طلاب الجامعة من الغوطة الغربية إلى دمشق.. بين خوف يومي من الاعتقال وحلم إتمام الدراسة

طلاب الجامعة من الغوطة الغربية إلى دمشق.. بين خوف يومي من الاعتقال وحلم إتمام الدراسة

سليمان مطر – ريف دمشق

يسعى طلاب منطقة #الغوطة_الغربية بريف #دمشق للتغلب على ظروفهم المعيشية الصعبة وتحقيق نجاحهم ليخرجوا من أوضاع عاشوها على مدار السنوات الماضية، وسط تهميش حكومي وإهمال شعبي لمتطلباتهم واحتياجاتهم.

وتتمثل معاناة هؤلاء الطلاب في أكثر من نقطة أبرزها الوضع الأمني والتكاليف المالية، إضافةً للمعاملة التي يتلقونها من بعض مسؤولي الجامعات والمعاهد بسبب قدومهم من مناطق يعتبرونها “معارضة” بسبب خروجها خلال السنوات الماضية على النظام ومشاركتها في الأنشطة المناهضة له.

سامية الأحمد (طالبة في كلية الآداب) قالت لموقع الحل إنّها “تواجه صعوبات كبيرة في تأمين احتياجاتها الدراسية، لا سيما وأنّها فقدت والدها المعيل الوحيد، والذي تعرض للاعتقال على حواجز النظام منذ أربعة أعوام ولم يتم الإفراج عنه أو حتى الكشف عن مصيره.

وأضافت سامية أنّها بدرجة أولى تفتقد لوالدها الداعم لها في مسيرتها التعليمية، إضافة لمعاناتها في تأمين المال لدفع تكاليف المواصلات وشراء المحاضرات وباقي مستلزماتها الدراسية، حيث قالت إنها تشعر بأنّ دراستها عبارة عن “أعمال شاقة” لما تواجهه من مصاعب، حسب قولها.

بدوره قال عبيدة العلي (طالب في المعهد التقاني) لموقع الحل إنّ الوضع الأمني يؤثر سلباً على دراسته، حيث تعرض للتوقيف ثلاث مرات على حواجز النظام أثناء ذهابه إلى الدوام بسبب وجود كلمة “تسوية” بجانب اسمه على “الفيش” الموجود لدى تلك الحواجز، علماً أنّه لم يشارك في أي نشاط معارض ضد النظام، وقام بالتسوية فقط للحصول على تأجيل للخدمة الإلزامية، وهذا ما لا يصدقه عناصر النظام الذين يلوحون له بالاعتقال كلما رغبوا بتخويفه.

وأضاف العلي أنّ الوضع الأمني ليس خاصاً به بل هناك عشرات الطلاب الذي باتوا يفكرون جدياً بترك الدراسة والمكوث في منازلهم خوفاً من الاعتقال، مؤكداً أنّ أكثر من ثمانية طلاب قرروا ترك الدراسة والسفر عبر التهريب إلى #لبنان للبحث عن عمل والحصول على الأمان الذي فقدوه في بلدهم بسبب ممارسات النظام وعناصره.

ويعتبر الحصول على مكان في السكن الجامعي لطلاب المنطقة من دون “واسطة” أمراً مستحيلاً، حيث يعتبرهم المسؤولون عن السكن غير مستحقين وأنّ هناك من هم بحاجة أكثر، وذلك فقط لأنّ مناطقهم التي قدموا منها تصنف على أنّها معارضة، الأمر الذي يُجبر الكثيرين على دفع الرشاوي أو استجداء عطف المتنفذين والمسؤولين عن حاجاتهم لتأمين سكن يوفر عليهم مشقة الطريق الطويل والتكاليف العالية المترتبة عليه.

وبحسب ناشطين فإنّ الطلاب من المناطق التي تم تصنيفها “حسب أهواء مسؤولي الجامعات” على أنّها معارضة يسعون لمحو هذه الصورة عنهم بشتى الوسائل، لما يعانوه بسببها، فقد شهدت الفترة الماضية تسجيل مئات الطلاب في “الهيئة الطلابية” واتحاد الطلبة (هيئة أمنية تابعة بشكل مباشر للأفرع الأمنية)، حيث يتم توكيلهم بمهام إضافية بدون مقابل.

الناشط محمد سليمان ذكر لموقع الحل أنّ حواجز النظام قامت باعتقال مئات الطلاب خلال السنوات الماضية، أفرجت عن قسم منهم وأبقت معظمهم في السجون، ليفقدوا مستقبلهم الدراسي، ولتبقى هواجس الاعتقال أمام كل طلاب المنطقة، حسب قوله.

وأضاف المصدر أنّ لجان المصالحة تعهدت للطلاب بأنّهم ستحميهم من الاعتقال وأنّ قوات النظام ستمنع أي شيء من شأنه التأثير على دراستهم، وهو ما لا يثق به الطلاب، خصوصاً وأنّ التعهدات السابقة التي تم خرقها وعدم الالتزام بها كانت كفيلة برسم صورة نهائية للنظام وتعهداته لدى المدنيين.

وبهذا فإنّ طلاب الغوطة الغربية يواجهون مشاكل متعددة لم يجدوا لها حلولاً سوى المغامرة للتغلب عليها، وعلى الرغم من خطورة خياراتهم في معظم الأحيان إلّا أنّ المنطقة خرجّت متفوقين على أكثر من مستوى، جعلوا من معاناتهم فرصةً لإثبات جدارتهم في مجتمعهم، بحسب ناشطين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.