فرار ألف لاجئ مسلم من منازلهم عقب هجمات سريلانكا الانتقامية

فرار ألف لاجئ مسلم من منازلهم عقب هجمات سريلانكا الانتقامية

وكالات (الحل) – نشرت صحيفة التلغراف البريطانية مقالاً تناولت فيه معاناة اللاجئين المسلمين في سريلانكا إثر الهجمات الانتقامية التي وقعت في البلاد. فقد أشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن حوالي ألف لاجئ مسلم في سريلانكا أجبروا على الفرار من منازلهم نتيجة تفجيرات يوم الأحد المصادف لعيد الفصح. وقد هدد الغوغائيون بتدمير منازل الأفغان والباكستانيين والإيرانيين. حيث يشكل معظمهم جزءاً من الطوائف الأقلية المسلمة مثل الأحمدية، الذين فرّوا إلى سريلانكا بعد تعرضهم إلى الاضطهاد في بلدانهم الأصلية. وقد ذكر البعض منهم أنهم تعرضوا للهجوم والضرب من قبل حشود يحملون الحجارة والعصي.

ولم تكتف تلك الحشود الغاضبة بتهديد اللاجئين المسلمين والاعتداء عليهم فقط، بل تعرض عدد من اللاجئين المسيحيين من تلك البلدان الثلاث للهجوم أيضاً بسبب الجهل بهوية المعتدى عليهم.

حيث يقول طارق أحمد، باكستاني يبلغ من العمر 58 عاماً و ينتمي للطائفة الأحمدية، في حديث للأسوشيتد برس: “لقد هاجمنا الناس في باكستان وقالوا لنا أننا لسنا مسلمين. واليوم يهاجمنا الناس في سريلانكا لأنهم يقولون أننا مسلمين”. وتشير التلغراف إلى أن حوالي 650 من اللاجئين المسلمين لجؤوا إلى مسجد في مدينة باسيالا بالقرب من نيجومبو. ويعتقد أن عدداً من اللاجئين لجؤوا إلى مراكز للشرطة أو المدارس وبقوا فيها. في حين يتحصّن 30 إيرانياً في منازلهم.

وقد طلبت منظمة هيومن رايتس ووتش من الحكومة السريلانكية حماية طالبي اللجوء البالغ عددهم 1600 إلى جانب سكانها. من جهتها قالت ميناكشي جانجولي، مديرة دول جنوب آسيا لدى هيومن رايتس ووتش: “ليس على السلطات السريلانكية مسؤولية اعتقال هؤلاء المسؤولين عن هجمات يوم عيد الفصح فحسب، بل أيضاً تقع عليها مسؤولية حماية كل هؤلاء الذين يتعرضون للخطر الآن”. وأضافت: “هذا يستدعي تأمين مأوى آمن ومضمون للاجئين وطالبي اللجوء، إضافة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة بحق أي شخص يشكل تهديداً لهم”.

وتشير التلغراف إلى أن ردّ الفعل المعادي للمسلمين في سريلاكا بلغ أشده على الإطلاق كرد فعل على الهجمات الإرهابية الشنيعة يومعيد الفصح. حيث أقدم تسعة انتحاريين لهم ارتباطات بتنظيم الدولة الإسلامية على تفجير أنفسهم في الكنائس والفنادق ما أسفر عن مقتل 253 شخصاً.

من جهتها أعلنت الحكومة السريلانكية حالة الطوارئ في محاولة منها لإعادة فرض سيطرتها على الأرض. فقد فرضت حظر التجوال في كافة أنحاء الجزيرة والذي استمر حتى الأحد الماضي، وما يزال مستمراً في ثلاثة مناطق من البلاد حتى اليوم. كما منعت ارتداء الملابس التي تخفي الوجه، ومن ضمنها البرقع. حيث تم تطبيق القرار بينما كانت الشرطة تقوم بالبحث عن المشتبه بهم. وقد تم القبض على ما يزيد عن 100 شخص حتى الآن بالتزامن مع الهجمات، في حين توفي 15 من المتشددين المشتبه بهم وعائلاتهم خلال هجوم مفاجئ للشرطة يوم الجمعة في شرقي البلاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.