جي فورم: أمريكا ستحافظ على وجودها رغم انسحاب قواتها من سوريا

جي فورم: أمريكا ستحافظ على وجودها رغم انسحاب قواتها من سوريا

نشر موقع جي فورم الإسرائيلي الناطق باللغة الفرنسية بالأمس، تقريراً كشف فيه عن نوايا الولايات المتحدة الأمريكية بالحفاظ على وجودها بعد انسحاب قواتها من شمال شرق سوريا. حيث تعتزم وزارة الدفاع الأمريكية استخدام وحدات صغيرة من قواتها الخاصة للقيام بمهام ضدّ تنظيم داعش في سوريا، وذلك بمجرد انسحاب قواتها بشكل رسمي من البلاد. وقد سبق لصحيفة نيويورك تايمز أن نشرت تقريراً سرّبت فيه معلومات مشابهة في الثاني والعشرين من الشهر الحالي نقلاً عن مسؤولين أمريكيين.

ويبين التقرير بأنه ووفقاً للخطة الجديدة، فسيتم إعادة نشر القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا اليوم، والتي تقدّر بألفين جندي، في العراق بدلاً من بقائهم في سوريا. حيث سيتم استخدامهم في عمليات خاصة على الأراضي السورية. الأمر الذي سيسمح للبنتاغون بمواصلة دعم قوات سوريا الديمقراطية وكذلك بمواصلة حملتها الجوية ضد تنظيم داعش في سوريا. وسيقوم البنتاغون بتقديم خطته هذه إلى الرئيس ترامب قبل أن يغادر وزير الدفاع جيمس ماتيز منصبه. وبالرغم من أن البنتاغون لم يعلّق بعد على ما ورد من تسريبات عن صحيفة نيويورك تايمز، إلا أنه سبق وأن أعلنت دانا دبليو وايت، المتحدثة باسم البنتاغون، في الحادي والعشرين من الشهر الحالي بأن الجيش الأمريكي سيواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا، من المكان الذي يعمل فيه، لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. ومع ذلك فإنه ليس من الواضح بعد فيما إذا كان ترامب سيصادق على هذه الخطة. خاصةً وأن تكلفة العمليات في سوريا والضغوط القوية من الجانب التركي هي الأسباب الرئيسية لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، وخطط البنتاغون الجديدة لا تعالج أياً من هذه المشاكل بشكلٍ مباشر.

من جهةً أخرى كشف التقرير عن رسائل تطمينية قدمها كبار المسؤولين الأمريكيين ليلة الجمعة الماضية لعدد من زعماء الشرق الأوسط للتخفيف من قلقهم. ولعل أبرز ما ورد في هذه الرسائل بأن الأمريكيين وإن غادروا شرق وشمال سوريا, إلا أن الولايات المتحدة لن تهجر هذا الجزء من البلاد, وإن لم يكشف المسؤولون الأمريكيون طبيعة استمرارية هذا الوجود. كما أن الإدارة الأمريكية لن تتخل عن الأكراد كما يقال الآن وأن الأكراد يعرفون ذلك. والدليل على ذلك أن القوات الكردية لم تتراجع عن خطوط الدفاع الأولى في مواجهة تنظيم داعش. وإن كان قد صرّح ترامب بأن سحب القوات الأمريكية من سوريا سيتم خلال شهرين على الأكثر, إلا أن الجدول الزمني الأكثر واقعية سيكون من أربع إلى ستة أشهر. وفي هذه الأثناء، ستشهد سوريا حتماً العديد من التطورات التي قد تستدعي من واشنطن مراجعة خططها.

ويختم موقع جي فورم تقريره بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية والعراق اليوم في مفاوضات متقدمة لنشر القوات العراقية الخاصة (الفرقة الذهبية التي هزمت تنظيم داعش) على الحدود السورية العراقية. وبذلك سيتم قطع الطريق الذي تتخذه الميليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية للعبور إلى سوريا. كما سيتم نشر جزء من القوات العراقية الخاصة هذه في محافظة الأنبار. وفي هذا الصدد، أعلن محمد الدليمي، أحد قادة العشائر العربية في الأنبار، في الثاني عشر من الشهر الحالي بأن الجيش الأمريكي سيبني قاعدة جديدة على خط التماس الذي يفصل الأنبار عن محافظة نينوى. الأمر الذي سيضع القوات الأمريكية على بعد ثلاثين كيلومتر في شمال نهر الفرات وبالقرب من الحدود السورية، وهو ما يعزز خطط البنتاغون في الحفاظ على الوجود الأمريكي في سوريا بعد أن تنسحب القوات الأمريكية منها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.