في الشمال السوري… ارتفاع في أسعار اللحوم وتهديد بنقص الثروة الحيوانية

في الشمال السوري… ارتفاع في أسعار اللحوم وتهديد بنقص الثروة الحيوانية

إدلب (الحل) – ما تزال المجالس المحليّة في الشمال #السوري تواصل واحداً تلو الأخرى إصدار البيانات والتعاميم، منعاً وتحذيراً من نقل المواشي، خارج الحدود الإدارية لتلك المناطق، وذلك بعد الارتفاع الكبير في أسعارها بعموم مناطق الشمال السوري.

وبدأ مجلس اعزاز الأسبوع الماضي بتحذير أصحاب وتجار المواشي من نقلها خارج المدينة، عبر إصدار بيان لحقته به مجالس العديد من القرى والبلدات بريف #حلب بينها عفرين وصوران، حيث منعت خلاله إخراج المواشي بأنواعها “أبقار، ماعز، أغنام“، مبررةً ذلك الحفاظ على الثروة #الحيوانيّة وبسبب ارتفاع الأسعار في المنطقة.

ويؤكد أحمد الصالح (تاجر أغنام يعمل في ريف حلب الشمالي) أن ارتفاع أسعار #المواشي انعكس سلباً على أسعار اللحوم في عموم أرياف حلب، حيث وصل سعر الكيلو الواحد من لحم الغنم إلى ٣٢٠٠ ليرة سورية بعد أن كان لا يتجاوز ٢٥٠٠ ليرة خلال الفترة الماضية.
ويضيف «الصالح» خلال حديثه لموقع “الحل” أن سبب ارتفاع أسعار #اللحوم والمواشي في مناطق ريف حلب الشمالي يعود لتصدير بعض التجار نسبة من المواشي لديها، وتهريبها إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

ويقول «الصالح»، بعض التجار عمدوا بتهريب الأغنام إلى مناطق سيطرة «قسد»، حيث تشهد المناطق الشرقية ارتفاعاً مضاعفاً في أسعار اللحوم، قياساً بمناطق ريف حلب، ومع تصدير هذه الكميات من المواشي وصلت الأزمة إلى ريف حلب، وارتفعت أسعار اللحوم بشكل كبير نتيجة ندرة الأغنام وارتفاع سعرها“.

أزمة ارتفاع أسعار اللحوم وصل صداها إلى محافظة إدلب، وبدأت تعاني من ارتفاع أسعار لحم الغنم والأبقار، نتيجة غلاء أسعار الماشية وندرتها، ويعود السبب إلى نقل المواشي إلى مناطق سيطرة النظام، وذلك عن طريق معبر أبو الظهور الذي افتتحته قوات النظام العام الماضي، حيث يعود الكثير من الأهالي إلى منازلهم بعد سيطرة النظام على البلدة مصطحبين مواشيهم ما أدى لتراجع نسبتها في مناطق سيطرة المعارضة بمحافظة إدلب.

ارتفاع أسعار اللحوم في أسواق الشمال السوري، جعل الكثير من الأهالي يعزفون عن استهلاكها، وعن ذلك يقول كريم خوجا (أب لعائلة مؤلفة من خمسة أفراد وزوجته) في السابق كنت أشتري من ٢ – ٤ كيلو لحم غنم شهرياً، الآن أصبح اعتماد عائلتي الكلي على لحم الدجاج، كما أصبح لحم الضان سعره مرتفع جداً وفوق قدرة المواطن الذي يعيش هنا“.

أما عبد الله بسّوت فيقول “انا لا أتابع سعر لحم الضان أصلاً، وذلك لأن سعره القديم لم أكن أستطع شرائه أو الاقتراب من بائعي لحوم الغنم، ونحن نعتمد على لحم الدجاج الذي يعتبر أرخص بكثير مقارنة بلحم الغنم والماعز“.

ندرة المواشي في مناطق الشمال السوري، تنذر بأزمة ليست فقط بأسعار اللحوم في الأسواق، بل يتعدى ذلك بتهديد يستهدف الثورة الحيوانية في المنطقة فيما لو استمرت الأزمة، وعن ذلك يقول تاجر المواشي (أحمد الصالح) “يجب على الجهات المعنية دق ناقوس الخطر، لأن الثروة الحيوانية في المنطقة دخل مرحلة الخطورة، ومنع إخراجها من المنطقة ليس الإجراء الوحيد الذي يحفظها، فيجب تقديم الدعم لمربي المواشي، وتأمين مستلزماتهم ليتسنى لهم الاستمرار في عملهم ورفع أعدادها في المنطقة.

إعداد: فتحي سليمان

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.