(الحل) – انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، صوراً من منطقة السيدة زينب على أطراف العاصمة دمشق تظهر مجموعة من الفتيات القاصرات تتراوح أعمارهن بين 9 إلى 13 عاماً، مع عدد من النساء ورجال الدين التابعين لإيران في حفل تكريم بمناسبة “بلوغهن سن التكليف الشرعي” وخلفهن عبارة “تكليفنا ميثاق سيظل في الأعناق”، والتي تأتي ضمن فعاليات مايسمى “مجمع الصراط الثقافي”، في إشارة إلى توسع أنشطة إيران “الدينية” في حملات التشييع بالعاصمة دمشق ومحيطها.
وبدأت إيران بالتركيز على أطفال سوريا مع بداية العام 2014 عندما أنشأت مجموعة “كشافة الولاية” والتي تعتبر من أهم المنظمات المهتمة “بتشييع الأطفال” وتوجيههم عقائدياً وسياسياً وعسكرياً، من خلال أنشطتها المختلفة التي تتركز بالقرب من الأضرحة والمراقد التي تخص “المذهب الشيعي” في سوريا، حتى باتت مجموعات الكشافة تنتشر في كل مدرسة تتبع المذهب، أسوة بكشافة “الإمام المهدي” التي تنتشر في لبنان والعراق أيضاً.

جيل إسلامي خاص بـ”ولاية الفقيه”
في بحثنا عن ماهية “كشافة الولاية” التي أسست في سوريا بعد سيطرة المليشيات الإيرانية على المراكز الدينية داخل العاصمة دمشق ومحيطها، وجدنا في الموقع الالكتروني لكشافة “الإمام المهدي” كما جاء في أدبياتها هو “إنشاء جيل إسلامي وفق التصور الخاص بولاية الفقيه، والالتزام بتعاليم المرشد العام الإيراني على خامنئي”.
ومن خلال تتبعنا صفحة “كشافة الولاية سوريا”، وجدنا أن معظم الفعاليات للأطفال السوريين تحاول غرز مفاهيم ثقافية ودينية جديدة بداخلهم أهمها تصّور الكشفية باعتبارها “الوطن”، ورئيسها هو المرشد العام “خامنئي”، من خلال وضع صوره وأعلام إيران في كل زاوية، ناهيك عن العبارات التي تُمجد “الثورة الإسلامية الإيرانية” والتي وضعت من ضمن أهدافها “توعية وتأسيس جيل من الشباب المتفهم للقضية الإسلامية، وعدم إنجرارهم وراء اليد الاستعمارية المتتدة إلى الجذور”.

وفيما يخص تموّيل مايسمى “كشافة الولاية” ذكر “مركز حرمون” في دراسة مفصلة له حول “مؤسسات النفوذ الإيراني في سوريا والأساليب المتّبعة في التشيع” أن “جمعية الإمام المهدي وكشافة الولاية في سوريا تُمول من قبل المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق، التي بدورها تملك مايسمى (جمعية الفرات للسلام والسلم الاجتماعي) في منطقة المزة بالعاصمة دمشق، والتي تعتبر الجهة الوسيطة التي تقوم بتمويل جميع فعاليات المجتمع المحلي وترعى مصالح إيران في سوريا”.

غسيل منظم لعقول الاطفال!
ظاهرياً، تشمل أنشطة “كشافة الولاية” في منطقة السيدة زينب إقامة المعارض والرحلات الترفيهية للأطفال، كما تصدر مجلة دورية تحمل اسم “نور المهدي”، إضافة إلى نشرة بعنوان “تواصل”، لكن نشطاء محليون يتهمون “الكشافة” بغسل عقول الأطفال وتغيير معقتداتهم الدينية، وتجييشهم بشكل طائفي من خلال سرد القصص والأفلام حول “الثأر للحسين” وإلباسهم بزات عسكرية وحملهم لأعلام إيران وصور الخامنئي في مسيرات ومواكب بمختلف المناسبات.

في حين، تكشف مصادر محلية من داخل منطقة السيدة زينب لموقع الحل أن “هذه الأنشطة التي تخص الأطفال موجودة منذ حوالي 5 سنوات كان آخرها تكريم لفتيات قاصرات لاتتجاوز أعمارهن 13 عاماً بمناسبة (بلوغهن سن التكليف) أي أن الفتاة أصبحت جاهزة للزواج، واللافت في القصة أن أكثر من نصف الفتيات في هذا الاحتفال لسن من الشيعة، بل من المتشيعات الجدد اللواتي تستهدفهن الجميعات والمنظمات الإيرانية في المنطقة”.

وأضاف المصدر “لم تكن هذه المناسبة الأولى التي يجري فيها تكريم فتيات صغيرات من قبل إيران في السيدة زينب، حيث أُقيم في العام الماضي حفل تكريم لفتيات تمت كفالتهُنّ من قبل الكشافة بعد مقتل ذويهم خلال قتالهم إلى جانب قوات النظام في معاركه مع المعارضة المسلحة، وبعدها يتم التكفل بعائلة القتيل مقابل حضور دروس دينية تخص المذهب الشيعي، ومن ثم تقديم الحوافز لهم”.
وأشار إلى أنه “خلال الأعوام القليلة الماضية اعتنقت عشرات العائلات المذهب “الشيعي”، وبعضها كان قادماً من العاصمة دمشق وريفها، حيث يُعلن عن اعتناقهم للمذهب من خلال إقامة حفل جماعي لهم بحضور شخصيات بارز،ة أبرزها عبد الله نظام والشيخ نزيه فياض اللبناني الجنسية والذي يعتبر المفوض العام لكشافة الإمام المهدي، إضافة إلى رجال دين من إيران أبرزهم أبو الفضل الطبطبائي ممثل الخامنئي في سوريا”.

مدارس تعليمية بصبغة دينية
سهل النظام عمل المؤسسات الدينية التابعة لإيران في العاصمة دمشق وريفها منذ بداية العام 2014، حيث أصدر بشار الأسد بنفس العام مرسوماً يسمح بتعليم المذهب الشيعي في المدارس السورية، إضافة إلى افتتاح أول مدرسة “دينية بطابع شيعي” وسميت مدرسة “الرسول الأعظم” في منطقة جبلة على الساحل السوري.

وفيما يخص العاصمة دمشق وريفها، تم تأسس نحو 40 مدرسة دينية، وتركزت في مناطق شارع الأمين وباب مصلى وشارع الحمرا، والقيمرية داخل العاصمة دمشق، وفي المليحة والسيدة زبنب وسيدي مقداد والديابية وباقي المناطق التي تنتشر فيها المليشيات الإيرانية في ريف العاصمة.

أما على مستوى المحافظات، فقد رصد موقع الحل تأسيس مدارس ثانوية “شرعية” تخص الشيعة وتتبع لوزارة الأوقاف وتعترف بها وزارة التربية بواقع “مدرستين في كل من دمشق وريفها واللاذقية وحلب ودير الزور ودرعا، حيث عُيّن المدعو عبد الله نظام مشرفاً عليها والذي يُعرف بأنه أحد مراجع الشيعة في دمشق، والمسؤول عن المتشيعين الجدد في سوريا”.

أسامة مكية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.