درعا (الحل) – يلف الغموض المهمة الجديدة للقيادي المعارض السابق “عماد أبو زريق”، الذي أخرجته المخابرات الأردنية من درعا، بعد سيطرة النظام السوري على أجزاء واسعة منها في تموز من العام الماضي، ومن ثم عاد بصورة مختلفة بالتنسيق مع النظام السوري وروسيا.

أبو زريق والذي كان يشغل مهام القائد العسكري لجيش الثورة، كان من أبرز المنسّقين مع المخابرات الأردنية، وتمتّع بحرية التنقل بين درعا والأردن، واتهمه ناشطون بالتورط في عدة عمليات اغتيال طالت قادة معارضين في درعا، حيث كان يتزعم خلية أمنية في ريف #درعا الشرقي.

قبل عودة أبو زريق إلى درعا، تناقل ناشطون محليون معلومات حول اتفاق عُقد بين روسيا وبعض قادة المعارضة في الأردن، في مقر السفارة الروسية في عمان، يتم بموجبه عودتهم إلى درعا متمتعين بحصانة ودعم للانخراط في تشكيلات عسكرية جديدة موالية لروسيا، مهمتها احتواء من تبقى من عناصر المعارضة السابقين، الرافضين الانضمام لقوات النظام والفيلق الخامس.

وقال الناشط الإعلامي في درعا عبد الله الحوراني، لموقع الحل، إنه وبعد إحراز النظام السوري تقدم كبير في هجومه على درعا قبل أشهر، فوجئ عناصر الفصائل والسكان بخروج عدد من قادة الفصائل مع عائلاتهم إلى الأردن، في الوقت الذي كان يتجمع فيه عشرات الآلاف من النازحين على الحدود هرباً من القصف، ليتبيّن بعد ذلك أن هناك اتفاق على تسهيل تقدم قوات النظام وتشتيت أي محاولة لصدهم، مقابل إخراجهم مع عائلاتهم وتأمينهم.

وأوضح الناشط الحوراني، أن أبو زريق كان من بين القادة الذين خرجوا إلى الأردن، إلا أنه استمر في التنسيق مع الروس في الأردن، وهم من سهّلوا عودته إلى درعا، حيث دخل من معبر نصيب الحدودي، وكان باستقباله عدد من أقاربه وعناصره السابقين، دون أن تعترضه قوات النظام في المعبر، ومر على حواجزهم العسكرية بكل سلاسة.

وأضاف الحوراني، أن مهمة أبو زريق الحالية، هي جذب المقاتلين السابقين في صفوف فصيله، والكشف عن مخابئ الأسلحة، بدعم مباشر من النظام السوري وروسيا، باستخدام أساليب خداع للمقاتلين مثل التكتل لحماية المناطق، ووضع حد للتمدد الإيراني في الجنوب، وعد السماح لسطوة الأفرع الأمنية على المحافظة.

وفي الوقت الذي يتسارع فيه البعض لتحسين علاقاتهم بالضباط والروس والأفرع الأمنية، وتنفيذ المهام التي تطلب منهم للتقرّب أكثر وإيجاد موضع قدم عندهم، ينشأ صراع غير ظاهر للعلن، بين رجال المصالحات وقادة الفصائل السابقين، لتضارب المصالح بين الأطراف المسيطرة على الجنوب السوري، ممثلة بالنظام السوري وروسيا وإيران.

يتنامى الصراع في درعا بين عماد أبو زريق، والقيادي في الفيلق الخامس أحمد العودة المدعوم روسياً أيضاً، نظراً لوجود خلاف سابق قبل سيطرة النظام السوري على المنطقة، حيث يتسابق القياديان على تطويع أكبر عدد ممكن من العناصر، لتحصيل نفوذ أكبر على المناطق الجغرافية ومكاسب عند الطرف الرئيس.

وفقاً لزكريا أبو العبد، أحد قادة المجموعات التابعة لجيش الثورة سابقاً في شهادة أدلى بها لموقع الحل، فإن روسيا والنظام السوري وكذلك حزب الله، يعملون بهدف مشترك وهو احتواء جميع الفصائل في درعا، لإنهاء أي محاولة لإحياء القتال ضد النظام السوري، وقد يتضارب ذلك في بعض الأحيان بما يتعلق بجغرافيا السيطرة، حيث تسعى روسيا إلى إبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدود الأردن والجولان المحتل، لإظهار التزامها بالاتفاق الذي أُبرم بينهم وبموجبه تم السيطرة على الجنوب، في حين أن #إيران تسعى لتطويع مجموعات قتالية وخلايا خفية تابعة لها في المناطق الحدودية، وهذا ما كشفته اسرائيل مشيرة إلى مهام تضطلع بها بعض المجموعات التابعة لحزب الله في القنيطرة.

وأوضح أبو العبد، أن روسيا جنّدت عماد أبو زريق وأحمد العودة، بتوافق مع المخابرات الأردنية، حيث أن العودة وأبو زريق دخلوا عدة مرات بالسر إلى الأردن، لأسباب مجهولة، كما منحتهم #روسيا صلاحيات كبيرة في درعا على حساب قوات النظام، ليصدروا أنفسهم أمام سكان المنطقة على أنهم غير مرتبطين بإيران ولا بالنظام السوري، وهذا ما يفسّر التصرفات الأخيرة لعناصر العودة بالهجوم على حواجز قوات النظام شرق درعا وضربهم للعناصر، بذريعة أنهم يسيئون التعامل مع السكان، ولم يُقابل ذلك بأي محاسبة أو مواجهة من طرف النظام.

ويقطن أبو زريق في مسقط رأسه بلدة نصيب شرق درعا الحدودية مع الأردن، ويرافقه في تحركه مجموعة من عناصره السابقين بسلاحهم، كما يحاول أبو زريق تحسين علاقاته مع وجهاء وأهالي بلدته.

إعداد: محمد الأحمد – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.