍ من الأحوال شجب استخدام روسيا للمرتزقة، ناهيك عن تورط روسيا في أفريقيا وسوريا. فاستخدام المرتزقة لا يستوجب الشجب بحد ذاته، وهو أمر تقوم به العديد من الدول في العالم. فإذا كانت الحكومة الروسية تعتقد بأنها بحاجة إلينا، فلا بأس من فعل ذلك. لكن عليها كذلك الاعتراف بهؤلاء الناس. ويقول شاباييف مستنكراً: “الجميع يطلب منا التوجه إلى وزارة الدفاع، لكن الجواب الوحيد الذي استطعنا الحصول عليه هو أن الشركات العسكرية الخاصة غير قانونية ومن يعمل معها مجرمون. لم يعد أمامنا من أحدٍ نلتجئ إليه سوى العدالة الدولية! وإن كانت محكمة الجنايات الدولية قادرة على حمايتهم، فلدينا الكثير من الشهود المستعدين للكلام أمامها”. وعند سؤاله عن المخاطر التي قد يتعرض لها الشهود، أجاب شاباييف بعد أن سكت لبرهة: “في بعض الأحيان يكون تعرضك للخطر إذا ما تحدثت أقل منه إذا ما صمتّ. في يومٍ أو آخر، عليك تحمل مسؤولية أفعالك”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.