«العنف» يطغى على ألعاب الأطفال والمراهقين خلال العيد بدمشق

«العنف» يطغى على ألعاب الأطفال والمراهقين خلال العيد بدمشق

دمشق (الحل) – البندقية ومسدس الخرز والدرع البلاستيكي والخوذة كانت أبرز ألعاب البسطات المنتشرة في أسواق دمشق خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، لتظهر لاحقاً بأيدي الأطفال خلال فترة عيد الفطر.

إذ استيقظُ سكان إحدى حارات حي الشيخ سعد في منطقة المزة صباح ثاني أيام العيد على صوت «انفجار صغير» ليتبين لاحقاً أنه صوت مفرقات بأيدي أطفال، رموها أمام باب منزل، ثم فرّوا باتجاه حارة أخرى، في محاولة منهم محاكاة مشهد تفجير عبوة ناسفة ثم الهروب منها.

وخرج صاحب المنزل موبّخاً الأطفال والمراهقين، ونقل لمراسلة موقع الحل في دمشق أنهم كانوا يرتدون دروعاً بلاستيكية، ويحملون بنادق خرز، ويطلقون على بعضهم البعض المفرقعات والخرزات التي قد تكون مؤذية للعين أو الوجه في حال أصابت أحد أعضائه.

وكانت لعبة «بنادق الخرز» من الألعاب الموجودة قبل الحرب في سوريا، لكنها زادت بنسبة كبيرة مع تصاعد حدة العنف في البلاد، وانتشار السلاح بشكل كبير في الأماكن العامة والشوارع.
ويقول أبو بلال، أحد أصحاب محلات الألعاب في منطقة العصرونية «ارتفعت مبيعات ألعاب الأطفال من الأسلحة بنسبة 70%، وهي معظم ما يطلبوه خلال فترة العيد، وصار هناك أنواع عديدة، وبعض المسدسات تشبه الحقيقية تماماً».

ويتابع أبو بلال المراهقون يطلبون أيضاً أقنعة لممثلين مشهورين بحملهم للسلاح مثل جبل شيخ الجبل في مسلسل الهيبة، وبدورنا نقوم بتلبية حاجة السوق».

ويؤكد أبو بلال أن مصدر هذه الأسلحة هو صيني المنشأ، وتنال سوريا حصة كبيرة منها، إذ ينطلق عدد من التجار الكبار إلى الصين، ويشترون حاويات كبيرة من الألعاب البلاستيكية، ويبيعونها في دمشق وحلب وباقي المدن السورية.

وبالإضافة للأسلحة، ينتشر اللباس العسكري للأطفال والمراهقين كأحد مظاهر تفشي العنف بين الأجيال، إذ يُلاحظ ارتداء الكثير من الشباب الصغار للبدلات المموهة والتماهي مع ألعاب القتال، مثل إنشاء حاجز على رأس الحارة، وتمثيل أداء الحرس والجنود… الخ.

ويفصّل حميد حوت، وهو طالب ماجستير علم اجتماع ويدرس حالياً في بيروت، ويقول «العنف المتداعي هو نتيجة منطقية لبلدان النزاعات، ويمكن تقسيم العنف بحسب المراحل العمرية، فعند الأطفال يكون من خلال مشاهدة الأفلام الكرتونية العنيفة، واللعب بالألعاب الصغيرة التي لها مدلول مرتبط بالعنف، ولدى المراهقين من خلال الملابس ونمطها، ومن خلال أسلحة المسدسات والبنادق، ولدى الشباب من خلال ألعاب الكومبيوتر مثل بابجي وكاونتر سترايك».

ويشرح حوت «هناك محاولة تنميط المجتمع بالكامل من خلال الصبغة العنفية، الأمر لا يتوقف عند سنّ معين، حتى الكبار يتطبعون بطباع عنفية مثل محاولات تقليد الممثلين بشكل الشعر أو نمط الحياة، اليوم بات قطاع الطرق وقادة العصابات هم أبطال في المسلسلات، والجميع يهوى تقليدهم».

ويؤكد الشاب الثلاثيني خطوة تحول المجتمع إلى نمط عنفي، لما له من أثر طويل الأمد، ويحتاج لسنوات كي يتفرغ هذا العنف من حياة الناس اليومية، كما يلقي باللوم على السلطات التي لا تمنع أو تحظر تداول ألعاب الأسلحة، وتسمح باللباس العسكري لأشخاص مدنيين، دون مراقبة أو محاسبة.

إعداد: سعاد العطار – تحرير: سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.