الحشد الشعبي “يُنظّف” نفسه من “الوهميين”.. لكن هل سيحاسب الطائفيين؟

الحشد الشعبي “يُنظّف” نفسه من “الوهميين”.. لكن هل سيحاسب الطائفيين؟

بغداد- وسام البازي

يبدو أن مديرية هيئة “الحشد الشعبي” التابعة لرئاسة مجلس الوزراء العراقي، قد باشرت فعلياً بحملاتها الأمنية التي كانت قد توعّد بها القيادي في الحشد “أبو مهدي المهندس” بتنظيف وتطهير الفصائل المسلحة من المنتحلين لصفة الحشد وإغلاق المقرّات الوهمية، إذ لم تمر على حادثة اغلاق مكاتب حركة “#أبو_الفضل_العباس” واعتقال زعيمها #أوس_الخفاجي، أيام قليلة، في ظروفً غامضة، حتى تم اعتقال زعيم حركة “علي الصكري” التي يديرها علي الصكري، وإغلاق ثلاثة مقراتٍ تابعة له.

وأغلقت قوات “أمن الحشد” أربعة مقرات تابعة لأوس الخفاجي، الخميس الماضي، واقتيد  الخفاجي إلى محكمة تابعة للحشد وحتى الآن لا يُعرف أي شيء عن الرجل، حتى أن رئاسة الوزراء- وهي المسؤولة عن الأمن في البلاد وعن #الحشد_الشعبي- لم تُعلق على الحادثة، وكأن ما يحدث في بلادٍ غير #العراق، بحسب مراقبين.

في حين أفادت مصادر لـ “الحل العراق”، بأن “اعتقال #الخفاجي جاء بعد رفض الأخير تسليم مقراته لعناصر أمن الحشد، الذي اقتحموه بمنطقة الكرادة ببغداد، وأنه ما يزال موقوفاً وإن التحقيقات جارية معه، ولم يتعرّض لأي إهانة أو ضرب أثناء التحقيقات”.

وأعلنت، الأحد، مديرية الأمن في هيئة “الحشد الشعبي”، عن إغلاقه ثلاثة مقرات وهمية تنتحل صفة الحشد، مشيرةً إلى اعتقال أحد المزورين برتبة لواء ركن، وذكر بيان صدر عن المديرية أن “العملية جاءت بناء على استمرار الحملة الوطنية لإغلاق المقار الوهمية وتنظيف الحشد من منتحلي الصفة”.

مبيناً أن “قوة أمن الحشد الشعبي واستناداً لأوامر قضائية؛ داهمت مقرّ ما يسمى بائتلاف صقور دولة العراق في ساحة الواثق بمنطقة الكرادة فوجدت أوراقاً مزورة وسجلات متاجرة بعقارات الدولة باسم هيئة الحشد”.

وأوضح أن “المقر الثاني يحمل اسم الانتفاضة الشعبانية في منطقة الباب الشرقي بقيادة (علي الصكري) ينتحل صفة الحشد الشعبي ويحمل رتبة لواء ركن وبحوزته العديد من الباجات المزوّرة، وإن المكان الثالث في منطقة السعدون بلا اسم يحتوي على وثائق مزوّرة باسم الحشد ويحتوي على مشروبات كحولية، وإن أمن الحشد يؤكد استمراره بغلق جميع المقرات الوهمية في بغداد والمحافظات والتي يدعي أصحابها انتماءهم للحشد من مقرات وأشخاص”.

في السياق، قال مسؤول في الحشد علي السيد صافي، إن “الخطط الجديدة التي تعمل عليها القيادات في الحشد الشعبي، هو التخلّص من الذي تسبّبوا بسمعة سيئة للفصائل المسلحة التي تسرق الناس، وتجبر أصحاب المحال التجارية على دفع الأتاوات، فضلاً عن الابتزاز والخطف الذي تمارسه”.

مؤكّداً لـ”الحل العراق”، أن “عمليات التنقية التي تجري حالياً، كان من المفترض أن تكون قبل أكثر من عامين، لكن ظروف البلاد السياسية والأمنية حالت دون تنفيذها، وحان الآن موعدها، وهناك سلسلة أسماء سيتم محاسبتهم على سرقة تضحيات الحشد ودمائه، وتنفيذ مخططات اقتصادية وإرهابية تحت راية صفته”.

السياسي المعارض عبد اللطيف العمري، في اتصالٍ مع “الحل العراق”، نوّه إلى أن “الحشد الشعبي لا يريد تنظيف نفسه، بالمعني الإيجابي الذي ينتظره العراقيون، إنما يريد تصفية كل من يتحدث بالضد من توجهاته تحت ذريعة اتحال صفته”.

موضحاً أن “أوس الخفاجي هو قائد أول فصيل قاتل في سوريا إلى جانب النظام السوري، وظل يعمل لسنوات تحت حمى منظومة الحشد الشعبي، وإن قرار اعتقاله لم يجيء بسبب عدم انتمائه للحشد، إنما بسبب تصريحاته الأخيرة التي بان عليها رفضه لتدخلات طهران بالشأن العراقي الداخلي”.

ولفت إلى أن “الحال نفسه ولكن لسبب آخر تم اعتقال علي الصكري، لأن الأخير يمارس نشاطات تجارية في منطقة الباب الشرقي ببغداد (وسط البلد)، ولا نعرف لما اعتُقِل الصكري في هذا التوقيت، خصوصاً  أنه قد صال وجال مع كافة القيادات الأمنية والسياسية في السنوات السابقة”.

وتزخر العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية بمئات المقرات التابعة لفصائل غير معروفة الارتباط والإدارة، وهي بعلم الحكومة العراقية والحشد الشعبي، لكن خلال الفترة الماضية لم تسجل حالة إغلاق أي مقر، أو اعتقال قيادات ادّعت انتماءها للحشد الشعبي، وهو ما يرجح فرضية أن سبب اعتقال الخفاجي والصكري، جاء بسبب انتقاداته لإيران والموالين لها في العراق، إثر اغتيال الروائي والكاتب علاء مشذوب.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.