دمشق (الحل) – تستمرّ تأثيرات المنخفض الجوي الذي يضرب جنوب سوريا، مع تساقط غزير للأمطار التي تجاوزت معدّلاتها السنوية لأوّل مرة منذ خمس سنوات.

وبلغ مجموع الأمطار وما يعادلها من ثلوج هطلت على دمشق بـ 252مم، فيما كانت الكمية لا تتجاوز الـ 78مم في العام الماضي، بينما يبلغُ المعدّل السنوي 204 مم. وفق أرقام دائرة الأرصاد الجوية للسنوات الماضية.

وبحسب نشرة الاستمطار، الصادرة عن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، فقد هطل على دمشق 44 ملم خلال 48 ساعة الفائتة، وسجلت هطولات ثلجية على المرتفعات في ريف دمشق.

وأدى كميّات الأمطار لفيضان مبكر لنبع عين الفيجة، ووصل نهر بردى إلى منبعه في منطقة العتيبة في الغوطة الشرقية، وبكثافة مقارنة بالتاريخ ذاته مع الأعوام السابقة.

وتوقّع مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها، محمد شياح، أن تنفجر ينابيع جديدة في فصل الربيع لهذا العام، بعد ذوبان الثلوج على سفوح جبال لبنان المشرفة على منطقتيّ الزبداني وبلودان.

وانعكس وضع الأمطار في دمشق خيراً على المواطنين، إذ اضطرت الجهات المعنية في حكومة النظام على تزويد عدد ساعات وصول المياه للمنازل، إذ وصل إلى 12 ساعة يومياً، بعد أن كانت المدّة لا تتجاوز الـ 4 ساعات يومياً. كما ساعات تقنين الكهرباء التي أضحت في الفترة الأخيرة عقوبة يومية للمواطنين.

ويشكّل نبع عين الفيجة خزّان مياه الشرب الأساسي للعاصمة ومحيطها، وتعاني منطقة عين الفيجة حالياً من هجرة سكّانها بعد عمليات عسكرية طاحنة شهدتها المنطقة مطلع العام 2017، أفضت في نهايتها لخروج المقاتلين وعشرات العوائل باتجاه الشمال السوري.

وبقيت المنطقة التي كانت أشهر مصايف دمشق، مهجورة ومُهملة ويُحيط بها الدمار، ولم ترجع بعد عجلة الدوران للمطاعم والمقاصف الشهيرة على جانبي نهر بردى في عين الخضرة وعين الفيجة.

وعانت دمشق خلال العامين الماضيين من مشاكل عديدة في تأمين مياه الشرب نتيجة للأوضاع الأمنية التي سادت في منطقة عين الفيجة، وتراجع نسب الهطول.

ويأملُ أصحاب تلك المنتجعات وسكان المنطقة أن يُسمح لهم بالعودة، مع تقديم التسهيلات اللازمة من أجل إعادة إعمار منازلهم ومساكنهم، وعودة الحياة لأماكن عملهم ومكاسب رزقهم.

إعداد: سعاد العطار – تحرير: سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.