في صحيفة لوبوان الفرنسية: انتهاكات بالجملة تعرض لها مدنيون في عفرين

في صحيفة لوبوان الفرنسية: انتهاكات بالجملة تعرض لها مدنيون في عفرين

نشرت صحيفة لوبوان الفرنسية يوم أمس تقريراً عن لقاءٍ أجرته مع بعض الناجين من أهالي عفرين، بعد أن فرّوا من “الجهاديين وحلفائهم” وفق ما سمتهم الجريدة، إلى قريةٍ صغيرة في محاولةٍ لإعادة بناء وترتيب حياتهم. حيث يقول أمين رجدي للجريدة “لقد تم تدمير هذا الجيل بالكامل”. ويستعرض أمين مع أصدقاءٍ له في صالونه “الفظائع التي كانوا شهوداً عليها” عندما اجتاحت الفصائل المدعومة من #تركيا مدينتهم عفرين في شمال غرب سوريا.

تبين الجريدة أن أمين وعائلته وجدوا أنفسهم “عالقين في الفخ” وهم من الأيزيديين، الذين يقول التقرير إنهم “أقلية دينية تكرّس طقوس ما قبل الإسلام. ففي عام 2014، ذبح تنظيم الدولة الإسلامية عدّة آلاف منهم في شمال سنجار وخطف واستعبد واغتصب نسائهم وغيّر ديانة أطفالهم. وفي عفرين وبالنسبة لما يقارب الثلاثين ألف إيزيدي الذين يعيشون هناك، فقد تم تكرار السيناريو بداية عام 2018. حيث تم تدمير القبور وأجبر الإيزيديين على اعتناق الإسلام، بالإضافة إلى الخطف والابتزاز لطلب الفدية والاغتصاب”.

ويتذكر أمين بحزن ما جرى وقتها قائلاً “لم نخرج وقتها أبداً وأخفينا أننا إيزيديون، وإلا كانوا استعبدونا هذا إذا لم يقتلونا”. ويضيف: “عندما كنت أسير مرةً في أحد الشوارع، أطلق مقاتل من عشيرة الشعيطات النار على الأرض بين قدمي من بندقيته ليخيفني ولكي أشيح بنظري. لقد كان مظهر مقاتلي شعيطات مريعاً: كانت لحاهم طويلة ويسيرون حفاة الأقدام. ابني الصغير كان ولا يزال يخاف منهم كثيراً”. ويبين التقرير بأن أغلب هؤلاء المقاتلين من “الشعيطات ينتمون لجماعة جهادية واحدة تدعى أحرار الشرقية. وهي جماعة منشقة عن تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النُصرة”، وقد كان لفصيل أحرار الشرقية “دور كبير في الانتهاكات التي مورست ضد المدنيين في عفرين” وفق ما يرد في التقرير.

وينقل التقرير عن “الإدارة الكردية في عفرين”، والتي قال إنها “في المنفى شمال شرق سوريا اليوم”، بحسب وصفه. أنه “تم طرد أكثر من 200 ألف شخص من أصل 300 ألف من السكان الأصليين في عفرين. بينما بقي ما بين 50 ألف إلى 100 ألف وفق بعض المصادر”. فيما يرد أن “أكثر من 70 ألف سوري مهجّر في عفرين ومحيطها، تم توطينهم في المدينة”، على حد ما ورد.

من جهةٍ أخرى يبين التقرير بأن المعارك بين من وصفهم بـ “المجموعات الجهادية” ليست سوى أصغر هموم المدنيين هناك “فمنذ الثامن عشر من شهر آذار الماضي وصور عفرين وهي تُنهب وتخرّب تدور جميع أنحاء العالم. ولعل أهم المسروقات من عفرين كانت زيت الزيتون الذي تشتهر به بساتينها والذي بات معروفاً عالمياً”، وفق التقرير.

ويرد في التقرير أن الخطف “بات يومياً، فما أن يعلم الإسلاميون بأن عائلةً ما لديها المال، حتى يأتوا ليأخذوا كل شيء، أو يخطفون أحد أفراد هذه العائلة ليجبروه على دفع الفدية”. فيما يروي أمين بأنه كان له في قرية عيسكو صديق غني “فجاء الجهاديون وحبسوا العائلة بأكملها في غرفة واحدة ومن ثم سرقوا كل شيء من مجوهرات وأجهزة كمبيوتر وهواتف ومبلغ 500 ألف ليرة سورية. وعند مغادرتهم، لاحظوا أن فتاة صغيرة ترتدي حلق وأساور، فأخذوا المجوهرات أيضاً. وفي النهاية، تمكّن أمين من مغادرة المنطقة مع عائلته والوصول إلى إحدى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في الشرق بعد أن دفع مبلغ 600 دولار لأحد المهربين”، بحسب قوله.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة