اعتبروا تصرفاته “استفزازاً”: كيف تفاعل العراقيون مع مواطنهم الذي أقصاهم من كأس أمم آسيا؟

اعتبروا تصرفاته “استفزازاً”: كيف تفاعل العراقيون مع مواطنهم الذي أقصاهم من كأس أمم آسيا؟

كرار محمد – بغداد

ودع المنتخب الوطني العراقي، بطولة كأس أمم #آسيا، بعد خسارته أمام نظيره القطري بهدف مقابل لا شيء، فيما سجل الهدف القطري لاعب عراقي الأصل هو بسام الراوي، وأشعلت تصرفات الأخير شبكات التواصل الإجتماعية.

وأحرز بسام الراوي مدافع قطر، الذي كان والده هشام الراوي يلعب في منتخب العراق في تسعينيات القرن الماضي، هدف اللقاء الوحيد من ركلة حرة في الدقيقة 62.

وشهد الشوطان سيطرة واضحة للمنتخب العراقي، إلا أن جميع محاولاته للتسجيل باءت بالفشل.

ابن العراق “يسنفز” العراقيين

واحتفل اللاعب الذي فاز بلقب نجم المباراة، بطريقة استفزت العراقيين، حيث هاجمه الجمهور بشكل حاد على طريقة احتفاله معتبرينه “إنكاراً لأصله”، بحسب وصفه، الأمر الذي دفع اللاعب بعد نصف ساعه ليكتب تدوينة عبر صفحته في فيسبوك جاء فيها: “قطري الجنسية”.

واللافت أن صفحة الراوي الشخصية اشتعلت بالمعلقين، فخلال دقائق تجاوزت التفاعلات على صفحته الشخصية 10 آلاف بين شتم وسباب وانتقاد وهجوم، الأمر الذي دفع اللاعب بعد ساعة من عمر المباراة ليغلق صفحته الشخصية في فيسبوك.

وقبل ذلك، نشر الراوي مقطعاً يظهر احتفاله مع زملائه في غرفة تبديل الملابس للمنتخب القطري، ويهتف “شكَيناهم شك”، ما أثار حفيظة العراقيين ودفعهم للهجوم عليه.

https://www.facebook.com/113214159606390/videos/357907144794713/

بسام بين العراق وقطر

من جهته، استغرب والد اللاعب المجنس، نجم المنتخب العراقي السابق هشام الراوي، ما سماه “الهجمة التي استهدفت نجله”.

حيث قال بعد ساعة من المباراة، للتلفزيون العراقي: “أستغرب هذه الهجمة وحملة السباب والشتم.. جلبت ابني لكي يلعب للمنتخب العراقي الأولمبي عام 2015 وتم طردنا”.

وأضاف: “هناك لاعبون عراقيون من جيلي ومن الجيل الذي قبله لعب أولادهم لمنتخبات أخرى غير العراق، ولم تشن عليهم هكذا هجمة”. متابعاً: “الحملة التي شنت ضدي بمواقع التواصل الإجتماعي أدخلتني بأزمة صحية”.

إلى ذلك، علق مدرب المنتخب العراقي الأولمبي لعام 2015، عبد الغني شهد، عبر صفحته في فيسبوك، قائلاً “أنفي ما تم ذكره وهو كلام يراد به بطل”، مضيفاً أن “هشام الراوي صديق عزيز لكنه لم يأتني لضم ابنه للمنتخب آنذاك”.

جدير بالذكر أن هشام الراوي والد بسام، شارك في تصفيات بطولة أمم آسيا 1996 التي جرت في الأردن وتمكن منتخب العراق من حجز بطاقة التأهل إلى النهائيات التي جرت في الإمارات في العام نفسه.

ماذا قالت أستوديوهات الرياضة؟

إلى جانب الجماهير، انتقد المحللون الرياضون الراوي على تصرفاته معتبرينها “مستفزة”.

حيث قال الإعلامي الرياضي محمد البكيري إن “احتفال اللاعب على ناديه السابق غير مقبول وهو على مستوى الأندية فما بالك على مستوى الوطن؟”.

واتفق معه الإعلامي عادل البطي الذي قال إن “إستفزاز إخوتك وشعبك لم يكن مناسباً”.

فيما سرد الإعلامي الرياضي حيدر زكي قصة مختلفة عن اللاعب.

https://www.facebook.com/studioaljmaher/videos/vb.455452987907527/2440438076026582/?hc_location=ufi

عتاب عراقي

وعاتب عدد من العراقيين الرواي بشكل جدي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فيما استغرب آخرون هذا الأمر، واستذكروا الكفاءات العراقية المغتربة، والتي كان العراق بيئة طاردة بالنسبة لها.

ورغم أن بعض العراقيين وجدوا عذراً للراوي باللعب لقطر، لكنهم عاتبوه على فرحته بتسجيله هدفا بمرمى منتخب وطنه، وعدم اعتذاره للجمهور العراقي كما جرت العادة في كرة القدم، حيث كتب أحد المعلقين على صفحة الراوي: “عادي إذا لعبت لفريق احتضنك وقدملك اشياء بلدك ما قدمها وعادي تسجل وياهم بس تفرح بالهدف وماتعتذر من الجمهور العراقي لا”، بحسب وصفه.

ولم ينته الأمر لدى الجمهور حتى تم ربط الموضوع بالسياسية، متسائلين عن سبب كمية الانتقادات واللوم لبسام الرواي وهو لاعب كرة قدم “في حين أن هناك سياسيين عراقيين قاتلوا ضد الجيش العراقي في حربه مع إيران، إلا أنهم اليوم يحظون بنفوذ ومناصب مهمة في الحكومات العراقية المتعاقبة”. وفق تعبيرهم، وذلك في إشارة لرئيس تحالف الفتح هادي العامري، وزير النقل الأسبق، بحسب قولهم.

جدير بالذكر أن الدور المقبل من البطولة سيشهد مواجهات قطر وكوريا الجنوبية، وفيتنام واليابان، والصين وإيران، والإمارات وأستراليا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.